للمرة الثالثة، خلال العام الحالي، تضع بطريركية الروم الأرثوذكس في مدينة القدس المحتلة، العالم ومنظماته الأممية، والدينيّة والقانونية، على أنها تراقب بقلق الاحداث والمواجهات التي تشهدها منذ اسبوع دام، مدينة القدس، فيما تدخل الكنيسة اسبوع الآلام، المقدس.
بأثر رفيع وسامي، انشغل غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر اعمال فلسطين والاردن للروم الارثوذكس، بمتابعة بحالة من القلق، والخوف على المؤمنين الذين يؤمون القدس، وببالغ الاهتمام، يراقب البطريرك ما يجري من اعتداءات سافرة وتهديد لمقدسات الاديان المسيحية والإسلامية في بيت المقدس، وهي تطورات مؤلمة تتسارع خلالها الاحداث التي شهدتها المدينة المقدسة، إلى وقوع شهداء، ومداهمات وهدم بيوت وصوامع ومقدسات،.. وهنا ينبه البطريرك، ويشدد على ضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم للاماكن المقدسة.
لقد افصح البطريرك ثيوفيلوس الثالث، عن خوف وقلق يمس جوهر ولايته الدينية، في القدس وسائر اعمال فلسطين والاردن للروم الارثوذكس، وهو هنا يلجأ الى توعية العالم الحر ومحاضرة الفاتيكان والمنظمات الأممية، ومؤكدا-في ذات الوقت- أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في الاراضي المقدسة، وعندما ننبه العالم، وبالذات الإدارة الأميركية والرئيس جو بايدن، ودول مجلس الأمن وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، ومنظمة التعاون الإسلامي، واليونسكو والالكسو، فالوقت حاسم لحماية القدس، وعلينا أن نعيد تذكير الجهات والقوى كافة، بحصرية حقوق ادارة الحرم القدسي الشريف لدائرة الاوقاف الاسلامية في القدس والتابعة لمديرية المسجد الأقصى في وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الاردنية.
.. وتعني الحرية، التزام جلالة الملك عبداللة الثاني بحق الوصاية، وهو الوصي الشرعي المتوارث لوصاية القدس ابا عن جد، ولولا وصاية الملك الهاشمي، لضاعت وتاهت وهدمت المدينة المقدسة نتيجة صلف وهمجية العدوان الصهيوني منذ نكبة فلسطين.
برؤية ونداء مسؤول، قال البطريرك ثيوفيلوس «إن اي تدخل في هذه الحرية يعتبر اعتداء على حقوق المسلمين المكفولة بالقانون والمعاهدات الدولية»، مشددا على ضرورة ضمان حرية العبادة خاصة خلال شهر رمضان الفضيل لما يحمله من اهمية دينية للمسلمين عامة وللمقدسيين بشكل خاص، ما يؤكد احترام حرمة الشهر الفضيل والحفاظ على السلم والامان خاصة للمصلين، وممارسة حرية العبادة والوصول الى بيوت الله باحترام وكرامة وكما كفلته الشرائع والقوانين الدولية.
.. أهمية المملكة الأردنية الهاشمية، والدولة الأردنية : «تكمن في أنه سلطة الوصاية قانوناً على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، فقد وثق ذلك عبر عديد الوثائق الدولية والاممية والقانونية، عدا عن ما ورد في «معاهدة السلام بين المملكة الأردنية الهاشمية و(إسرائيل) في 26 تشرين الأول أكتوبر 1994، مما جاء فيه: «المسؤولية عن الأوقاف والمقدسات في القدس مسؤولية مقدسة حملها الهاشميون منذ عام 1924، وعندما فك الأردن الارتباط الإداري والقانوني بالضفة الغربية لمصلحة منظمة التحرير الفلسطينية عام 1988 لم يشمل ذلك الأوقاف والمقدسات، حرصاً من الأردن على الحفاظ عليها وخدمتها وصيانتها، وبطلب من الجانب الفلسطيني، وعند انتقال السيادة للفلسطينيين على المدينة المقدسة، فستنقل مسؤولية الأوقاف والمقدسات فيها من العهدة الأردنية الهاشمية إلى العهدة الفلسطينية».
.. بيان البطريرك، يدعم نداءات العالم والدول المعنية، بضرورة وقف إسرائيل جميع الإجراءات الاستفزازية واعتداءات المجموعات المتطرفة التي تدفع باتجاه موجة جديدة من التوتر والعنف.
وهذا يؤشر إلى ضرورة إطلاق تحرك دولي، اممي، قانوني، فوري لإلزام إسرائيل المحتلة، وقف المنظمات المتطرفة وتحركاتها العنصرية في البلدة القديمة من أجل وقف الإرهاب والعنف، والملاحظات والاغلاقات ضد رواد المقدسات الدينية واوقاف القدس الإسلامية والمسيحية، من المصلين والزوار، خصوصا انها تتزامن مع أعياد الفصح واحد السعف الشعانين، وشهر رمضان المبارك.
القدس وصاية هاشمية مؤكدة، والأردن، بصوت وحضور وقوة جلالة الملك الوصي، تضع العالم، في قراءات حضارية وأمنية وسياسة، لوضع الحلول التي تحمي القدس.