إستمر المثل يقول أمثال حتى أصبح حجراً. قال المثل العامي: شُوْ جَبَرَكَ يَا فِلَان عَلَى المُر؟ قال فلان: اللي أمَر منه. نعلم أن الوضع المالي والإقتصادي في أمريكا وأوروبا وفي جميع دول قارات العالم وفي الدول الإسلاميه والعربيه سيء بكل ما في الكلمة من معنى. ولكن ربما في الدول الإسلامية والعربية أسوأ بكثير من غيرها من الدول في العالم. بمعنى الفقر إنتشر وعم على الناس أجمع، العلاج، الطعام، المياه النقية، الكهرباء، الرعاية الصحية، الإنترنت وغيرها من وسائل التواصل الإجتماعي ووسائل الإتصالات ... إلخ غير متوفره. البنية التحتية وبالخصوص الشوارع مهترئة، القمامة متجمعة في الشوارع والحارات، الأمن والطمأنينة غير متوفره ... إلخ. لقد صبرت الشعوب في تلك البلدان سنوات طويلة دون بارقة أمل وكما قال الشاعر الذي كتب أغنية أم كلثوم: للصبر حدود وربما في بعض البلدان الشعوب أكلت الصبر بشوكه. ويتفاوت الناس في قدرتهم على الصبر والتحمل. نعم الصبر عند الله أهم من الصلاة ونعم لم ترد آية في القرآن الكريم ذكر فيها الصبر والصلاة إلا ذكر الله الصبر قبل الصلاة لأهميته ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (البقرة: 45 و 153)). ولكن الله وعد الصابرين بالجنة.
ولكن يظهر أن صبر الناس في تلك الدول نفذ، فأين المسؤولين؟ وأين أصحاب الضمائر الحية؟ وأين الحمية والغيرة على الأوطان؟ وأين الغيرة على مصلحة القيادات والشعوب في تلك البلدان؟ لقد قال علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه: لو كان الفقر رجلاً لقتلته. فقر وجوع وعرى وبرد قارص ومرض وخوف ونفق مظلم لا بارقة أمل فيه ... إلخ. فمن رابع المستحيلات أن تسكت الشعوب وتقبل بهذه المهانة والمذلة. نعم ربما مخطط لهذه الدول كلها من قبل مجموعة متنفذه في هذا العالم من خارجها ولهم أعوان ينفذون خططهم من الداخل. ولكن تم التخطيط لدول غيرهم في هذا العالم ولكن إستيقظوا من غفوتهم وتولى المسؤولية فيها من هم غيورين على أوطانهم وشعوبهم وإجتثوا الفساد والفاسدين من جذورهم وعادت الحياة وعاد الإنتعاش الإقتصادي لبلدانهم مثل تركيا، البرازيل، تايوان وغيرهم وكان عليهم ديون للبنك الدولي وأصبحوا يقرضون البنك الدولي. ولكن متى تحسنت أوضاعهم؟ عندما تولى المسؤولية في بلدانهم الذين عملوا بإخلاص ليلاً ونهاراً للمصلحة العامة وليس للمصالح الشخصية، وضربوا بيد من حديد على أيدي كل من يعمل ضد مصلحة القيادة والوطن والمواطن.
فالمسؤول الذي ليس لديه القدرة على إدارة زمام أمور الإقتصاد في بلده، عليه أن يترك المسؤولية لغيره ممن يستطيع. الدول العربية فيها من الثروات الطبيعية والبشرية وغيرها من الإمكانات مما يجعلها أفضل بكثير من غيرها من دول العالم. ولكن بحاجه إلى من يتولى زمام الأمور فيها من يخافون الله وعندهم العقول النيرة في إدارة مقدرات أوطانهم وشعوبهم ليس إلا. أي شعب في أي دولة في العالم لا يريد إلا أن يتوفر له أدنى أسباب العيش الكريم من إجتياجاته الحياتية. وعندها سوف لا تخرج الشعوب للشوارع وتتظاهر وتعتصم وتطالب بتغيير الأنظمه فيها، وكثرة الضغط أيها المسؤولين على الشعوب تولد الإنفجار والخروج عن المتعارف عليه.