تحذير سوداني من سيطرة اسرائيل على النيل حال انفصال الجنوب

mainThumb

22-10-2007 12:00 AM

السوسنة – وكالات - قال رئيس المجلس الوطني (البرلمان) السوداني أحمد إبراهيم الطاهر إنه إذا انفصل جنوب السودان عن شماله فإن هذا يعني سيطرة إسرائيل على ما يقرب من ألف كيلومتر من النيل. وأضاف إن المسؤولين المصريين يدركون تماماً ارتباط الأمن القومي المصري بالوضع في السودان.

وقال في مقابلة مع صحيفة "المصري اليوم" المصرية المستقلة في زيارة له للقاهرة، إن مصر تعلم جيداً أن هناك قوى تريد أن تطوقها من الجنوب، كما تعمل هذه القوى على إضعاف السودان، حتى لا يشكل سنداً لمصر.

وأفاد أن الجميع يعرف أن لإسرائيل دوراً في تصعيد الأزمة في إقليم دارفور، وأن الأزمة الأخيرة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان تم احتواؤها بعد الجهود المصرية، لكنه أوضح أن هذه الأزمة مفتعلة تحاول بها الحركة التغطية على مشكلاتها الداخلية التي برزت أكثر بعد وفاة جون قرنق زعيم الحركة وتولي سلفاكير الذي لم يتمكن من ملء الفراغ.

وهاجم الطاهر الولايات المتحدة التي تبدو في الظاهر كوسيط للسلام، لكنها في الحقيقة تتبنى حركات التمرد الداخلية في السودان وتدعمها. وكشف عن وجود حالة عدم ثقة بين الجنوبيين والشماليين التي يتم في ظلها تنفيذ بنود اتفاق السلام، وألقى باللوم على أجهزة الإعلام التي تتعمد المبالغة في تصوير حقيقة الأزمة الحالية التي تفجرت بعد إعلان الحركة الشعبية تعليق مشاركتها في الحكومة السودانية.

في هذه الأثناء، أكد مصطفى عثمان إسماعيل ـ مستشار الرئيس السوداني ان مشكلة دارفور صنيعة صهيونية غربية أريد لها أن تخرج من سيطرة السودان ليتم تداولها في الخارج لتمرير أجندة خفية بعد تصويرها بأنها إبادة جماعية وتطهير عرقي وصراع بين العرب والأفارقة، لذلك فإن السودان عندما أصر وتمسك بان تكون القوات التي ستأتي إلى دارفور قوات افريقية فإنه يريد إيصال رسالة للأفارقة يدحض بها هذه الافتراءات.

وأشار إسماعيل إلى أساس المشكلة التي بدأت داخلية اقتصادية وتنموية في المقام الأول، ولكنها تأثرت بعوامل داخلية وخارجية نسبة لوقوع الإقليم في نطاق جغرافي تجاوره دول ظلت باستمرار لا تنعم بالاستقرار، إلى جانب موجات الجفاف والتصحر التي أصابت الإقليم وخاصة بعد عام 1988 إضافة إلى تأثير حرب وسلام الجنوب على قضية دارفور.

ونقلت جريدة "الشرق" القطرية عن اسماعيل قوله، ان الغرب بدأ يستعيد وعيه وينتبه ويرى ان قضية دارفور تم تصعيدها بهذه الطريقة لتصبح مشكلة داخلية بالنسبة لهم، إلى جانب ذلك هناك سؤال سيطرح أمام الإدارة الأمريكية يشير إذا كان هناك إقناع بان هذه القضية إبادة جماعية ما الذي منعهم من التدخل لوقف هذه الإبادة كما تحدى إسماعيل من يروجون لأرقام فلكية في أعداد ضحايا الحرب في دارفور أن يقدموا حصيلة بالأسماء لهؤلاء الضحايا الذين يزعمون أنهم بالملايين.

وقال ان خريطة الطريق التي وضعت لمعالجة هذه القضية التي تقوم على ثلاثة مسارات أولها المسار الأمني والذي فيه أصرت الحكومة على ان يكون العمود الفقري للقوات الإفريقية وفق الاتفاق الأخير الذي تم بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والحكومة السودانية أو ما يسمى بالقوات الهجين التي من المتوقع ان يبدأ وصولها قبل نهاية العام.

وأضاف أن المسار الثاني هو المسار السياسي الذي بدأ في ابوجا ولتعدد الفصائل تم توقيع فصيل واحد، ولتكملة ذلك تم الاتفاق ان تجري مباحثات في مدينة سرت بليبيا تحت رعاية الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في محاولة لاستكمال اتفاق ابوجا بإدخال الحركات التي لم توقع في الإطار السياسي، مشيراً إلى أن اكبر مشكلة ستواجه اجتماع سرت هي التشظي التي يسود داخل هذه الحركات التي وصل عدد إلى أكثر من عشرين فصيلا مسلحا.

وحول المسار الثالث قال إسماعيل إنه يتمثل في خريطة الطريق التي وضعت لحل هذه الأزمة وهو المسار الاقتصادي الذي يعد المسار المهم الذي يعتبر السبب الأساسي في تصعيد قضية دارفور، وإذا لم يتم حل هذه المشكلة الاقتصادية ستساهم مرة أخرى في تجديد الأزمة في الإقليم. وأضاف إسماعيل ان هذا المسار ينقسم إلى قسمين قسم عاجل لا يمكن تأجيله ويتمثل في الحاجيات الإنسانية لمواطني دارفور وهذا ما نحن بصدده الآن ويتمثل في توفير المياه والغذاء والصحة والتعليم والإيواء وتعد هذه من الأشياء العاجلة التي لا يوقفها حرب أو نزاع بالإقليم. وأشار إلى نجاح الحكومة بالتعاون مع المجتمع الدولي في هذا الجانب بالا تحدث في دارفور مجاعة وأوبئة.

في غضون ذلك، أعلن عمرو موسٌى الامين العام لجامعة الدول العربية انه سيزور السودان فى التاسع والعشرين من الشهر الحالٌ. وقال موسٌى فيٌ تصريحات للصحفيين ان الاوضاع الحالية فيٌ جنوب السودان تتطلب المتابعة الدقيقة وانها ستكون علٌ اجندة مباحثاته مع المسؤولين السودانيين خلال الزيارة.

واعرب عن أسفه لاستمرار التوتر بين شريكٌ السلام فٌى السودان. وقال "إن هذا الأمر مهم لانه يتعلق بمستقبل السودان ووحدته وفيها اجراءات تتعلق بالانتخابات والاستفتاء وجعل الوحدة السودانية عنصرا جاذبا وهذا ماعملت جامعة الدول العربية من أجله كثيرا" .

واضاف "إن أية تأثيرات سلبية فٌى جنوب السودان تؤثر على ملف دارفور فى غرب السودان .. داعيا الٌ ضرورة علاج هذه المشكلات بسرعة وأن يكون /مؤتمر سرت /فٌى ليبيا نهاية هذا الشهر فاعلا فٌى إنهاء النزاع الموجود حاليا فٌى دارفور" .

وأكد أن هناك دائما أياد خفية فٌى كل المشاكل الموجودة فٌى السودان والمنطقة العربية.. مشيرا الٌ أنه سيشارك فٌ المؤتمر العربٌ لدعم دارفور الذٌ سيعقد نهاية هذا الشهر فٌ الخرطوم لتقديم المساعدات الإنسانية فٌى الاقليم ..وقال انه سيكون هناك حضورا وزاريا عربيا فٌى هذا المؤتمر.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد