الاردن وصفقة القرن

mainThumb

31-01-2020 05:49 PM

لماذا يرفض  الاردن صفقة القرن ؟ الاردن فى رفضه صفقة القرن ينطلق من الواقع الموضوعي الذى يمليه عليه واجبه  الوطني والقومي تجاه القضية الفلسطينية والتى شكلت قيدا على السياسة الاردنية  منذ نشأة الدولة الاردنية , ارى ان الموافقه على صفقة القرن رغم الاغراءات المادية  والتى اعلنها الرئيس الامريكى دونالد ترمب واركان الدولة العبرية مساء الثلاثاء الماضي  يعنى شطب الدولة والجغرافيا والتاريخ الاردني  حيث تقضي هذة الصفقه تفريغ الاراضي الفلسطينية لصالح يهودية الدولة  والضغط على الاردن لتجنيس الفلسطينين  حملة الجوازات الاردنية  بالاضافة الى توطين وتجنيس ابناء غزة المقيمين في الاردن  وقد وصل عددهم اكثر من ربع مليون نسمه وبالتالي تكون الخطوة الاولى بتغيير الديمغرافيا وبالتالي يتحول الاردنيون الى اقلية  لتنطلق الاحزاب اليمينيه الاسرائلية الى الحلم الصهيونى  باقامة دولة للفلسطينين على حساب الدولة الاردنية بعد ان قامت صفقة القرن  بشطب حلم اقامة الدولة الفلسطينيه (الحدود, العاصمة "القدس" وحق العودة)
 
ولقد جاء الرد الاردنى على صفقة القرن على لسان جلالة الملك فى العقبه اثناء لقائه مجلس مفوضية سلطة منطقة العقبة الخاصة حين قال كلا  لصفقة القرن وموقفنا معروف"وحقيقة ما يقلق موقف الاردن  هو مسألة القدس والتى اعلنت عنها الصفقة انها العاصمة الموحدة لاسراىيل متجاوزة الحق الفلسطينى فى القدس الشرقية بموجب قرارات  مجلس الامن الدولي  والوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحيه حيث ان هذه الوصايه منصوص عليها بموجب اتفاقية السلام الاردنية – الاسراىلية المادة 9 ولولا ذلك لغيرت  اسراىيل  الواقع  القائم فى القدس  وقد ثبت الاردن الوصاية  قانونيا من خلال اتفاق الاردن والسلطه الفلسطينية عام 2013
 
ان هذا الدور القانونى والدينى  ليس منحه من احد حتى يسحب في اى وقت . بل هو نشاء وتتطور عبر واقع تاريخى   فرضه الامر الواقع والممتد منذ عام 1924 منذ عهد الشريف حسين ,رغم محاولات البعض حاليا من خلال المال وشراء الذمم والعقارات وبث المال   فى محاولة لمنافسة الاردن على الوصاية على القدس  او بصراحه سحب الوصاية الهاشمية .والسؤال الى متى يبقى الاردن صامدا  امام الضغوط من اجل القبول بالصفقه ولا سيما ونحن نعيش اوضاعا اقتصادية قاسية وانهيار فى النظام الاقليمي العربي وانقسام فلسطينى حاد تطور لرفع السلاح وانقلاب على الشرعية كل هذا ادى  الى تغول اسرائيل وتمادىها فى ضم  اجزاء كبيرة من الضفه ,
 
ارى اننا في الاردن  لسنا بحاجه الى تقاطعات مع الادارة الامريكية فى هذة المرحلة فالولايات المتحدة ما تقدمه للاردن  يعجز  ويرفض تقديمه لنا الاشقاء حيث بلغت نسبة المساعدات  1,285 مليار دولار امريكى لهذا العام   بينما الاشقاء لم يقدموا اى مساعدة تذكر واقتصرت على وضع اموال ائتمانيه فى البنوك الاردنية , لذلك ارى  ان تتفهم الادارة الامريكية حساسية الاردن اتجاه ما تم طرحه من تخوف فى محاولات  لزعزعة استقرار الاردن  ومواجهة التاّمر فى اضعاف الدور الاردني الذى اصبح  مؤثرا ومزعجا للبعض وفي هذا السياق  ليستقيم كلامنا  المطلوب امريكيا حلحلة الملفات فى المنطقه  بطريق تعاونية وليست احادية  لمصلحة طرف  من اجل الدفع للحل المنطقي لا التأزيم فى المنطقه
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد