البهائية هي طائفة دينية تؤكد في مبدأها الأساسي على الوحدة الروحية للجنس البشري، وترتكز على ثلاثة أعمدة تشكل أساس تعاليمها وهي: وحدانية الله، أن هناك إله واحد فقط في هذا الكون وهو مصدر كل الخلق، وحدة الدين لأنه صادر من إله واحد وإن تعددت الرسالات والديانات، أي أن جميع الديانات الكبرى السابقة لديها نفس المصدر الروحي، وتأتي من نفس الإله. وتؤمن هذه الطائفة بجميع الرسالات والديانات والرسل والأنبياء السابقة. ولم ينشقوا عن الديانة الإسلامية كما يدعي البعض لأنهم كما يقولون ليسوا مسلمين من الأساس ولذلك لا يعتبروا مرتدين عن الإسلام كما يعتقد البعض.
ولكن وجه الخلاف بين هذه الديانه (هم يعتبرون البهائية ديانة مستقلة عن كل الديانات السابقة) وبين الرسالات والديانات السابقة هو: أن رسل وأنبياء الله لم تتوقف وستبقى ترسل من قبل الله للناس أجمعين وكل رسول أو نبي يأتي بما يتناسب وعصره من تعاليم. ولهذا هم يؤمنون بأن الله أرسل لهم رسولا أو نبيا إسمه بهاء الله في إيران من مائتي عام.
مركز هذه الديانة الروحي والإداري في حيفا ولكن قبلتهم في عكا في فلسطين حيث يوجد مقام مؤسس هذه الديانة. والبهائيون متواجدون في الأردن منذ عام 1890 ويبلغ عددهم الألف شخص. ولهم مراكز بهائية منتشرة في معظم دول العالم في أكثر من 183 دولة والنسبة الكبرى منهم في الهند ويبلغ عددهم في العالم أكثر من خمسة ملايين.
ودعا لهذه الديانة شاب إيراني يدعى علي محمد الشيرازي، الذي لقب نفسه بالباب، منذ عام 1844 وبشر بأن رسولاً من الله سيأتي من بعده قريبا. كما أكد على استمرار الرسالات الإلهية وأن الرسول الذي سيرسله الله سيكون واحداً من سلسلة الرسل التي تضم سيدنا محمدا عليه الصلاة والسلام وسيدنا موسى وعيسى عليهم جميعاً الصلاة والسلام.
وتعرض بهاء الله للنفي عدة مرات، وكتب في تلك الفترة "الكتاب الأقدس" أهم الكتب لدى أتباع هذه الديانة وهو باللّغة العربية ويشتمل على الحدود والأحكام والنّصائح الأخلاقيّة والروحانية. وفي عام 1852، قال أحد أتباع الباب، والذي يدعى ميرزا حسين علي والذي ولد في عام 1817 في إيران، انه شاهد في السجن رؤيا تؤكد أنه هو الرسول الذي بشر به الباب ولقب نفسه بهاء الله، وفي عام 1863 أسس لهذه الديانة. وتوفي في عكا في فلسطين عام 1892. خلفه نجله عبد البهاء الذي عمل منذ وفاة والده على نشر التعاليم البهائية في أنحاء العالم وتوفي عام 1921.
وقد أكدت السيدة تهاني روحي المتحدثة الرسمية بإسم البهائيين في الأردن ما كتبنا في مقالتنا هذه عن الديانة البهائية، والسيدة تهاني روحي صحافية تبلغ من العمر 49 عاماً وكان ذلك في لقاء إذاعي لها مع السيد عمر كلاب على برنامج الدوار التاسع هذا الأسبوع. ليس للبهائيين دور عبادة كغيرهم من الرسالات أو الديانات السماوية السابقة مثل السيناجوج لليهود أو الكنيسة للمسيحين أو المسجد للمسلمين بل يجتمعون للعبادة والدعاء في منزل أحدهم لتصفية الذهن والروح، ولا يمنعون أي شخص من غير أتباعهم مشاركتهم في جلساتهم. وليس هناك يوم محدد للإجتماع للعبادة والدعاء ولكن في الأردن يجتمعون في منزل السيدة تهاني روحي كل ثلاثاء. والأسئلة التي تتبادر للذهن هي: ما هي ديانة أتباع الديانة البهائية قبل مائتي عام؟ وإن كانوا يتبعون للديانات السابقة فهل يعتبرون مرتدون عنها أم لا؟ وإن كان لا دين لهم وأصبحوا يتبعون للديانة البهائية الموحدة بالله، فهذا جميل لأن الله يقول في كتابنا العزيز (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا، إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (النساء: 48، 116)).