من يرتب أجندتنا
ترتيب أجندة وسائل الإعلام؛ نظرية تحدث فيها كثير من العلماء، والفقهاء، والمختصون، وقد أثبتت دراسات أجريت أنها نظرية تعمل في الأردن بآلية (ميكانزم) مختلفة عن الرؤية التقليدية المعروف في الدول الغربية؛ حيث تبين أن الأجندة السياسة (الرسمية) هي التي تؤثر في بقية الأجندات وتؤثر في ترتيب وجهة نظر الناس حول الأحداث الجارية، والقضايا المصيرية.
أجندة مواقع التواصل الاجتماعي أشد خطورة
وفي ظل الثورة التكنولوجية الهائلة، التي نعيش تفصيلاتها يومياً، فإن الحديث ترتيب أجندة منصات التواصل الاجتماعي، سيكون أشد خطورة من ترتيب أجندة وسائل إعلام محلية في دولة ما، والتي قد يعدُ ترتيب أجندة مواطنيها مبرراً، أما في حالة مواقع التواصل الاجتماعي؛ فإن ترتيب أجندة الناس يصبح عالمياً، وأن القوة تعود من جديد لمنصات التواصل الاجتماعي (وسائل الإعلام)، بل وأشد خطورة من ذي قبل، وأن حراس البوابة الذي يرتبون أجندة العالم بخفاء تام عن أعين الكثيرين، هم الخطر الحقيقي أكثر من خطورة حكومة قد تسقط أوراقها، وتتبدل بسرعة قبل موسم تساقط الأوراق في الخريف.
قطيع التواصل الاجتماعي
برغبة منا، أم بجهل، بوعي منا أو غباء، فإن مواقع التواصل الاجتماعي تحول الناس إلى قطيع، وهي أكثر وأكبر قوة تفعل بالناس هذا الفعل، شئنا ذلك أم أبينا، تفعل فعلها بأغلبية الناس الساحقة، لا فرق في ذلك بين بروفيسور، أو ناطور البناية، وبين مربي أجيال، أو مربي أغنام؛ ينساق جُلنا وفي غفلة كما يساق القطيع، بكل ما في كلمة قطيع من معنى، بصرف النظر عن لغاتهم وانتماءاتهم ودياناتهم، وثقافاتهم، فهم يقلدون ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتفاعلون معه.
منصات التواصل الاجتماعي دون أدنى شك؛ هي منصات للتجسس العالمي؛ تتجسس على كل ما يجري حول العالم، دونما وعي حقيقي للمتعاملين معها، يغذونها بأدق تفصيلات حياتهم، دون معرفة حقيقية بمن يطلب هذه المعلومات ليجعلها في بنك معلوماته، وفي أرصدته السرية والتجسسية حول العالم.
"هاشتاغ"
يقوم حراس بوابة مواقع التواصل الاجتماعي، بترتيب أجندتها لأهداف معروفة مسبقاً، وعلى أسس مدروسة من علوم النفس، والاجتماع، والانثروبولوجيا، والسياسة، لذلك تراهم أحياناً يجعلونها على شكل دعابة، وتارة تقترن برمز وطني، صورتك بالشماغ، أو برمز القيمة المضافة لدى كل البشر كصورتك مع والديك، أو شخصية عالمية تشبهك، أو صورة الزعيم الذي تشبهه، لذلك يتسابق الناس لإظهار صورهم فيه. ولإثبات تجاوب البعض مع الثقافة العالمية والحضارة، والارتقاء إلى مستوى التقدم العالمي، نغدق عليهم بمعلوماتنا وخصوصياتنا، مجرد "هاشتاغ" والناس تتبع، وتقلد عبر موجات، أو توجيهات متتالية، لا يعرف مضامينها إلا من رتبوا لها، وصاغوا أجندتها.
تجاوب متهور وغير واعٍ مع المواقع
نلاحظ في هذا المجال كيف أن الناس أصبحوا يتجاوبون مع أي موجة تظهر لهم على صفحات التواصل الاجتماعي، وخاصة الفيسبوك، وكأنهم في طابور صباحي، عسكري أو مدرسي، تراهم يتسابقون في ذلك، والغرابة أنك تجد جميع طبقات وشرائح المجتمع، تجد الأطفال والكبار، الوزير والفقير، المثقف والجاهل، يتجاوب مع منصات التواصل الاجتماعي كل من يستطيع الوصول إليها.
فيسبوك بنك المعلومات العالمي
الاندماج الخطير والكبير الذي تشهده مواقع التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الاتصال، وانضواء الكثير منها تحت راية الفيسبوك، يضاعف الخطورة، حيث تحتفظ إدارة هذا الموقع بمعلومات عن أدق تفصيلات حياتنا، ويشاركنا كل خصوصياتنا، ويذكرنا حتى بمواعيدنا ومناسباتنا الاجتماعية، بل يستحث أصدقاءنا ومعارفنا لمبادلتنا التهاني في مناسباتنا العائلية وذكرى ميلادنا.
أصبحنا منقادين بكل معنى الانقياد لما تمليه علينا، بسبب الإدمان على التعامل معها، كل شرائح المجتمع، ومستوياته الفكرية والاجتماعية والاقتصادية، بل الجهات القانونية، والعلمية، والصحية، والتعليمية صارت تعتمد فيسبوك، وبقية المواقع للتواصل في إرسال رسائلها بشكل رسمي، لمتابعيها والمهتمين، وتجد منهم تفاعلاً وتجاوباً كبيرين.
اختراعات الغرب أكثرها تجسسية
معروف جداً أن كل أنواع الصناعات والتكنولوجيا التي ظهرت في الغرب، إنما صنعت بداية لغايات عسكرية، (حربية)، وقد كانت تكنولوجيا تعبر عن نوع من التنافس الخفي، والذي يصل حد الصراع أحياناً، بين قوى متقدمة تكنولوجياً، وعسكرياً. هكذا بدأت الإذاعات الموجهة، مثل الـ (BBC)، التي كانت موجهة للمستعمرات البريطانية في الشرق؛ وهكذا انطلقت الأقمار الصناعية، في بداياتها، وفي هذا المضمار سار اختراع شبكة الانترنت، الذي بقي عقوداً يتبع لوزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون، قبل أن تتحول شبكة وكالة مشاريع الأبحاث المتطورة (أربانت) إلى شركة تجارية شبه كاملة عام 1994، وتدخل إلى الأمم المتحدة والبيت الأبيض.
شريحة الموت
يقول لنا التاريخ، أن كل أسلحة الغرب الفتاكة (ومنها اللقاحات) تم تجريبها في أجسادنا، وفي دولنا وبين شعوبنا، ثم بيعت لنا كل أسلحتهم (علاجاتهم) بأثمانٍ باهظةٍ، ندفعها من خيرات بلادنا ثمن الداء والدواء، فمن أراد أن ينسى التاريخ فليعش جاهلاً إن شاء!!
من وجهة نظري يكمن خطر كبير في لقاح الغرب المرسل لنا؛ سواء أكان (غرس شريحة إلكترونية) أم مصل وحقنة، ولا أقول ولا أقلل من شدة خطورة الفيروس وانتشاره، وقد وصلنا مراحل قد يصعب السيطرة عليها، وخاصة في دول إمكاناتها محدودة كالأردن، أظن أنه سيكون لقاحاً فتاكاً، أكثر من كونه بلسماً ناجعاً؛ وأن طرق الوقاية الأخرى، وخاصة لبس الكمامات والقفازات، بصفة إجبارية على الجميع، وعدم التهاون، أصبح مطلباً، بعد أن تفاقمت الحالات؛ خاصة بعد انتخابات التي شهدناها منذ أسبوع، التي لم يُراعى فيها أي نوع من أنواع الوقاية خارج غرف الاقتراع.