لماذا لجأت الدولة لإمتحان الكفاءة الجامعية في أردننا العزيز؟ ومن فكر في وضع هذا الإمتحان؟ وما هي الأسس التي تم الإعتماد عليها في الخطط والمناهج الدراسية الجامعية في وضع أسئلة هذا الإمتحان؟ وما هي الأسس التي تم الإعتماد عليها في إختيار الفرق المختصة في وضع أسئلة إمتحان الكفاءة؟ وهل الأقسام في الكليات الأكاديمية في الجامعات المختلفة الحكومية والخاصة وضعت خططها الدراسية وفق تلك الأسس والأهداف؟ وهل حاولت الأقسام في الكليات عمل إمتحان كفاءة في كل تخصص تجريبي للطلبة قبل أن يتقدم طلبتهم لإمتحان الكفاءة الرسمي المسؤوله عنه الدولة (هيئة إعتماد مؤسسات التعليم العالي وجودته)؟ وكيف سنعالج الخلل في نتائج هذا الإمتحان في جميع المراحل الدراسية؟ ... إلخ من الأسئلة التي تدور حول هدف سامي وهو الإرتقاء بمستوى أداء وتحصيل خريجين الأكاديمي العلمي والعملي وفق كل تخصص ووفق المعايير الإقليمية والدولية.
سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة بشكل مختصر ومفيد وكما يلي: لجأت الدولة لهذا الإمتحان لأن معظم من تعامل مع طلبة خريجي جامعاتنا في التخصصات المختلفه وجد نسبة كبيرة منهم لا يملكون أدنى مستوى من التحصيل الأكاديمي العلمي والعملي من أهداف الخطط الدراسية التي وضعت لتخصصاتهم. والذي قرر وضع هذا الإمتحان هو هيئة إعتماد مؤسسات التعليم العالي وجودته لأنها أسست للإشراف ولإصلاح العملية التعليمية الجامعية وتطويرها لتواكب المعايير الإقليمية والعالمية. الأسس التي تم الإعتماد عليها في وضع أسئلة الإمتحان لكل تخصص هي المناهج والخطط الدراسية التى تم إعتمادها من قبل الهيئة لكل التخصصات في جميع كليات الجامعات الحكومية والخاصة. بالنسبة للفرق التي وضعت أسئلة إمتحان الكفاءة للتخصصات المختلفة تم إختيارهم من قبل إدارة الهيئة، لكن الأسس التي تم إعتمادها في الإختيار غير معلنة وغير شفافه حد علمنا والله أعلم. نعتقد أن الأقسام في الكليات الأكاديمية لم تقدم طلبتها لهذا الإمتحان إلا بعد إعتماد مناهجها وخططها الدراسية من قبل فرق إعتماد من قبل الهيئة. بعض الكليات والأقسام حاولت عمل إمتحان كفاء تجريبي لطلبتها لإعدادهم للإمتحان الرسمي والبعض الآخر لم يعمل.
من خبرتنا الأكاديمية لأكثر من ثلاثون عاماً، وحتى نرتقي بمستوى أداء وتحصيل خريجينا الأكاديمي العلمي والعملي وفق المعايير الإقليمية والعالمية علينا القيام بما يلي:
أولاً : وضع المناهج والخطط الدراسية الأولية والمبدئية للمرحلة الإبتدائية لتبنى عليها المرحلة الإعدادية ومن ثم من هذا الأساس القوي نضع المناهج والخطط الدراسية للتخصصات الثانوية المختلفة العلمية والأدبية والزراعية والمهنية ... إلخ، وفق المعايير الإقليمية والعالمية. وتكون المناهج والخطط قابلة للتعديل والتحديث بشكل سريع ومريح وممنهج، ويتم متابعة التنفيذ لتلك المناهح ةالخطط بإمتحانات عامة. مع إعتماد خطط تحفيزية للمدرسين والطلبة وكل من يساهم في العملية التدريسية.
ثانياً : وضع المناهج والخطط الدراسية للجامعات وفق أحدث ما توصلت إليه المناهج والخطط الدراسية الإقليمية والعالمية وفق ما يناسبنا ويطلبه السوق المحلي أيضاً. ويتم متابعة تنفيذ تلك المناهج والخطط بإمتحانات عامة قبل الإمتحان الرسمي للدولة مع وجود نظام تحفيزي لأعضاء هيئة التدريس والطلبة المتميزين وكل من يساهم في العملية التدريسية.
ثالثاً : وضع خطط لتطوير وتحديث أداء أعضاء هيئة التدريس مع الفرق المساعدة لهم من مساعدي تدريس وبحث ومشرفي مختبرات وأجهزة وبرمجيات ... إلخ وبشكل مستمر. ووضع نظام تحفيزي لذلك حتى يكون هناك دافع قوي للإخلاص في العمل عند كل من له دور في العملية الأكاديمية العلمية والعملية.