وفاة أمير الكويت .. كيف ستنعكس على الأزمة الخليجية؟

mainThumb

29-09-2020 11:33 PM

عمّان – السوسنة – محمد سالم – منذ إعلان وفاة أمير الكويت الشيخ صباح أحمد صباح بدأت التساؤلات عن الفراغ الذي سيتركه رحيله، خاصة في الأزمة الخليجية التي يبدو أن لا حل قريب لها، ومن المهم أولًا معرفة الدور الذي لعبه في حلحلة الأزمة، حيث عمل الأمير من خلال القبول الذي حازه من كل أطراف الأزمة على رأب صدع الخلاف؛ فمنذ أعلنت السعودية والإمارات ومصر والبحرين مقاطعة قطر، بدأ الأمير صباح جولة اقليمية ودولية.


وبين مدّ وجزر لم تحرك جهود الأمير مياه الخليج الراكدة، إلا أن وساطة الأمير بقيت ذات قيمة ليس لأطراف الأزمة فقط، بل للطرف الأمريكي أيضًا، خاصة أنه تنحّى عن دور الوساطة لتجنب الحرج مع حليفين استراتيجيين هما السعودية وقطر، باعتبار الأول يمثل أكبر مصدر للنفط للولايات المتحدة، أما الآخر فيعتبر أكبر مصدر للغاز المسال على مستوى العالم، وبين المصلحة الاقتصادية والاصطفاف مع أحد أطراف الأزمة، اختارت واشنطن البقاء على الحياد.


وبالرغم من ترجيح مصلحتها الاقتصادية وجعلها فوق كل اعتبار، إلا أن الولايات المتحدة أرادت السعي نحو حل الأزمة الخليجية، وعلى ما يبدو فإن إدارة ترامب لم تجد أفضل من أمير الكويت للعب الدور بعيدًا عن تدخلها المباشر، وقد نشرت وكالة "بلومبرغ" تقريرًا أفاد "أن الكويت تقود وساطة جديدة لحل الأزمة الخليجية، استنادا إلى مقترح تقدمت به الإدارة الأمريكية يتركز بشكل أساسي على رفع الحصار الجوي المفروض على قطر".


ورغم إعلان وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، في فبراير الماضي، عدم نجاح الوساطة الكويتية لإنهاء الأزمة الخليجية، وتعبيره بكل وضوح بأن دولته تشعر بالإحباط لذلك، إلا أن الوساطة الكويتية لاقت ترحيبًا أمريكيًا ورضًا بما أنجزه الأمير ولو على نطاق ضيق، وقد تثمل ذلك جليًا بتقليد الأمير صباح من قبل الرئيس ترامب وسام الاستحقاق العسكري من الدرجة الأولى كقائد أعلى، وهو الوسام الذي لم يحصل عليه "قادة بارزون منذ 30 عامًا".

جونسون يحذر من فقدان المزيد من الوظائف

وعند النظر إلى جهود أمير الكويت ومساعيه الدائمة لحل الأزمة ضمن البيت الخليجي والابتعاد عن كل أشكال الحزم ونبرة التصريحات العالية، فإن القارئ للمشهد سيعلم مدى تأثير غيابه؛ فالبرغم من اصطدامه بكثير من العقبات وعلى رأسها رفض طرفي الأزمة من التنازل للآخر عن مطالبه، إلا أن مراقبون يرون أن وساطته أتت أكلها في نهاية المطاف؛ فقد أعرب ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، في شهر أيلول الجاري، عن أمل بلاده في التقريب بين أطراف الأزمة الخليجية في غضون أسابيع.


ولفت إلى مرونة وجدتها الإدارة الأمريكية في المُحادثات الجارية لطي صفحة الأزمة، ورغم عدم إشارة شينكر إلى جهود أمير الكويت بشكل مباشر، إلا أن مراقبون رؤوا أن الكويت والشيخ صباح له الدور الأكبر في تقريب وجهات النظر بين الأطراف، ويعود السؤال من جديد، إلى أين تتجه الأزمة بعد وفاة الأمير الكويتي؟


يمكن القول أن أمير الكويت المنادى به، الشيخ نواف الصباح له الدور الأكبر في توجيه دفة سفينة الكويت وتحديد وجهتها القادمة وأين سوف ترسو، والواقع أنه وعند النظر إلى سيرة الأمير الكويتي الجديد سوف نجدها حافلة بالعمل السياسي الغير منقطع، والأكثر أهمية أنه لازم الأمير صباح معظم عمره، وهو ما يدعو للقول أنه اكتسب منه صفاته في الحكمة والحنكة السياسية التي تخوله لاكمال مسيرة الأمير الراحل، واستكمال نهج صباح الحيادي الإيجابي ومحاولة الصلح بين الأشقاء بعيدًا عن الاصطفاف السلبي.


ولا تقتصر الأسئلة عن دور الكويت القادم في الأزمة الخليجية فقط، بل عن دورها في الصراع العربي الإسرائيلي، فلا يخفى أن الكويت في عهد الشيخ صباح كان أحد أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية نسبة إلى دعم باقي الدول العربية خاصة على الصعيد السياسي والاقتصادي، ويبدو أن اسرائيل قد حاولت أن تجس النبض الكويتي بتقديمها العزاء بالأمير صباح بغية التقرب منها، خاصة مع هرولة العديد من الدول نحو اسرائيل.


وبين التوقعات والواقع سننتظر الأيام المقبلة، ولكن يمكن الخلاصة إلى أن دور الكويت سيحدد سريعًا من خلال مواقف أميرها الجديد ورسمه لخريطة التحالفات، وعلى أساسها يمكن الحكم من أن الكويت ستبقى ذات دور محوري تحج إليها الأطراف وتأتي إليها البعثات الدولية باعتبارها "عصا الحكمة الخليجية" أو أن هذا الدور الذي أوجده الأمير الراحل سيتقلص بحجم مساحتها الجغرافيا في حال غابت حكمة صباح.

تعرض رتل للتحالف الدولي إلى تفجير في العراق

 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد