ما أعظم كلمة الله!!
يلجأ الانسان الى الله وقت الشدائد، فمن روح الله نستمد العزيمة ونلتزم السلوك السوي المستقيم ونقوم بالعمل الذي ينفع الناس ويمكث في الارض، ومن روح الله نرفض البدع والخرافات والسلوكيات المنحرفة بشتى صورها وأشكالها، وبذلك نستطيع أن نقف أقوياء أشداء في مواجهة المحن والأزمات. وهنا، في معركتنا مع وباء فيروس كورونا المستجد، هذا الخطب الذي غزا معظم دول العالم ومنها بلدنا الأردن الغالي، الأمر الذي ’يحتّم علينا ان نسخّر العلم والمعرفة وقاية وعلاجا وتثقيفا ونظافة البيئة والمحيط الذي نعيش فيه.
وطريقة الحجر الصحي والعزل التي تطبقها الدول حال انتشار الأوبئة هي من صلب الاسلام الحنيف دين العقل والعلم والحياة حيث نهى بأسلوب وقائي متمّيز أن يخرج الإنسان من بيئة موبوءة إلى بيئة سليمة، ولا يدخل في بيئة موبوءة وهو في بيئة سليمة؛ واعتبر الوقاية ضرورة، وهذا عمر بن الخطاب عاد إلى المدينة راجعاً من الشام عندما بلّغه أنها موبوءة بالطاعون وقال مخاطبا أبا عبيدة (نعم، أفر من قدر الله إلى قدر الله). وعلاجيا يجب الأخذ بالأسباب واستخدام ادوات المعرفة ليكون العلم وسيلة لنجاة البشرية، وأن نعمل جاهدين على مقاومة هذا الوباء بكل الطرق والوسائل، ولتكن ثقتنا بالله كبيرة، ولا نقنط أو نسخط أو نضعف ولنطمئن متذكرين قول الله تعالى (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا(.
وما أعظم كلمة الوطن !!
نلتقي على هذا التراب الواحد الموحّد، ترابه غال، منه جبلنا واليه سنعود، نعمل بجد وتفان، نزرع الارض ونشيّد صروح البناء، كل ذلك من أجل الوطن ليبقى هو الأعلى والأغلى والأبقى يعيش في قلوبنا وعقولنا ولا بتقدم على مصالحه أي أمر مهما كان.
ووطننا اليوم الذي يخوض معركة ضد وباء فيروس كورونا المستجد يدعونا جميعا لتتضافر كافة جهودنا وعيا وتثقيفا صحيا، وان نترسّم توجيهات جلالة سيدنا التي أكدها خلال اجتماعه في المركز الوطني للأمن وادارة الأزمات، وذلك بضرورة استمرارية الجاهزية لمواجهة كل التطورات المتعلقة بفيروس كورونا المستجد، والتواصل المستمر والشفافية مع المواطنين، وأكد جلالته بقوله " ما عندي أهم من سلامة المواطن، وأن مصلحة الوطن فوق كل شيء".
لذا، أن الالتزام بتطبيق الاجراءات التي اتخذتها الحكومة بهذا الشأن من منع للتجمعات واغلاق للمقاهي وتعطيل الجامعات والمدارس وتطبيق قانون السلامة العامة ملزم لنا جميعا، حيث أن المسؤولية المجتمعية والأخلاقية والقانونية تقع على عاتق المواطن باتباع السلوكيات الصحية السليمة، والسعي جاهدين لمحاصرة امتداد تأثير هذا الوباء بكل الوسائل.
وما أعمق كلمة النفس !!
وأجمل ما فيها من عمق أن تكون صافية شفافة لنرتاح من تناقضات الحياة وزحمتها الملآى بالمتاعب. وهنا، ووطننا يتعرض لانتشار فيروس كورونا المستجد، فالنقس السوية تنحاز الى خندق الوطن وتعكس الوعي العميق والانتماء الصادق التي تسهم في الحفاظ على السلامة العامة للوطن بكافة مقوماته انسانا ومؤسسات، كما تسهم أيضا في دحر هذا الوباء بإذن الله.
وما أقوى كلمة الحق !!
فهو المنتصر دائما، والرائد في كل شيء مهمّا تلبدّت الغيوم من حولنا، فهو موجود لأن الله حق، والأمانة حق، والعمل الصادق للوطن حق، وكل معاني الخير حق. وما نبذل من جهود صادقة للخروج من هذه الأزمة التي تواجه سلامتنا جميعا هي واجب ومسؤولية والقيام بتنفيذها أمانة وحق.
فلنتأمل هذه الكلمات (الله...الوطن...النفس... الحق) ونحفظها في قلوبنا وعقولنا لأنها النبع الصافي والندى الذي نستمد منه ارواء ظمآ نفوسنا، والنور الآتي الذي يشع ضياء مبدّدا كل سحب الظلام في هذه الحياة . وكلمة حق في ظل معركتنا ضد انتشار فيروس كورونا ان نزجي التحية لكل الجهود الوطنية المخلصة على كافة الاصعدة الصحية والاعلامية والتعليمية، مقدّرين عاليا الدور اللوجستي الذي تقوم به قواتنا المسلحة التي تتواجد على مداخل ومخارج المدن في كافة ارجاء الوطن وكذلك جهود كافة أجهزتنا الأمنية التي أشرفت على ادارة الأزمة. نعم، لنترجم هذا الظرف الذي يمر فيه بلدنا الى قوة وبنيان متماسك لمواجهة كل التحديات أيا كانت بالوعي والمعرفة والضمير المؤسسي المسؤول.
وحمى الله اردننا الغالي انسانا ومقدرات من كل بلاء وشدة، ودام جلالة الملك سيدا وقائدا، وحفظ الله سمو ولي العهد الأمين.
• كاتب واستاذ جامعي/ دامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية
• عميد كلية الصيدلة سابقا في جامعتي اليرموك والعلوم والتكنولوجيا الاردنية
• رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس سابقا