أزمة غير مسبوقة فمن المشهد الأول لها تُدرك أن هناك حالة من التخبط .. فعلينا الاعتراف أننا وسط كومة من الازمات و فوضى أعلامية مقلقة نعيش بها .. بحيث أصبح الاردنيون يعيشون في صمت كاذب لا يعرفون الاستقرار
فالاحداث تتوالى وتتضارب واغلبها يُثير الحيرة ويضفي جواً من الضبابية والغموض
فالأسئلة كثيرة لكنها دون اجابات ؟ واعلام الدولة يُعلق عليه قدر كبير من الفشل أدى إلى تصدع الحقيقة .. فقد اصيب بالشلل والتخبط في سرد ما حصل من احداث
فرسالة الملك كانت في غاية الوضوح وليست غامضة قال فيها جلالته صراحة أن الفتنة وئدت وان الامير في قصره وتحت رعايتي ... وبعد ذلك سمعنا وقرأنا عن مضمون رسالة الامير لجلالة الملك على ان الامير رهن اشارة الملك وولي العهد
لكن المفزع في الامر هم بعضاً من الكتاب ومتسلقي المكريفونات والشاشات الذين اوحوا لنا ان هناك محاولة انقلاب و تواصل مع جهات اجنبية في محاولة لزعزعة استقرار البلاد لا سمح الله دون ذكر من هي تلك الجهات مما ترك الاردنيين عرضة للشائعات وللصحافة الاجنبية ومواقع التواصل الاجتماعي
وهذا ما يقودنا ويُحتم علينا التعامل مع تلك الازمة بمنهج مدروس وليس من خلال سياسة الفعل ورد الفعل .. فالموضوع لم يعد يخص العائلة المالكة فقد خرج للعلن وأصبح المشهد خاصعاً تحت تأثير التصريحات والشاشات والمقالات ومفرداتها المزعجة
الامر الذي يستدعي إعادة تحديد حقيقة وطبيعة المعادلة الفعلية لخارطة التناقضات .. فالسياسة فن وجفاف السياسة يشبه الفشل
فلا بد من نقاء المشهد الاعلامي من شوائب الارتجال والتخبط وإثارة الفتن .. فالراصد لكل ما يجري يخرج بفكرة واضحة وكلمة سر تُختصر في كلمات قليلة وهي لا تشعلوا النيران و تثيرون الفتن
فأذا عُدنا إلى التاريخ لوجدنا كثير من الاكاذيب حولت مجرى التاريخ وشطرت جسم الاسلام إلى نصفين وهي ما حدث في تحكيم صفين بين الامام علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان ...... فعلينا الاخذ من التاريخ ما يوحدنا والحاضر ما يُقربُنا
فلا يمكن لأية ازمة في الاردن ان تنتهي أو يتم حصرها طالما هناك إعادة انتاج نفس اللاعبون ونفس الوجوه والتي تعتلي مهامها في ادارة الفشل
فالجهل سبب كل الازمات والمصائب وهو عدو الوعي ... فالاردن بات يعيش ازمة وراء اخرى ومعظمها ادخلتنا في تعقيدات غير مستقرة ادت الى زيادة التوتر الاجتماعي ... فالحدث الاخير شكل حدثاً مفصلياً لم نعتد عليه واحدث تصدعات وغيبوبة في عدم الفهم ادى الي فرز حالك من القلق رغم ان الاردنين يمتلكون الفطنة والقدرة على التميز
ويؤمنون ان لا طريق للمستقبل دون المرور عبر بوابة الدولة والنظام والمؤسسات .. فالحكومات المتعددة لم تُسهم في الخروج من الازمات بسب الحالات المعقدة والادوار المتعددة
فالقدرة على ادارة المخاطر بكفاءة تحول دون التعرض للمفاجاة ولا بد من خارطة للعبور بالاردن نحو المستقبل وتصويب الاخطاء وإصلاح منظومة الحُوكمة ومراجعة السياسات العامة .. فالحالة التي نعيشها بحاجة الى مصارحة وطنية تُرمم البيت الداخلي وتحمي نسيجه الاجتماعي
ففي حالة الازمات في دول العالم الديموقراطية يتم العودة الى الشعب عبر إستفتائات وانتخابات مُبكرة وتعديلات دستورية وبرامج إصلاحية حقيقة ..... فالمتابع للاحداث يُدركُ جيداً أنها جاءت نتيجة أزمات مركبة متعددة الابعاد لم يعمل على فض تشابكاتها
فدعونا من الذين يكتبون قصائد المديح فلطالما كتبوا وتحدثوا عن انتصارات لم تحدث واحلام لم نراها .... فنحن أمام ازمة نُخب ولدت نتيجة ديمومتها أزمة سيستم وهناك من حاول ان يغمز ويحولها إلى ازمة حُكم وهذا ليس صحيحاً إطلاقًا............ فالفتنة إذا اقبلت عرفها العقلاء واذا احرقت عرفها السُفهاء