يستغرب كثيراً من الناس مما يحظى به بعض الأشخاص من مناصب أو جاه أو محبة الناس له ... إلخ، وينظرون له بعين الحسد والغيرة القاتلة. نقول لأولئك الناس أن كل شيء يحصل عليه أي إنسان في حياته من نعم وخيرات أوما يحدث له من أحداث ساره أو غيرها هو مما كتبه الله له في سيرة حياته منذ الأزل وهو في عالم الذر (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ،
لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (الحديد: 22 و 23)). وكما ذكرنا سابقاً أن الرزق في السماء وليس في الأرض حتى لا يمنع أحد أحداً آخر شربة ماء أو لقمة خبز (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ، فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ (الذاريات. 22 و 23)). وكما يرى قراءنا أن أرقام الآيتين في السورتين الحديد والذاريات اللتان إستشهدنا فيهما هما الرقمين 22 و23 وبالترتيب. فلندع شؤون الخلق للخالق ويحمد كل إنسان على ما رزقه الله من نعم لا تعد ولا تحصى، إذا ما قارن نفسه مع غيره ممن هم أدنى منه في مستوى المعيشة والحياة وليس مع من هم أعلى منه في ذلك. لأن الله كما كتبنا سابقاً أيضا جعلنا درجات في كل شيء وسنحاسب على كل ما آتانا الله (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (الأنعام: 165)).
نعم نقول أن المسؤولية يجب أن توكل لأهلها وقد تكلمنا في مقالة الأمس عن مواصفات أي وزير خارجيه في بلد ما وكذلك وزير التعليم العالي. ولكن كما قلنا وذكرنا في مقالات أيضاً سابقة لنا ليس كل شيء بالشهادات فهناك كثيراً من الأشخاص يحملون الشهادات العليا مثل الماجستير والدكتوراة والبروفيسورية ولا يفقهون في التعامل مع الأخرين شيء وينطبق عليهم المثل: أعط أولية للفهم عن العلم. فلربما نجد شخص يحمل شهادة البكالوريوس مثلاً في القانون ولكن عنده عقل يوزن بلد ودمث وعلى خلق ... إلخ فيتم إختيارة لمنصب وزير دولة للشؤون القانونية رغم أن هناك العديد من الأشخاص يحمولون شهادات الماجستير والدكتوراة في القانون. ولكن ليس لديهم المواصفات الخَلْقِيَةِ والخُلُقِيَةِ التي يمتلكها، فيتم إختيارة للمنصب قبل غيره. فهذا شيء طبيعي لأن المهم في الأمر أن يقوم الشخص في المهمة أو المهمات التي توكل إليه خير قيام. ومن الممكن أيضاً أن يحظى هذا الوزير بالزواج من إمرأة محترمة وذات حسب ونسب وجمال ودين علاوة على أن يحظى بأن يذهب في جاهته رئيس الوزراء وعدد من الوزراء والأعيان والنواب ووجهاء القوم. وإضافة إلى ذلك يصادف أن يقدم وزير التربية والتعليم العالي إستقالته وتقبل إستقالته ويكون نقوطه من رئيس الوزراء وزارتي التربية والتعليم العالي. ولا ننسى أن هذا الوزير لعب دوراً كبيراً ووفقه الله هو وأعضاء لجنته الحكومية في إنهاء إعتصام نقابة المعلمين ألذي زاد عن ثلاثة أسابيع وأرقنا جميعاً في أردننا العزيز.
وهذا كله مكتوب له منذ الأزل في اللوح المحفوظ، ليس بشطارته أو بشطارة من حوله. فلنبارك لهذا الشخص ونغبطه على ما رزقه الله من نعمه ونقول له مبــــــــــــارك يا معالي الوزيــــــــــــــــــــــــر وبالرفاه والبنين وشهر عسل هني وسعيد من أول يوم لآخر يوم بإذن الله وعوده غانمة سالمة أنت والعروس المصون. ونسأل الله أن يرزقنا من نعمه التي لا تعد ولا تحصى من غير حساب حتى يرضينا(وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (النحل:18)).