الغربــــــــــة

mainThumb

14-01-2020 11:20 PM

جمعتنا الصدفة في أحد فنادق الدرجة الثانية ، في إحدى البلدان الأجنبية 
 
حين عرفني اطمأن إليّ وحين عرفته ملت إليه ، حاله كحالي تماما ، لأول مرّة يغترب ولأوّل مرّة أغترب أنا كذلك .. ضاق بأشياء كثيرة وضقت أنا ولذلك جمعتنا الغربة وألّفت بين قلبينا وربطتنا بحبل من الودّ متين .
 
ذات مساء استسلمنا للذكريات .. تحدّث صاحبي طويلا عن طفولته وشبابه وكذلك تحدّثت أنا والحديث عن الذكريات يزيد القلب جوى ويبعث على الحنين ولأن الحديث ذو شجون كما يقولون تطرّق بنا إلى المرارة التي نعانيها الآن ونحن مغتربان.. بعيدان عن الأهل والصحاب والأحباب والوطن . وأخذ صاحبي يقول : الغربة شيء عاديّ تقريبا .. كلّهم يغتربون ،بعضهم يعود ، وبعضهم الآخر لا يعود هذه حال الدنيا .. وسرحت ببصري بعيدا وتمثّلت بيت الشاعر علي بن الجهم :
 
يا وحشتا للغريب في البلد         النازح ماذا بنفسه صنعا
 
وكأنني ألقيت سلاحي تماما وتخلّيت عن مقاومة هذا الشعور الطاغي بالحزن قلت لصاحبي : الأفضل أن نغيّر مجرى حديثنا ، فالحزن يبعث على الحزن والأسى يبعث على الأسى .. لقد عزمت على أمر وغدا أنفّذه بإذن الله وكأن صاحبي فهم ما أعنيه فقال : وما الذي يجعلني أقيم هنا بعدك ؟ ألم تكفنا غربة شهر ؟ أعود معك 
 
ولأوّل مرّة منذ اغترابي أبتسم باطمئنان وثقة ...
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد