سلطان العاشقين ابن الفارض

mainThumb

23-04-2020 10:00 AM

السوسنة - لقب بسلطان العاشقين لأن أشعاره في الحب الإلهي ، و هو من أشعر المتصوفين ، إذ كان ينحو في شعره منحى الصوفية ؛ فيتحدث عن الحب الإلهي ، و الحقيقة المحمدية ، و الوحدة . (576 هـ - 632 هـ / 1181 – 1234 م ).

اقرأ أيضا:6 طرق لتعزيز محو الأميّة العاطفية عند الأطفال

سلطان العاشقين هو أبو حفص عمر بن أبي الحسن الحموي الأصل ، إذ كان أبوه في حماة في سوريا قبل أن يقيم في مصر . نشأ ابن الفارض و ولد في مصر ، و نعت بشرف الدين ، و عرف بابن الفارض ؛ لأن أباه على ما يظهر من هذا اللقب كان يكتب فروض النساء على الرجال .
نشأ ابن الفارض في بيت علم و ورع ، و اشتغل بفقه الشافعية لما أصبح شابا ، و أخذ عن ابن عساكر الحديث ، و عاش في زمن شاعت فيه الأفكار الفلسفية و الفرق الإسلامية ، فأحب من بينها سلوك طريق الصوفية ، فتزهّد ، و أوى إلى المساجد المهجورة في خرابات القرافة في القاهرة ، ثم أشار عليه أبو الحسن البقال بالسفر إلى الحجاز فذهب إلى مكة ، و كان يصلي في الحرم ، و اعتزل في واد بعيد في مكة ، و نظم أكثر شعره و هو في تلك الحال ، و عاد إلى مصر بعد أكثر من خمسة عشر عاما ، و لمع نجمه هناك .


و لم يترك آثارا سوى ديوان صغير يدور في موضوع واحد هو الحب الإلهي ، أما من حيث الفن الشعري فهو مقلد ، كثير التكلف و التصنع ، يتعمّد المحسنات البديعية ، معنوية و لفظية ، و لا سيما الجناس ، و قلما خلت منه قصيدة . و هذه المحسنات كانت مستحسنة أيام الشاعر ، بلغت أوجها في ذلك العصر ، لأن معين الشعراء في ذاك الوقت كان قد جفّ ، فرجعوا إلى معاني الأقدمين ، و أبرزوها بألفاظ و تعابير متصنعة .

اقرأ أيضا:6 طرق ايجابية لتأديب طفلك دون عنف

تأثر ابن الفارض في شعره بالقرآن لكن تأثره لا يتوقف عند القرآن بل تأثر بالحديث النبوي و الحديث القدسي و قصائد سابقيه من شعراء المتصوفة .
و يبدو شعره كشعر غيره من المتصوفة مكتوبا في الحب الإنساني ، لكن من يستغرق فيه يجد أن هذه الألفاظ هي رموز للحب الإلهي .
و قد استوعب ابن الفارض في تائيته الكبرى و خمريته و غيرهما من القصائد مسألة الحب الإلهي مذ ظهرت في عهود التصوف الإسلامي الأولى ، عند رابعة العدوية و غيرها ، و حتى الثلث الأول من القرن السابع الهجري . و في تائيته الكبرى المسماة بنظم السلوك يقول :
سقتني حميّا الحب راحة مقلتي و كأسي محيّا مَن عن الحسن جلّتِ
فأوهمت صحبي أن شرب شرابهم به سرّ سري، في انتشاي بنظرة
و بالحدق استغنيت عن قدحي ، و من شمائلها ، لا من شمولي ، نشوتي .
ففي حان سكري ، حان شكري لفتية ، بهم تمّ لي كتم الهوى مع شهرتي .

و من أشهر قصائده :" هو الحب فاسلم بالحشا " ، و قصيدته " ما بين معترك الأحداق و المهج " .
توفي ابن الفارض في القاهرة و دفن في مكان يسمى القرافة ، في سفح جبل المقطم .

اقرأ أيضا:6 إستخدامات للاسبرين



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد