صدق من قال أن قيادة المركبات سواء اكانت خاصة أو للأجرة سيارات صغيرة أوباصات كوستر أو باصات كبيرة أو غيرها فـــــن وذوق وأخـــــلاق. فـــــن في إتقان قيادة المركبة وذوق في إحترام الذكور للإناث وإحترام صغار السن لكبار السن ممن يقودون المركبات. وأخلاق في إحترام قانون السير وإعطاء الأولوية لمن له الأولوية في السير وتسهيل أمر سائق أي مركبة يكون في موقف صعب عند تنزيل أو صعود أي راكب كبير في السن، أو عند رغبة أي سائق مركبة في تغيير مسربه أو الخروج من مواقف السيارات أو ... إلخ. يجب إمتحان كل من يتقدم للحصول على رخصة قيادة لأي مركبة في هذه الأمور الثلاثة اولاً: أن لا يمنح الرخصة إلا إذا كان يتقن فن قيادة السيارة بمهارة، وثانياً: أن يتمتع بذوق رفيع في إحترام قانون السير وإعطاء الأولوية في السير لكل من له حق الأولوية ممن يقودون المركبات الأخرى ويحترم بشكل خاص النساء وكبار السن، وثالثاً: أن يكون على خلق عالٍ في الصبر على كل المواقف الصعبة خلال قيادة المركبة مثل أزمات السير في ساعات الذروة وإعطاء الأولوية لمركبات الإسعاف أو الشرطة أو الإطفاء ... إلخ من الحالات المبررة.
ما نشاهده هذه الأيام ومنذ سنين مضت أن أغلب من يقود مركبات الأجرة من سيارات صغيرة أو باصات كوستر أو باصات كبيرة أو غيرها لا يمتثلون لقوانين السير ويقودون مركباتهم بتهور ولا يبالون فيما سيحدث من حوادث بسببهم مع مركبات الآخرين. ويتسببون في كثير من الحوادث مع مركبات المواطنين لتهورهم وعدم إكتراثهم في قيادة مركباتهم. وكثيراً منهم ممن يقودون المركبات الكبيرة يخيفون غيرهم من أصحاب المركبات الصغيرة لأنه لو حدث أي حادث مع مركبة من مركبات المواطنين لا تتأثر مركباتهم لأنها كبيره وليست حديثة وربما مضروبة(مصدومة) من كل جوانبها. والأدهى والأمر من ذلك أن بعض من يقود مركبات الأجرة يكونوا حافظين قانون السير عن ظهر قلب وإذا كان بعضهم يريد أن يصلح مركبته أو المركبة التي يقودها لمكتب تكسي معين أو صاحب تكسي أجرة معين يهجم بطريقة معينة على مركبة شخص آخر من المواطنين في دوار أو شارع معين ويصدمه ويصر على فتح كروكا ويكون ضامن أن الحق له. وعندما يحضر رقيب السير الخاص في تسجيل حوادث السير يقول له صاحب المركبة التي تم الهجوم عليها من قبل صاحب التكسي: هو الذي صدم مركبتي، فيقول له رقيب السير: لكن قانون السير (الذي يجهله المواطن صاحب المركبة الخاصة) في الحالة هذه ينص على أن الحق عليك. فيجب في مثل هذه الحالات إعطاء أصحاب المركبات الخاصة دورات في قانون السير الهجومي على مركباتهم من بعض من يقود مركبات الأجرة ولا يخاف الله. وهذه الحادثة حصلت مع شخص نعرفه وسجل الحادث ضده رغم أنه كان معتدى عليه من قبل سائق تكسي مربوطا طمبون وغطاء صندوق مركبته بالحبال وبودي مركبته مهلهل وممعجن ... إلخ. ورفض سائق التكسي الإصلاح الودي إلا أن يفتح كروكا لكي يصلح ويدهن السيارة كاملة على حساب التأمين وكأن أموال التأمين مباحة ومحللة لهم.
فنعود مرةً أخرى لمخافة الله التي نادراً ما تتوفر عند الكثير ممن يقودون مركبات الأجرة. وكما يقول المثل إذا لم تستح فإفعل ما شئت ومن لا يخاف الله خاف منه لأنه يمكن أن يضر غيره وخاف عليه لأنه ممكن أيضاً أن يضر نفسه ليكسب حق ليس له ليتهم آخر أو أخرين بالباطل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وفي كثير من حوادث السير تحدث بسبب عدم توفر الذوق والأخلاق عند بعض من يقود المركبات وبالخصوص مركبات الأجرة، وكأنهم حاقدين على كل من يقود مركبة خاصة. ويشكو بعض من يقود مركبات خاصة من بعض مراقبي السير الذين يكونون متواجدين على الدواوير عندما يقع الحادث ويرفضون أن يشهدوا شهادة الحق خوفاً ممن يقودون مركبات الأجرة، لماذا؟ لا نعلم. علماً أن السكوت عن شهادة الحق يكون سبباً في ضياع حقوق الآخرين وفيها ظلم لعباد الله والله حرم الظلم على نفسه قبل أن يحرمه على العباد (أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ(البقرة: 140))..
والأسوأ من ذلك من ممارسات سائقي مركبات الأجرة أنه في بعض حوادت المركبات يكون الحق على سائق تكسي الأجرة لأنه صدم مركبة مواطن ما من الخلف. ويرأف صاحب المركبة الخاصة بحاله ويقول له توكل على الله إذهب وإسترزق إني مسامحك. ويتفاجأ المواطن صاحب الحق بعد يوم أن سائق التكسي قد ذهب إلى المركز الأمني الخاص بالمنطقة التي حدث فيها الحادث متهماً صاحب المركبة الخاصة بأنه صدمه وهرب، خوفاً من صاحب التكسي الذي يعمل عليه أن يجبره على دفع تكاليف تصليح المركبة، قمة الظلم والتبلي على الآخرين. عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال : يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا. ونسأل الله أن نكون على أذواق رفيعة وأخلاق عالية في المستقبل القريب مثلما يتصفون بها مواطني الدول الأجنبية، لأنه أجدر بنا نحن مسلمي وأصحاب الرسالات السماوية في الدول الإسلامية والعربية أن نتصف بهذه الصفات.