سمعت تساؤلات من بعض المثقفين وفي بعض القنوات التلفزيونية. يتساءلون لماذا استطاعت الصين السيطرة على تفشي الوباء بل وأصبحت أحد الدول الرائدة في هذا مجال التغلب على فيروس كورونا الجديد (COVID-19) بينما هو ما زال ينتشر في البلاد العربية؟ مع ان الصين تنقصها النظافة في الأكل وفي المسكن مما يجعلها بيئة حاضنة للفيروسات والبكتيريا والكثير من سافر الى الصين وشاهد بل وعانى من هذا. بينما بلادنا ومجتمعاتنا تتميز بالنظافة الشخصية.
إذن لماذا؟
في مجتمعاتنا لدينا عقدة متحكمة في الكثير، وهي “خالف تعرف" اضف اليها مبدا ان من يكسر القوانين هو الشجاع والبطل وهو من يستحق الاحترام والتقدير، بينما المجتمع الصيني يتجاوب مع حكومته ومع الأنظمة والقوانين حتى داخل بيته.
عندما طبقت الحكومة الحجر الصحي على منطقة انتشار الوباء قام الكثير من اهالي المنطقة بعمل تجمع على كورنيش البحر أسموه " مهرجان كورونا " وعندما منعت الخروج من منطقة الحجر تسابق الكثير لاكتشاف طرق للتهرب من الحجر الصحي والاختلاط ببقية المناطق مما أدى الة نقل العدوى لها.
وبعض من سافر الى مناطق موبوءة عاد عن طريق دول الخليج ودخل بالبطاقة الشخصية ولم يفصح عن سفره الى المنطقة الموبوءة
وعندما طلبت السلطات الصحية ان يبقى المواطن في بيته واعطي إجازة من الدراسة تجد الشباب يجتمع في الشوارع أو الاستراحات مما يجعله عرضة لنقل العدوى
إحداهن غردت تسأل " هل أبقي في البيت مع اخواتي ام اجتمع مع صديقاتي، وهل يستطيع الفايروس ان يفرق بين صديقتي وأختي؟ كأنها تبيح لنفسها عدم البقاء في المنزل والاجتماع بالصديقات لأن الفيروس لا يفرق بينهم
هكذا نجد بعض المجتمع يحرص على مخالفة نصائح الجهة الصحية المسئولة ويعتبر هذا شجاعة وذكاء
اصبحت الدولة تبني وهم يهدمون، الدولة تقيم حاجزا وقائيا وهم يحرصون على هدم الحاجز وتجاوزه.
نطالب الدولة بحمايتنا وفي نفس الوقت نحارب أنظمتها وتعليماتها.
فكيف ننتصر على هذا الوباء وغيرة؟
يذكرني هذا بسؤال أحدهم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين ما بال أبي بكر وعمر انطاع الناس لهما، والدنيا عليهما أضيق من شبر فاتسعت عليهما ووليت أنت وعثمان الخلافة ولم ينطاعوا لكما، وقد اتسعت فصارت عليكما أضيق من شبر؟ فقال: لأن رعية أبي بكر وعمر كانوا مثلي ومثل عثمان، ورعيتي أنا اليوم مثلك وشبهك!
وهكذا تغلبت الصين على وباء كورونا ونحن ما زلنا في مرحلة المكافحة ومنع الانتشار
متى نتعلم ان اتباع الأنظمة هو لصالحنا وليس العكس؟
ومتى نتعلم ان مخالفة الأنظمة والقوانين هو نقص في المروءة والشهامة وليس العكس؟
إذا تعلمنا هذا وعلمناه لأهلنا سنتمكن من التغلب على فيروس كرونا وغيره من الأوبئة.