لماذا تُهدّئنا الدموع؟ .. أنواعها ومكوناتها

mainThumb

27-04-2021 05:50 PM

السوسنة- لا يزال الباحثون يتساءلون عن أسرار ودوافع البكاء، على الرغم من أن آليته الفسيولوجية أصبحت معروفة منذ سنوات طويلة.
 
ويبكي الرجال والنساء والأطفال عند الشعور بالحزن أو الألم ويبكون أيضاً فرحاً.
 
ويرصد أستاذ الأدب الأميركي توم لوتز في كتابه "البكاء: تاريخ الدموع الطبيعي والثقافي" جميع الأعمال والأبحاث التي اهتمت بالبكاء.
 
وفي ما يلي أبرز ما جاء في هذا الكتاب وفق ما نشرته مجلة "سيكولوجي".
 
الهدوء بعد العاصفة
 
يقول الدكتور ألكسندر لوين صاحب نظرية الطاقة العضوية التي تستخدم في علاجات تهدف إلى استعادة الشخص لتوازنه من خلال مساعدته على تفريغ طاقته الحيوية، إن البكاء يحرّر الجسم من توتراته ويجنّب الوقوع في دوامة القلق والاكتئاب.
 
 
 
لكن هذه النظرية لم تعجب فرويد، فالمحلل النفساني الشهير شكّك في ذلك واعتبر أن البكاء يعني العثور على حدث صادم في الذاكرة، وأنه غير مفيد، على الرغم من أن دراسة أجراها ويلم فراي في 1985 أوضحت أن 85 في المئة من نساء العينة و73 في المئة من الرجال أكدوا أن البكاء بمنزلة مهدئ بالنسبة لهم.
 
وقد يكون التفسير مرتبطاً بالجهاز العصبي، فالجهاز العصبي السمبثاوي المسؤول عن استعادة الهدوء بعد تراكم التوترات في الجسم، هو من يقوم بإثارة الدموع في الوقت ذاته. وعليه فإن لم يكن هذا هو السبب المباشر فإن العمليتين تنتهيان بشعورنا بالراحة والهدوء.
 
مرتبط بالعمر
 
حاول باحثون أميركيون قياس كمية الدموع التي يستطيع الإنسان ذرفها، وعدد المرات التي يبكي خلالها، واكتشفوا أن للعمر تأثيراً على ذلك، إذ ينخفض إنتاج الدموع بنسبة 40 في المئة اعتباراً من عمر 65 وبنسبة 70 في المئة عند الـ 80، وتصل كمية الدموع إلى أكبر مستوى لها بين الساعة السابعة والعاشرة مساء وأن النساء يبكين خمس مرات أكثر من الرجال.
 
 
ثلاثة أنواع
 
يفرز الجسم ثلاثة أنواع من الدموع، هي الدموع اللاإرادية التي تنتج عن تهيج كيمائي أو فيزيائي، ودموع العواطف التي تفرزها الغدة الدمعية الرئيسية، ودموع الترطيب التي ترطب القرنية وتنتجها الغدد الدمعية الصغيرة.
 
وتتكون كل هذه الدموع من الماء والزيوت والأملاح والغلوكوز واليوريا، ولكن تركيز البروتينات وهرموني البرولاكتين وACTH المرتبطين بالاكتئاب أكثر في دموع العواطف. ونسبة البرولاكتين أكبر عند النساء، إذ إنه مسؤول أيضاً عن إنتاج الحليب، ما يمكن أن يفسر لمَ تبكي النساء أكثر من الرجال.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد