وضع الله خطة حياة لكل عبد من عباده منذ بداية الخلق أي منذ الأزل في عالم الذر لذرية سيدنا آدم عليه السلام ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (الحديد: 22 و 23)). فلا نستغرب كيف يتم التخطيط مثلاً لبعض الأشخاص في العالم سواء أكانوا ذكوراً أو إناثاً بأن يرسلوا في دورات أو بعثات دراسية في بعض الدول العالمية ومن ثم بعد أن يعودوا إلى بلادهم يتولوا مناصب عليا وربما يتولوا رئاسة دولهم. فبعض زعماء دول العالم سابقاً وحالياً تم إستقطابهم من المملكة المتحدة (بريطانيا) أو الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول الأجنبية في بعثات دراسية في تخصصات معينة وبعد أن أنهوا الدراسة عادوا إلى بلادهم ومن ثم تنقلوا في المناصب حتى وصلوا إلى قمة الهرم.
فهناك فئة من الناس أو البشر في العالم يخططون لمئات السنين لهذا العالم الذي نعيش فيه ولمصالحهم الخاصة في دوله المختلفة. دوليس عبثاً يتم إستقطاب بعض الذكور أو الإناث من مختلف الدول ويتبنوهم في بعثات دراسية أو دورات تدريبية خاصة على حسابهم الخاص. وإنما لخطط موضوعة لعدد من السنين في المستقبل لخدمة سياساتهم وخططهم المدروسة بعناية فائقة والموضوعة لكل دولة من دول العالم. الخطط موضوعة ولكن تحتاج من يقوم بتنفيذها بحذافيرها ليتم جني ثمارها على مدى سنين طويلة في المستقبل. ولم يتم تبني هؤلاء الشباب والشابات لسواد أو لزراق عيونهم وإنما لمصالح خاصة لمن تبنوهم ودفعوا عنهم تكاليف الدراسة في الدول الأجنبية وكما يقول المثل عن هؤلاء المتنفذين في العالم: لا يرمون رغيفهم إلا على مطرحة أغرفة، ومطرحة الخباز هي التى تحمل عدد من الأرغفة لترمى في بيت النار للخبيز.
وقد تم تبني كثيراً من الشباب من دول أفريقية في بعثات دراسية أو دورات تدريسية أو تدريبية خاصة في بريطانيا وبعد تخرجهم تم توليهم رئاسة تلك الدول ومنهم من إشترك في بريطانيا في دورة تدريسية واحدة وهم: عيدي أمين من أوغندا، عبد ربه منصور هادي من اليمن، ومعمر القذافي من ليبيا وولد سيدي الطايع من موريتانيا وأصبحوا عندما عادوا لدولهم رؤساء لها. كما تم تبني كثيراً من الشباب والشابات في اوروبا الغربية والشرقية في لقاءات أو إجتماعات أو دورات تدريسية أو تدريبية أو بعثات دراسية في دول مختلفة من العالم وبعد تخرجهم من تلك الدول، عادوا لدولهم وتم التخطيط لهم لإستلام رئاسة دولهم ومنهم السيدة تريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رئيسة ألمانيا و داليا غريبا رئيسة وزراء ليتوانيا. ولكن كل من يحاول منهم أن يخرج عن الخطة التي وضعت له من قبل من تبنوه تكون نهايته لا يحمد عقباها، وقد أثبت التاريخ ذلك.
فلماذا نحن المسلمون والعرب لا نخطط لأنفسنا ومصالحنا كما يخطط لأنفسهم ومصالحهم الآخرون؟ كنا كذلك على زمن الرسول محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وإستمر ذلك على زمن الخلفاء الراشدين حتى إبتعدنا قليلاً قليلاً عن ديننا وتطبيق تعليماته عملياً. نسأل الله أن نعود كما كنا بعون الله ونصبح في مقدمة الأمم ونصبح أصحاب قرار في هذا العالم ولا يقرر لنا من قبل غيرنا من الأمم.