عمان – السوسنة - بلقيس بني خلف _ لا تقتصر اثار جائحة كورونا على النواحي الصحية المباشرة للمصاب بها او للمخالطين بل تتعدى ذلك لاثار اوسع واشمل لها ارتباط بالحالة النفسية المصاحبة للاجراءات المتبعة في مكافحة الفيروس وفي مقدمتها العزل اوالحجر المنزلي .
وفي هذا الجانب قال دكتور الإرشاد النفسي نورس نصيرات ان :" الاثر النفسي للمصاب او المعزول اكثر عمقا واثرا من الاثر الصحي للمرض، فالعزل سواء كان منزليا او مؤسسيا فانه في ذهنية السواد الاعظم يعد نوعا من الحبس ومصادرة الحرية والالتزام والانصياع لاجراءات وتعليمات لم يعتد عليها من قبل وهو ما يشكل الدافع الابرز لتجاوز التعليمات والقوانين والتحذيرات بدافع البحث عن الحرية والتخلص من الشعور بالوحدة والملل".
وفي هذا السياق يؤكد الدكتور نصيرات ان دور التوعوية النفسية تلعب دورا مؤثرا وهاما في التخفيف من حالة التوحد التي يشعر بها المعزول من خلال بث روح الطمانينة له بان العزل لا يعني العزلة وانما بامكانه تحويل ذلك الى فرصة من خلال استنباط ادوات تسلية وملء وقت الفراغ واشغال نفسه باشياء مفيدة قد يكون من بينها المطالعة او الرسم او ممارسة الرياضة .
واشار الى ان الحظر يعد عند البعض نوعا من الاقصاء بشكل عام باعتباره أسلوب عقابي بعلم النفس وتعديل السلوك و الحجر بجائحة كورونا خلق العديد من التبعيات النفسية السلبية عوضًا عن الأثر المجتمعي الكلي نتيجة للحجر الملزم به الفرد إجباريًا.
ولفت الدكتور نصيرات الى أن أهم نقطة هي تخفيف التواصل المجتمعي المعتاد في الوضع الطبيعي و الذي يؤدي انقطاعه إلى حدوث انتكاسه في مهارات التواصل و نقص في أساليب التعديل حيث يعتبر الحديث مع المحيطين بشكل خاص تنفيس للذات و إشعار الفرد براحه بدون علمه حتى ، حيث لا يمكن عزل الفرد عن محيطه لأن جوهر الإنسان من الأنس ووجوده بجماعه يأنس بها ناهيك عن ظهور بعض حالات الوسواس التي أظهرت الدراسات حصولها لدى الأفراد بازدياد معدل هذا الاضطراب نتيجة للخوف من هذا الوباء فوسواس النظافة هو أحد أبرز هذه الوساوس.
ونوه الى ان القلق اصبح ايضا عرضًا مصاحبا وسائدًا لدى الكثيرين نتيجة للظروف والمعلومات المحيطة من ازدياد أعداد المصابين و حالات الوفيات المرتفعه التي أدت إلى ظهور قلق الموت و القلق المعمم لدى عائلات المصابين و محيطهم
ويسلط استاذ علم الاجتماع الدكتور عبدالباسط العزام الضوء على ممارسات العنف التي تنشأ نتيجة العزل والشعور بالتوحد والعزلة وتحول السلوك الى العداونية بشكل متفاوت بين الافراد المعزولين وهو ما يستدعي اهمية احساسهم بعدم الانعزال عن المحيط بشكل كلي والبقاء على تماس وتواصل معهم بطرق واساليب لا تؤثر على الغاية والهدف من العزل.
واشار الدكتور العزام الى ان التكنولوجيا الحديثة ساهمت بشكل فعال بتخفيف الضغط النفسي عن المعزولين من خلال امتلاكهم ادوات ووسائل التواصل الاجتماعي والاتصال الرقمي والفضائي بمختلف اشكاله مؤكدا في ذات الوقت اهمية اقناع الاشخاص المعزولين باعتبار فترة العزل فترة نقاهة تفجر طاقاتهم الريادية والابتكارية والابداعية باعمال من بيئة العزل واستثمارها ذهنيا وفكريا وثقافيا ورياضيا.
واعتبر ان اقناع الاشخاص المعزولين بان تحمل فترة عزل بسيطة افضل من مخاطر الاختلاط وزيادة فرص الاصابة ومخاطرها المحتملة فتحمل فترة عزل بسيطة افضل من قضاء اوقات طويلة في المستشفيات والعلاج ومدى نجاعته وفعاليته مع اعطاء نماذج ان وجدت لمستتهترين بالعزل ساءت اوضاعهم الصحية نتيجة عدماتباعهم وسائل واجراءات ضبطالعدوى واهمها العزل بالنسبة للمصابين والمخالطين.
و كنماذج ناجحة في التعاطي مع حالة العزل الصحي للمصابين والمخالطين فان المصاب محمود مهيدات والمخاليط ونضال العضايله رسموا قصة نجاح في التعاطي مع العزل الذي وقعوا فيه لمدة 14 يوما وكيفة استثمارها له بالنشاط على مواقع التواصل الاجتماعي وتوعية الآخرين بأهمية الالتزام بإجراءات العزل وضبط العدوى اضافة الى اشغلوا انفسهم بالقراءة والمطالعة الالكترونية وتثقيف أنفسهم حول الفيروس وخطورته وطرق وأساليب الوقاية منه ونشرها للاخرين حتى تعم الفائدة الى جانب تحسين مستوى لياقتهم البدنية بممارسة الرياضة المنزلية والاعمال اليدوية من المواد المتوفرة منزليا .