طريق الحياة

mainThumb

01-10-2020 12:44 AM

لم تكن تلك الغرفة سببا في إنهيار تلك الفتاة،وانما ما كتبه القدر كان كفيلا ان يكون سببا في تعذيبها.

حين ادركت من ان لا منجد لها  وانهكها التعب من الصراخ الذي لم يجدي نفعا، ومن البكاء الذي جعل عينيها غارقتين بدموع الظلم والقهر،
بدا لها وكأن جدران تلك الغرفة بنية من حديد، وكأن هذا الكون خاليا من البشر، سكتت، ولم تعد تسمع الا انفاسها المتعبة، وبدت تعلو أصوات انفاس اخرى تخترق ذلك السكون المرعب،  اخذت تنظر بطرف عينها نحو الصوت، فوقع نظرها على ذلك الرجل، واذا هو غارقا في نومه، لا يبالي قلقها ورعبها منه،  اخذت تقترب ببطئ نحو النافذة وبكل حذر من اصدار صوت منها قد يوقظه،  تتحاشاه و تخشى ثورة غضبه،  غضبا يكاد ربما ان يودي بحياتها،  وبدت تنظر تارة الى وجهه يبدو لها كوحش بشري،  وتارة اخرى تنظر الى السماء من خلال تلك النافذة .


تترقب النجوم لعلها تلمع لها، كما اعتادت قبل ان يجمعها القدر مع ذلك الرجل تحت سقف واحد، ولكن لم تظهر النجوم تلك الليلة، ولم يضيء القمر،
ولم تقضي تلك الليلة مع احلامها البريئة،  التي عاشت معها منذ ان خلقت على هذه الدنيا، تلاشى الليل ولم يغمض لها جفن،بزغ الفجر وكأنه غريب،  ضيف لاول مرة يزورها،  واشرقت شمس يوم جديد  يؤرخ لحياة لا طعم لها،  كان يوم بداية لظلام يرافق يومها،  يومها الذي لطالما استقبلته بابتسامة وهي تغني وترقص لاشراق شمس دافئة،  يوم حول كل شيئ الى ظلام بارد، دفء الشمس تبدل،  انه صباحا لا يشبه الصباح،  لم يكن في الارجاء الا ظل ذلك الرجل الذي جعل كل شيء حولها يسود،  ورغم كل شيء،  والكره الذي تكنه له،  باق عليها مدعيا حب كبير، متظاهرا بتقديم قلبه الذي اسكنها بداخله، ولكنه كان حب انانيا متمردا، مجرد من الانسانية، لم يستطع الاستيعاب ماتعنيه بكرهها له، ونفورها منه، اخذ يضربها بقسوة، ليرغمها على ان تغرم به، الايام لا تنتظر، واخذت تتسارع وتمضي بسرعة كبيرة، ولم تتكقل بان تغرم الفتاة بذلك الرجل، بل عززت كرهها له، رغم ضربه المبرح القاسي الذي تسبب في تشويه سطح جلدها الذي بدا متهشما،
وباتت تخشاه اكثر فاكثر،  لم تعد تجرؤ الى النظر اليه، كي لا يقرأ كرهها له في عينيها الامعتان، لزمت الصمت واخذت تداوي جروحها التي تقيحت، وهي تنتظر تمضي اياما اخرى، ليأتي يوما تسلبه مفتاح تلك الغرفة وتحرر نفسها منه،،



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد