بارك الله في منطقة الشرق الأوسط (الوطن العربي) وهي المنطقة التي يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط ومن الجنوب المحيط الهندي وبحر العرب ومن الشرق الخليج العربي ومن الغرب المحيط الأطلسي. وسميت بالوطن العربي لأن أهلها يشتركون في لغة عربية واحدة وحضارات وديانات مشتركة وتبلغ هذه المساحة المتوسطة في العالم أربعة عشر كيلومتراً مربعاً ونسبتها تبلغ 10.2% من المساحة الإجمالية في للعالم.
وتقع فيها مدينة القدس التي تحتوي على المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين والتي قال فيها رب الكون (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (الإسراء: 1)). فهذه المنطقة مبارك فيها من خالق ومدير ومدبر هذا الكون من ناحية المناخ والوقت والمزروعات ... إلخ، وهي مهد الرسل والأنبياء ورسالات السماء أجمع. وتحتوي على موارد طبيعية في باطن الأرض من ذهب أسود وأصفر وأبيض ومن بحار ومحيطات ومياه وجبال واوديه وصحارى وأنهار وغيرها تجعلها تكتفي ذاتياً وتصدر للعالم أجمع وذات أهمية جفرافية.
فيبقى أهل هذه المنطقة مهما مرت بهم من ظروف مالية وإقتصادية وإجتماعية وسياسية ... إلخ صعبة مبارك فيهم مباركة السماء. وفيهم الطيبة ومخافة الله والإحساس الإنساني المرهف مع خلق الله أجمع في هذا الكون لإن رسالة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام جاءت للناس أجمعين (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (سبأ: 28)). ولقد حافظ الدين الإسلامي على حرية الأديان السابقة وأماكن عبادتهم ولم يجبر أحد من الأديان السابقة على ترك ديانته وإتباع الإسلام مطبقاً تعليمات القرآن الكريم (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (البقرة: 256)). وقد أدَّبَنَا الله في كتابه العزيز كيف نجادل أو نتحدث مع أهل الكتاب اليهود والنصارى (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (العنكبوت: 46)). وعلَّمَنَا الله كيف ندعو إلى سبيله (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (النحل: 125)).
والحمد لله أنه وزع رزقه على أهل هذه المنطقة بالعدل فالمنطقة التي لم يوجد فيها ثروات طبيعية مثل الذهب الأسود أو الأصفر اوالأبيض أو غيره بارك الله فيها بكثرة الذرية (القوة البشرية) والعلم والخبرات فمناطقها المختلفة تكمل بعضها البعض. فمثلاً: في الأردن بارك الله في شعبه من حيث العدد والعلم والخبرات المختلفة، فزود الأردن بقية المناطق بما عنده من علم وخبرات، وبقية المناطق زودت الأردن بالمال والبترول وغيره. ونذكر في هذه المناسبة أن دولة قطر قد تبرعت لمركز الحسين للسرطان بطابق كامل وبكامل معداته وقد قام سعادة السفير القطري الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني الأكرم بإفتتاح هذا الطابق أول أمس في عمان. وهذا ليس بغريب عن القيادة في دولة قطر أباً عن جداً حيث تأسست العلاقات بين البلدين على أسس متينة وعلاقات أخوية ذات جذور عميقة عمق التاريخ بين العائلة الهاشمية المالكة في الأردن والعائلة الحاكمة آل ثاني في دولة قطر. وهذا العمل يدل على قمة الإنسانية والشعور والإحساس مع الأطفال وغيرهم المصابين في الأردن بهذا المرض الخبيث الذي لا يرحم. وسمي خبيثاً لأنه لا يظهر في معظم الأحيان إلا بعد أن يستفحل في جسم المصاب به وبعدها يصعب علاجه. ونسأل الله للقيادتين العمر والحكم المديدين.