علاوة المعلم .. انعكاس لالتزام الدولة تجاه أبنائها رغم كل الظروف

mainThumb

14-12-2020 02:34 PM

عمّان – السوسنة – محمد سالم – جاء قرار إيقاف علاوات المعلمين والموظفين بما فيهم فئة الجيش والأمن، ضمن سلسلة من الإجراءات التي فرضتها حكومة الرزاز بهدف تخفيف آثار الجائحة التي ألمت بالاقتصاد الأردني مثل كل الدول التي أصابها الفيروس، والواقع أن عودة العلاوات كانت محل جدل خاصة مع الأوضاع الاقتصادية الصعية التي تعيشها الدولة.
 
ومؤخرًا، جاء قرار رئيس حكومة، الدكتور بشر الخصاونة، إرجاع علاوات الموظفين المقررة للقطاع العام، ليمثل التزام الدولة تجاه أبنائها من فئة الموظفين وتحديدًا المعلمين، ويعكس الالتزام الحقيقي بالمسؤولية التنفيذية، وهو ما أكد عليه وزير التربية والتعليم، الدكتور تيسير النعيمي، من أن "إرجاع علاوة المعلمين يعكس التزاما حكوميا رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المملكة جراء الوباء".
 
وقد استطاع الوزير النعيمي أن يخلق هالة جمعت الفرقاء ووحدت الصفوف خلف مصلحة الطلبة وذويهم بإتمام العملية الدراسية وفي ذات تحقيق صالح المعلم في تحسين معيشته، وهو ما دعا كثيرًا من النقابات المهنية إلى تثمين القرار عند صدوره وتثمين الخطوة بالالتزام بإرجاع العلاوة، وبالتالي فإن جوًا من المودة خلقه القرار بعد عاصفة من المد الجزر بين الطرفين. 
 
 
من جانب آخر، فإن التزام الحكومة يعكس التزامًا بالقرارات التنفيذية إلى جانب الالتزامات الدستورية التي رأيناها مؤخرًا من تنفيذ الاستحاق الديموقراطي الخاص بإقامة انتخابات مجلس النواب، كما أن انتخابات اللامركزية على الأبواب وهو ما سيضع الأردن محل الاستثناء في منطقة قل ما نجد فيها التزامًا بالعملية السلسة في تسيير العملية السياسية.
 
وبالتالي فإن الالتزامات الدستورية التي تمثل أعلى مراتب صيانة الحكم الديموقراطي الذي رسخه الملك عبدالله الثاني، رأينا كيف رافقه التزام بالقرارات التنفيذية ولو على حساب خزينة الدولة المنهكة، حيث  أظهرت بيانات وكالة موديز للتسنيف الائتماني أن ديون الأردن نهاية العام ستتجاوز 107% من الناتج المحلي وهو مبرر كان يمكن أن تتذرع به الحكومة.
 
في المحصلة، فإن حالة الرضا انعكست معنويًا واقتصاديا وتعليميًا على جوانب كثيرة، ففئة المعلمين تعتبر الفئة الأكبر في المجتمع الأردني مقارنة مع مثيلاتها، أي أن قرار العلاوة والالتزام به سيؤثر إيجابية على عدد كبير من الأسر الأردنية، وعلى  الجانب التعليمي، فإن الدفعة المعنوية التي حصل عليها المعلم ستنعكس على الأداء داخل الصفوف مما يحسن مردود الطلبة في تحصيلهم العلمي.
 
أما على الصعيد الخارجي، فقد أثبت الأردن مثل كل مرة، أنه استثناء في منطقة تلم بها الصراعات من كل جانب، فهو يعمل دومًا على تحقيق معايير احترام المواطنة والحفاظ على سيادة القانون واحترام النصوص الدستورية بما يضمن الارتقاء بمصلحة المواطن وتحقيق أمن الوطن.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد