أساتذة الجامعات : التعليم العالي .. إنحدار وتخبط !

mainThumb

25-06-2011 06:17 PM

وصلت إلى "السوسنة" رسالة مذيلة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الأردنية موجه إلى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين تحت عنوان "التعليم العالي: ظلم ... وتخبطات".
 
وتشير الرسالة إلى أسس القبول الجامعي لعام 2011 – 2012 ، حيث يُقبل في واحدة من الجامعات الأردنية أحد أبناء أعضاء مجلس التعليم العالي العاملين، أو السابقين وحفيد واحد من الدرجة الأولى"، كما يُقبل في الجامعة احد أبناء أعضاء مجالس أمنائها العالمين، أو السابقين، أو احد أحفادهم من الدرجة الأولى"
 
وتاليا نص الرسالة نوردها كما هي : ـ


رسالة مفتوحة الى سيد البلاد المفدى حفظھ لله

التعليم العالي : ظلم ... وتخبطات

سيد البلاد المفدى :

في الوقت الذي تطالب بھ جموع الأردنيين بالعدالة والمساواة؛ ويسعى جلالة سيد البلاد جاھداً لتكريس مفھوم  المؤسسية والانصاف تصر وزارة التعليم العالي أن تبقى تغرد خارج السرب لتمعن في أھم فئتين في المجتمع؛ الشباب المستنير والاكاديمين؛ ظلماً نخشى أن يولد أحقاداً لا تُحمدُ عُقباھا . والمصيبة أن راسمي السياسات ومنظري البرامج والخطط المستقبلية يعتقدون أن الاحتجاجات تأتي نتاجاً لجوعٍ وضيقٍ اقتصادي . وأخطر ما وراء ھذا الفھم الخاطئ أنھ يسير في الاتجاه المعاكس . فالشعور بعدم المساواة والظلم ھو ما يدفع جموع المستنيرين الى النزول للشارع ومخاطبة الحكومات بلغة المواجھة لا لغة التفاھم . ونار ھذه المواجھة يكون اشد ان قادھا او حركھا الشباب المستنير والاكاديميون .

وبما ان وزارة التعليم العالي ھي المعنية مباشرة بھذا القطاع فسنضرب بعض الامثلة للدلالة لا للحصر على سوء الادارة والتخبطات في الوزارة . فمثلاً خرجت الوزارة لنا بأسس القبول للطلبة في الجامعات الاردنية الرسمية للعام 2011 والموشحة بتوقيع وزير /5/ 2012 والتي اقرتھا في جلستھا رقم ( 141 ) المنعقدة بتارخ 8 / الجامعي 2011 التعليم العالي والبحث العلمي الاستاذ الدكتور وجيھ عويس . والمدقق لھذه الاسس يقرأ النصين التاليين الذين يعيدان لنا  زمن الاقطاعيات ومنطق الاتاوات في " مزرعة التعليم العالي ". والنصان ھما :

-1 " يُقبل في واحدة من الجامعات الاردنية أحد ابناء أعضاء مجلس التعليم العالي العاملين، او السابقين وحفيد  واحد من الدرجة الاولى "

-2 يُقبل في الجامعة احد ابناء اعضاء مجالس امنائھا العاملين، او السابقين، أو احد احفادھم من الدرجة الاولى "

لا نعرف ما ھي خصوصية ابناء أعضاء مجلس التعليم العالي العاملين، او السابقين وابناء اعضاء مجالس امنائھا  العاملين، او السابقين والذين يتقاضون مكافآت مالية مقابل الاجتماع الواحد الشھري الذي يحضروه وترسل  الجامعات سياراتھا لاحضارھم من أي مكان يريدون . وحتى ان كثيراً من النقد طال العديد من مجالس الامناء والتعليم  العالي . فنسمع أن الواسطة والمحسوبية لعبت دورا كبيرا في تشكيل أعضاء المجالس ولا سيما أنّ ھنالك أشخاص لم  يحققوا شروط وجودھم في ھذه المجالس وان أكاديميين اعربوا عن خيبة أملھم في تشكيلة رؤساء وأعضاء مجالس  أمناء الجامعات لعدم قدرتھا على الأخذ بيد مسيرة u1573 ? صلاح التعليم العالي، وان مجالس امناء الجامعات ما ھي الا  تكريس للمحسوبية والواسطة وعبء اضافي على موازنتھا . فھل يعقل بعد كل ھذا ان يحصلوا على ضماناتٍ اقطاعية  لھم ولابنائھم وابناء ابنائھم !!! ھل يعقل ان من حصل على معدل 96 % في الثانوية العامة لم يضمن مقعد طب في  جامعاتنا بالتنافس الحر بينما ابنة رئيسة جامعة حصلت على معدلٍ يقارب ال 87 % وحصلت على مقعد طب في  جامعة العلوم والتكنولوجيا، وابن وزير التعليم العالي الحالي حصل على معدلٍ قريبٍ من ذلك وتخرج من كلية الطب  امس من جامعة العلوم والتكنولوجيا، وحفيد احد أعضاء مجلس التعليم العالي السابقين، وعضو في مجلس النواب  حالياً، حصل على مقعد طب في جامعة العلوم والتكنولوجيا حاليا !!! ھل يعقل ھذا .

 حتى أن النصين المجحفين لم  يخصصا القبول في " الطب " ولكن اصحاب القرار استغلوه لصالحھم الى اقصى درجة من الظلم .

ھذا يأتي في وقت نعيب على طلبتنا في اليمن أن معدلاتھم اقل مما تم قبولھ في كليات الطب في الاردن . وھل ابن  وزير التعليم العالي خارج المعادلة ولا يُقاس عليھ؟؟ واذا كان في قبولھم خرق للعادة وتقليل لمستوى القبولات في  كليات الطب في الاردن الم يسبقھم الى ذلك الخرق معالي الوزير ومعالي رئيسة احدى الجامعات وحفيد معالي نائب  رئيس وزراء سابق وعضو مجلس النواب حاليا . وكل ھذا حسب قانون الغاب .

لقد تم مسخ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لمستوى ان تخبطاتھا اذھبت ھيبتھا . فتارةً تقرر اختيار لجنة مُصغرة  من مجلس التعليم العالي لاختيار رئيساً لجامعة اليرموك . وبعد تقديم عشرات السير الذاتية من اھل الكفاءة يكون  تنسيب احد اعضاء ھذه اللجنة المصغرة قد وصل الى رئاسة الوزراء قبل اجتماع اللجنة للسير باجراءات تعينھ رئسياً  لجامعة اليرموك . أي تخبطٍ واستخفافٍ ھذا الذي نشھده . وفي الوقت الذي تصرخ فيھ جامعات الجنوب من الفقر  واعلان الافلاس يتم التلاعب بالاسس لتخفيض معدلات القبول وكأن الاموال ستنھمر على الجامعات من ھذا الباب  وننسى ان جلب الاستثمارات والقبولات الخارجية ھو المدخل لذلك . فأي تيھ اكثر من ھذا . وفي الوقت الذي تصدر فيھ  قرارات متعددة بخصوص امتحان التوفل لطلبة الدراسات العليا تكون الوزارة قد امعنت في الھروب الى الامام بعدم  مواجھة السؤال الحقيقي " كيف لا يستطيع طلبتنا وحتى من ھم في تخصصات اللغة الانجليزية اجتياز الامتحان؟ " ففي  امتحان كفاءة جامعي سابق مماثل لامتحان التوفل عقدتھ ھيئة اعتماد مؤسسات u1575 C لتعليم العالي بالتعاون مع مؤسسة  تبين تدني مستوى طلبة تخصص اللغة الإنجليزية . وتشير النتائج الإجمالية للامتحان إلى (ETS) دولية متخصصة  أن ( 174 ) طالبا وطالبة من المتوقع تخرجھم حققوا المستوى الوطني من اصل ( 867 ) طالبا وطالبة تقدموا للامتحان .

وقبل ايام اصدر مجلس التعليم العالي قراراً بتخفيض معدلات القبول لدراسة الطب البيطري إلى 75 %. وبعد اعتصامٍ  نفذه الأطباء البيطريون أمام وزارة التعليم العالي للمطالبة بإلغاء القرار وإعادة الوضع كما كان عليھ سابقاً اضطر  وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور وجيھ عويس للانصياع لمطالب الأطباء البيطريين بإعادة معدلات القبول  في كلية الطب البيطري إلى 80 % كما كانت عليھ سابقا . فلو تم استشارة أھل الاختصاص مسبقاً ھل كنا وقعنا في ھذا  التخبط؟ ويضاف لھذا التخبط قرارات مجلس التعليم العالي المزاجية بخصوص الذين يحملون شھادات جامعية عليا ,

في برامج الماجستير والدكتوراه عن طريق الانتساب . فتارةً يعترف المجلس بشھادات خريجي الجامعات العربية  الاعضاء في اتحاد جامعات الدول العربية، وتارة ينقلب المجلس على نفسھ بعدم المصادقة على ھذه الشھادات، وتارةً  يشترط للمصادقة دراسة مواد اضافية في الجامعات الاردنية .

خلاصة القول ان الظلم والتخبطات التي تمارسھا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ستقودنا الى مزيدٍ من  الاحباطات والارھاصات التي لا يُحمدُ عُقباھا . فمنذ " عدة سنوات والجامعات الأردنية تعاني من فقدان خارطة طريق  تسير عليھا؛ فتشريع قوانين وأنظمة وتغييرھا في ليلة وضحاھا، قوانين دائمة تغيّر لمؤقتة ثم دائمة، تغيير وتبديل  رؤساء جامعات ومجالس أمناء بين العام والآخر، استراتيجيات تعليم تأتي مع كل وزير قادم وتغادر بمغادرتھ، قوى  تطالب باستقلال الجامعات وأخرى تطالب بالتضييق عليھا، تتصارع حيتان التعليم العالي على تعيين رؤساء  الجامعات، ليس تزكية لھم وإنما خدمة لأجندتھم ومصالحھم ورؤاھم .


أعضاء ھيئات التدريس في الجامعات الحكومية 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد