السيد عبد الحميد شومان (1890 – 1974) مؤسس البنك العربي في الأردن وهو من مواليد بيت حنينا قرية من قرى القدس الشريف عام 1880 وتوفي في القدس عام 1974, هاجر إلى الولايات المتحدة عام 1911، وعمل كبائع متجول، ثم عاد إلى فلسطين عام 1929. أسس البنك العربي في القدس عام 1930، والبنك العربي معروف حالياً على المستوى العالمي. عمل في تجارة حجارة البناء، وعاد إلى بلدته وأقام مدرسة وكلية جامعية متوسطة عرفت باسم مدرسة التطبيقات المسلكية تمهيداً لتطوريها إلى جامعة بيت حنينا. وحصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1970. وقد سار نجله الراحل عبد المجيد على نهجه وأسس نواة جامعة القدس على أراضي الجمعية الخيرية التي ترأسها لفترة طويلة. وبعد ذلك تولى عبد الحميد شومان (الحفيد) نجل الراحل عبد المجيد رئاسة الجمعية وتابع تطوير أملاكها. وقد قدَّم السيد عبد الحميد شومان لحكومات المملكة الأردنية الهاشمية المتعاقبة كل دعم مادي إحتاجوه دون تردد وتجلى ذلك على زمن الراحل الكبير مؤسس الأردن الحديث المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال المعظم رحمه الله. والذي دفعني أن أكتب هذه المقالة وأُرَكِّزَ على أحد أعلام أردننا العزيز هو تواضع أصحاب البنك العربي آل شومان بوضعهم أدوات دق حجارة البناء التي عملوا فيها في غرفة زجاجية في البنك العربي الرئيسي في عمان(كما ذكر بعض المقربين منهم) حتى يشاهدوها كل حين ويتذكروا ماضيهم كيف كانوا وكيف أصبحوا وتتواضع نفوسهم لله الذي جعلهم من أصحاب الملايين ورؤوس الأموال الكبيرة على مستوى الوطن والعالم العربي والإقليمي والعالمي حتى وقتنا الحاضر.
وأنا واحد من الناس كغيري من الأردنيين كنا بسطاء ولا نملك من زخارف الدنيا الحالية من المنازل الكبيرة الحديثة والسيارات العديدة والفارهة والأموال ... إلخ التي أصبحنا نملكها الآن بجدنا وعملنا الدؤوب وإعتمادنا على أنفسنا وبالرزق الحلال، وأقول لزوجتي بإستمرار ومن حولي: وين كُنَّا وين أصبحنا الآن، الحمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ونسأل الله أن يديم علينا نعمه ويزيدها ويزيد نفوسنا تواضعاً لله. فنتساءل هل بعض أصحاب الملايين ورؤوس الأموال في أردننا العزيز وخصوصاً الذين حصلوا عليها بالطرق السريعة التي هم يعرفونها وربما بعض المقربين منهم يعرفونها ويعرفون أسرارهم كيف حصلوا عليها؟!. هل يتذكرون ماضيهم ويضعون في غرفة زجاجية في مؤسساتهم التجارية أو الأكاديمية الرئيسية بعض الأدوات التي كانوا يستخدمونها في أعمالهم السابقة على سبيل المثال: أدوات السمكره التي كانوا يستخدمونها أو سروج الحمير التي كانوا يستخدمونها في عملهم، أو صورة لهم وهم يلبسون سراويلهم ويركبون حمير التعتيل التي كانوا يملكونها، أو صورة لهم وهم يعملون على قلاب الرمل أو الحصمة أو الفولية، أو صور لهم وهم يعملون على السنترال ... إلخ (وقد ذكرنا سابقاً أن العمل بأي شيء مهما كان ليس عيباً وإنما العيب كل العيب أن ينسى أو يتناسى الإنسان ماضيه ويتكبر على غيره من الناس)، ليتواضعوا لله ولا يتجبروا بغيرهم ممن يعملون في مؤسساتهم. وهل بنوا مسجدا لله أو مدرسة أو كلية أو قدموا او يُقَدِمُون لحكومات أردننا العزيز الذي أعطاهم الكثير الكثير بعض من أموالهم لمساعدتها في هذا الوقت الإقتصادي والمالي العصيب (الكورونا كوفيد-19)؟!، حتى يكتب التاريخ عنهم بعض المواقف المشرفة والرجولية والوطنية كما كتب التاريخ عن السيد عبد الحميد شومان وعائلته مثلاً.