360 مترشحة إلى المجلس النيابي التاسع عشر ينتظرن يوم العاشر من تشرين الثاني بفارغ الصبر للوصول إلى قبة البرلمان والعمل إلى جانب الرجل ومشاركته الحياة السياسية ، متحديات العقبات التي واجهتهن وبالأخص الظرف الوبائي الطارئ، مواجهات وبقوة حملات التنمر التي تعرضن لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الدعاية الانتخابية الرقمية التي أفرزتها انتخابات 2020 وأصبحت وسيلة فعالة للوصول إلى أكبر عدد من الناخبين.
و2.4 مليون ناخبة يستعدن أيضاً لممارسة حقهن الانتخابي دون التعرض إلى أية ضغوط أو أشكال تمييز مفرطة أو اعتباطية، فدور المرأة ضرورياً سواء كانت ناخبة أو مرشحة في دعم العملية الانتخابية وإنجاحها، فاختيار المرأة الواعي للمرشح المناسب سيسهم في تحقيق تنمية وازدهار الوطن، ولكن ورغم زيادة ترشح النساء والتي من المتوقع أن ترفع حجم التمثيل في برلمان 2020،إلا أنه هناك بعض من الهموم عند الناخبات والمرشحات لعل أبرزها الظرف الوبائي الذي تمر به البلاد، إلى جانب بعض المشكلات الأخرى التي تلتف حول عنق المرأة وتحد من مشاركتها الفاعلة في الحياة البرلمانية.
تقول إحدى الناخبات والتي ترغب أن تشارك في العرس الديمقراطي :" أنني أرغب بالذهاب إلى مراكز الاقتراع وأمارس حقي بالانتخاب إلا أنني أم لخمسة أطفال ، ومنذ بداية جائحة كورونا لم أشارك بأي مناسبة اجتماعية حتى لا يصاب أي من أفراد عائلتي بالمرض ، فكيف لي أن أقترع ولا أنقل الفيروس إلى بيتي وأنشر العدوى بين أطفالي الصغار .؟! "، يبدو أن ارتفاع عدد الإصابات والوفيات بكورونا أصبحت مقلقة للجميع ، ولكن بتعاوننا والتزامنا ستمر العملية الانتخابية بنجاح وسلامة إن شاء الله...
وناخبة من نساء المجتمع المتميزات، كانت ترغب أن تترشح للانتخابات وترى في نفسها المرأة الريادية القادرة على ممارسة الدور التشريعي والرقابي ، ولكن ما منعها هو التخلي عن وظيفتها ، فمن المعروف أن من شروط الترشح لعضوية مجلس النواب أن لا يكون متعاقداً مع الحكومة أو المؤسسات الرسمية العامة، من الواضح أن الوضع الاقتصادي مازال يعد عائقاً كبيراً أمام المرأة للوصول إلى المجلس النيابي.
وناخبة أخرى تتحدث لجاراتها عن رغبتها في منح صوتها إلى إحدى مرشحات بلدتها إلى أن زوجها يستمر بالضغط عليها للتصويت لأبن العشيرة، لقناعته بأن مرشحه من أبناء العشيرة لن يخذله وسيوفر له فرصة عمل تناسبه ، يبدو أن قرار المرأة الانتخابي ما زال غير مستقلاً ويخضع للسلطة الذكورية والعادات والتقاليد فهل تنتخب مرشحتها أم تخضع لقرار زوجها ؟
وفي الوقت الذي كانت إحدى مرشحات المجلس النيابي 19 تعرض برنامجها الانتخابي على المجتمع ، لم تكن تعلم أن فيروس تسلل إلى جسدها وبدأ يشاركها حملتها الانتخابية ، لتتوقف بشكل مفاجئ وتغادر مواقع التواصل الاجتماعي، وتختفي عن الأنظار لتحارب فيروس لا يرى بالعين المجردة! عائق جديد لا على البال ولا على الخاطر.
مرشحة أخرى تخشى بأن لا يتم منحها أصوات من قبل صديقاتها وبنات العائلة ، وذلك لعدم ثقتهن بأنفسهن كنساء قادرات على إحداث التغييرات الإيجابية، بالإضافة الغيرة النسائية والتي وصفها الخبراء بأنها قاتلة، فهل تنتخب المرأة المرأة ؟؟
على الرغم من الدعم الملكي التي حظيت به المرأة الأردنية منذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، والذي أسهم في دعم المرأة وتقدمها في كافة المجالات، إلا أنها مازالت تعاني من بعض المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية... إلخ والتي يجب الاعتراف بأنها موجودة ، وتحتاج إلى المزيد من الجهود لتمكين المرأة وعلى كافة الأصعدة بشكل واقعي، فالمرأة الأردنية عرفت بأنها قوية ، قادرة على تخطي الصعاب بكافة أشكالها ،وهي حتما ستحضر العرس الوطني يوم الثلاثاء ملتزمة بجميع الإجراءات الاحترازية ، ممثلة للوطن بأجمل وأبهى صورة.
Anoodpress177@gmail.com