درَوس فيتنامية في الكبرياء الوطني

mainThumb

25-05-2021 02:54 PM

عندما كانت اميركا تحتل فيتنام في منتصف القرن الماضي   وتلقي قنابل النابلم على المدن وتدمر السدود وتقصف هانوي يوميا بمئات الغارات واطنان من المتفجرات ،والفيتنامون يقاومون بقيادة الجنرال جياب  الذي ابتدع طريق هوشي منه للانفاق بمئات الكيلومترات لايصال الاسلحة لجنوب فيتنام وتضليل القوات الاميريكية،  وفي النهاية ركع الاميركان وهربوا من سايجون وتركوا عشرات الطائرات والدبابات والمعدات  وانتصر الفيتناميون  على للولايات المتحدة  في اكبر هزيمة في تاريخها .

وخلال المفاوضات التي استمرت سنين علم الوفد الفيتنامي المفاوض العالم قبل الاميركان  دروسا في الوطنية من خلال السلوك  اليومي البسيط  في مسار المفاوضات ، والذي كان  يحمل في طياته معان كبيرة، ومن هذه المواقف انهم لم يقبلوا ان يسكنوا مع الوفد الاميركي في نفس الفندق الفاخر بل اقاموا  في شقة متواضعة مع طلبة فيتناميين من ضواحي باريس.

وكان الوفد والذي تتراسه سيدة يرتدون نفس بدلات المحاربين على الارض في المعركة، وكانوا اذا تاخر الوفد الاميركي عن الاجتماع خمس دقائق يغادرون القاعة ،وكان الامريكان يرفعون من وتيرة القصف احيانا عند اشتداد الازمة في التفاوض.

وكان الرد  الفيتنامي هو  التغيب عن الاجتماع في اليوم الذي يليه، وهذا غيض من فيض.  وفي نهاية المطاف انتصر الفيتناميون وعلموا العالم دروسا في الحرب والمفاوضات والكبرياء الوطني.   

 فهل يتعظ المفاوضون مع الصهاينة من الدرس الفيتنامي، والاستغناء عن البدلات الفاخرة وربطات العنق الانيقة والاستعراضات غير المتكافئة في المؤتمرات الصحفية في الوقت الذي لا زال الشهداء تحت الانقاض والعدو مستمر في عدوانه ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد