نسأل عادة طلبتنا ومن نحاضر فيهم سؤال مهم لم يفكر فيه أحد، وهو لماذا خلق الله الإنسان بهذه الصورة الجميلة له عينان وأذنان ومنخارين في أنفه وفم واحد وخلق جبهته عريضة بعرض أربعة أصابع اليد؟ وفي كثير من الأحيان لا يجيب أحد، وإن أجاب أحد بعض الأحيان، لا تكون إجابتة كاملة وشافية. فنجيب ونقول: أن الله سبحانه وتعالى خلقنا بهذه الصورة حتى نسمع ونرى ونشتم أكثر مما نتكلم، ولو شاء الله لنا أن نتكلم أكثر لخلق لنا أربعة أفواه وسوف لا نلحق أن نسمع من أي فم يتكلم الإنسان. ولو خلق الله للإنسان أذن واحده ترفرف فوق رأسه لما تمكن السمع من كل الإتجاهات، ولو تعطل السمع في الأذن الواحده لفقد الإنسان السمع كله. ولو خلق الله للإنسان عين واحده لما كان هناك وضوح وإتزان في الرؤيا، ولو تعطلت العين الواحدة لما إستطاع الإنسان أن يرى بقية حياته. وخلق الله للإنسان منخارين في أنفه لكي يتنفس بشكل مريح ولو أصابه زكام وأغلق منخار بقي المنخار الثاني مفتوحاً ... إلخ. سبحان الله أحسن الخالقين (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (التين: 4)). علاوة على أن الله خلق أجهزة الإرسال والإستقبال عند الإنسان لا سلكيه ومن أرقاها.
وأما الجبهه لا تعمل في الدنيا كشاشة خلوي ولا تكون شفافة لتظهر ما في نفس الشخص لكل من يراها. ولكن في الآخره تعمل بإذن ربها مثل شاشة جهاز الخلوي ويظهر عليها صفات عباد الله إن كانوا من الكفار أو من المجرمين أو من الضالين أو من المغضوب عليهم (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ (الرحمن: 41)) فتعرف الملائكه مصير وصفة كل عبد من عباد الله مما هو مكتوب على جبهته وتتصرف بأمر ربها. وكم من الأشخاص في عالمنا الحاضر هم من شياطين الإنس ويفسدون ويعيثون في الأرض الفساد وكم منهم من يفعل ذلك وهو في المسؤولية، ويتصنع ويتظاهر أنه شيخ إبن شيخ وينخدع الناس به والمشيخة بريئة منه براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام. ولكن نسأل الله أن يأمر الله بتشغيل جباه حاشية جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم ولو بشكل مؤقت خلال فترات التعيينات لتكشف له نواياهم وخصوصاً أصحاب النفوس الشريرة أي شياطين الإنس والذين يظهرون له الولاء والوفاء والإخلاص والتفاني ... إلخ، وفي نفوسهم عكس ما يظهرون حتى لا يتم تعيينهم في أية مناصب عليا ولا يستفحل أذاهم وضررهم على القيادة والوطن والشعب. وبناءً على ماتظهره جباه من يرشحون لجلالة الملك للمناصب العليا يتم إختيار أعيان أو رؤساء وزراء أو وزراء أو أعضاء لجان عليا في الدولة ... إلخ. لقد عانى جلالة الملك والوطن والشعب من أصحاب النفوس الشريرة الكثير الكثير.
كما نسأل الله أن يُشغل جباه (شاشات) حاشية كل من يختار جلالة الملك من المسؤولين حتى يختاروا بدورهم الصالحين ممن حولهم في فرق أعمالهم. وقد أخبرنا الله أن الشريرين كثر (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (الأنعام: 179)). كما أخبرنا الله عنهم أنهم لا يسمعون النصائح ولا يعقلون (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (الفرقان: 44)). وكم قابلنا منهم ممن تولوا مسؤوليات كبيرة وهم لا يحسنون التصرف في مواقف عديدة. نعم بعضهم مفروضين علينا لأسباب عديدة ولكن علينا أن نختار منهم الأفضل الذي يفيد القيادة والوطن والشعب ونفسه وأهله بالترتيب. فمصلحة القيادة والوطن والشعب فوق إرضاء الخواطر على حساب المصلحة العامة.