كتبنا مقالة عن العناد وانواعه وأسبابه وذكرنا أنها صفة تغلب عند الإناث وبشكل مفصل تقريباً. وذكرنا بعض الأحاديث ومنها: عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كنت آمراً بشراً أن يسجد لبشر، لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها، والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها. فإعترضن بعض القراء من الإناث بقولهن: هل كن الزوجات على زمن الرسول عليه الصلاة والسلام يفعلن ما تفعلة الزوجات هذه الأيام من عمل خارج المنزل بالوظائف المختلفة، إضافة إلى أعمالهن داخل المنزل وما يقمن به من واجبات نحو الزوج والأولاد والأقارب ... إلخ؟ وهل كان الرجال يأخذون قروض على رواتب أزواجهن ويحولهن إلى غارمات يُسْجَنَّ بالسجون ... إلخ؟.
فبعد الرجوع للتاريخ وجدنا النساء على زمن الرسول كن يعملن في المجال الطبي، يقمن في مداوات ورعاية الجرحى في الغزوات والحروب وفي إعداد المعدات اللازمه للغزوات والحروب، ويشاركن في إعداد الطعام والمياه ... إلخ للرجال. فعن أم عطيةٍ رضي الله عنها قالت: غزوتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سبعَ غزواتٍ، أُخلِّفُهم في رِحالِهم، فأصنع لهم الطعامَ، وأُداوي الجَرحى، وأقوم على المَرضى. وكن يعملن في الزراعة وقطاف الثمار، وكن يعملن في الأشغال اليدوية ويساعدن أزواجهن في مصاريف المنزل. وقد ورد عن رائطة زوجة ابن مسعود رضي الله عنهما أنّها كانتِ امرأةً صَنَاعًا وليس لعبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ مالٌ، وكانت تُنفِقُ عليه وعلى ولدِه مِن ثمرةِ صنعتِها. وكن يعملن في التعليم وفي الفتوى يعلّمن الأمة سيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وطريقته في التعامل مع زوجاته، فيكون الرسول بذلك قدوةً للرجال في التعامل مع زوجاتهم.
فنقول لكل الزوجات والنساء والإناث اللواتي يعترضن على بعض أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام. ان أحاديث رسولنا صلّى الله عليه وسلّم كان فيها البعد الزمني وكان يعلم في بعض الأمور التي ستحدث في المستقبل قبل أن يكتشفها علماء عصرنا. وقال الله تعالى (إِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا (النساء: 4)). ولولا أن كان عدد الإناث أكبر بكثير من عدد الذكور لما قال ربنا هذه الآية. ونقول لهن أيضاً ليس هكذا تناقش الأمور بين الزوج والزوجه فالزوجه كما قلنا هي الحياة وهي السكينة والطمأنينة للرجل والأولاد وهي العطاء والمودة والرحمة والحب ... إلخ (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الروم: 21)). ويكفي أن الزوجة او الأنثى هي منبع هدايا الله للرجال من الأولاد، والذي يعطي أفضل بكثير من الذي يأخذ. هذا لا يعني أن الزوج يظلم ويضطهد ويستغل ويلحق الضرر المادي والنفسي والجسدي بزوجته، وتحميلها فوق طاقتها وعليه أن يكون رحيماً لطيفاً ودوداً ... إلخ بها. قال الرسول عليه الصلاة والسلام: رفقا بالقوارير واستوصوا بالنساء خيرا ووصفهن بالقوارير لرقتهن ولطافتهن ولإحساسهن المرهف. وأحاديث رسولنا عليه الصلاة والسلام لا تتعارض مع كتاب الله فهي تصلح لكل زمان ومكان. فبارك الله في نسائنا ورجالنا وإناثنا وذكورنا.