ثلاثة صناديق

mainThumb

14-06-2020 12:59 AM

عادت الحياة بعد مرور شهرين ونصف على الإغلاق التام الذي فرضته الحكومة بسبب جائحة كورونا، ونجحنا بإلتزامنا جميعاً في الحد من انتشار الوباء، إلا أن الحياة عادت مثقلة بأعباء اقتصادية جديدة وقعت على كاهل الحكومة والشعب معاً، فارتفاع معدلات البطالة والفقر، وتضرر القطاع السياحي الذي يعد أهم القطاعات الرافدة للاقتصاد الوطني ، وعجز الموازنة الذي تفاقم مع الجائحة، وارتفاع الدين العام للمملكة والمتوقع أن يصل إلى 107% حتى نهاية العام بحسب خبراء الاقتصاد، وأضرار كثيرة لحقت بقطاعات إنتاجية واسعة...، والتخلي عن بعض الموظفين في القطاع الخاص، تجعلنا نعيش في حالة قلق وخوف من الخطر الاقتصادي القادم.


إن معاناة الاقتصاد الأردني ليست بجديدة ، وقد مر الأردن بظروف قاسية قبل جائحة كورونا بسبب عوامل إقليمية عديدة، وانقطاع حركة التصدير، جاء الفيروس " وزاد الطين بله"، حتى طال قطاعات واسعة في الاقتصاد الأردني ووضعها على حافة الهاوية، بسبب قرارات الحكومة الصارمة التي أتخذتها مع بداية الجائحة تعطلت على إثرها مؤسسات إنتاجية واسعة ، وأغلقت المنشآت والمحال التجارية لمدة تزيد عن 12 أسبوعاً، ولكن هذه القرارات رغم أثرها السلبي على الاقتصاد وخسائرها التي بلغت 1.5 إلى 1.7 مليار تقريبا بحسب خبراء الاقتصاد ، إلى أن الغاية المرجوة من الإغلاق قد تحققت بالحفاظ على صحة الأردنيين وحمايتهم من انتشار الوباء .


إن بذل الحكومة الأردنية جهود جبارة في التعامل مع الأزمة بحرفية واقتدار،واستجابة الشعب الأردني للقرارات الصادرة عن أوامر الدفاع ،وإلتزامهم بها وتحمل تداعيات الأزمة، نرى بأنه حان الوقت لظهور أصحاب المناصب الكبيرة ، والذي حملت أسماؤهم ألقاب ذات قيمة ميزتها عن الجميع، وجعلتها تتمتع بامتيازات مختلفة ، لتؤدي الدور المطلوب لدعم ومساندة حكومة الرزاز والشعب الأردني، وتساهم في إنقاذ الوضع الاقتصادي من الضيق الشديد الذي حل به .


فقط المطلوب ثلاثة صناديق:


أولا: صندوق " فزعة وطن" هذا الصندوق يجمع تبرعات رؤوساء الوزراء السابقين في الأردن ، هؤلاء أصحاب دولة وهم أكبر مسؤوليها بعد جلالة الملك الذين منحهم الثقة ليعملوا إلى جانبه ، وحظوا بمكانة وقدر مختلف عن الجميع ، وامتيازات لاتعد ولا تحصى، وخير وفير كله تكريماً لهم ، فهم وأن كانوا أصحاب دولة سابقين فهذا الشيء لا يعني تخليهم عن الأردن في أصعب وأشد ظروفها ،وعن الشعب الذي كان يستجيب ويثمن قراراتهم ومنحهم فرصة للبقاء على كراسيهم ، فحان الآن أن يثبتوا وطنيتهم وولائهم وانتمائهم لبلدهم الأردن وقائدهم ، وأن يقفوا وقفة مسؤولين غيورين وحريصين على بقاء الأردن قوياً في أشد وأقسى الظروف.


ثانياً: صندوق " أردن النخوة" يجمع تبرعات أصحاب المعالي من الأعيان السابقين والحاليين أكثرهم وزراء سابقين ، يتقاضى بعضهم إلى جانب الراتب أكثر من مكافأة ، بالإضافة إلى ما يتقاضوه من مبالغ طائلة نهاية الخدمة، ويتنعمون بامتيازات هم وأبنائهم ستمتد لأبناء الأبناء " صبار بركة عليهم" لكن الوضع الآن يحتاج إلى وقفتهم مع بلدهم الذي منحهم فرص كثيرة ليكونوا ذا شأن ، وأصحاب قرار ومسؤولين ،فكما كنتم في وقت النعيم حاضرين، لانريد أن تغيبوا عن المشهد في وقت الشدة.


ثالثاُ : صندوق" كلنا أخوة " هذا الصندوق من جيب النائب الذي كان مواطناً عادياً وصار بفضل أبناء جلدته صاحب سعادة إلى جيب من أوصله إلى هذا الكرسي ، قلة منهم من يعرف معنى لقب سعادة وليس بالسهل أن تحصل عليه لكن سعادة هي نقيض النحس وخلاف الشقاوة ، السعيد نقيض الشقي ، ومرض كوررونا نحس وأنتم يجب أن تقفوا مع الأردن حتى يرحل النحس ، وأبناء بلدكم أشقياء وأنتم سعداء بفضل الأشقياء وأصواتهم ، حان الوقت لإظهار دوركم المجتمعي وتغليب المصلحة العامة على مصالحكم الشخصية، وبيان أهمية دوركم في حرصكم على مستقبل أبناء وطنكم ، ودعم المشاريع الذاتية الصغيرة للباحثين عن عمل ، نرى بأنها من ضمن إمكانياتكم وقدراتكم ، الحديث ليس مع أعضاء المجلس الحالي فقط ، وإنما مع سعادة النواب السابقين الذين حققوا أحلامهم منذ أن جلسوا على كرسي النيابة ، وأصبحت لديهم مشاريع استثمارية خاصة تدر عليهم بدخل وفير إلى جانب رواتبهم التقاعدية.


ثلاثة صناديق إن عزموا على إنشائها لتكون صناديق فرعية لصندوق همة وطن، من المتوقع أن تصل التبرعات إلى أكثر من مليار دينار ، وهذا ما نطمح إليه، إن الوفاء صفة يتمتع بها أهل الذوق السليم والطبع الكريم ، وأنتم من الأوفياء الذين لن تخذلوا وطنكم وأبنائه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد