الملك يوعز للحكومة بتأجيل رفع اسعار الغاز والاعلاف

mainThumb

15-03-2008 12:00 AM

الشوبك – السوسنة – من صالح الدعجه

دشن جلالة الملك عبدالله الثاني السبت حزمة مشاريع صحية وتعليمية وتنموية في لواء الشوبك وأرسى جلالته حجر الأساس لمشروع إسكان مطل الشوبك إيذانا ببدء العمل بتنفيذ مبادرة " سكن كريم لعيش كريم " والتي تتضمن بناء أكثر من 100 ألف مسكن في مختلف مناطق المملكة في غضون خمس سنوات.

وتندرج تلك المشاريع التي تم تدشينها السبت في سياق خطة شاملة أمر جلالة الملك بتنفيذها للنهوض بواقع اللواء وتحسين حياة مواطنيه.  وأوعز جلالة الملك خلال زيارته إلى الشوبك الذي يقطنه 15 ألف مواطن بضرورة الإسراع بتنفيذ مشروع المطل الذي يشمل بناء 328 مسكنا والانتهاء من تنفيذه قبل نهاية العام الحالي ليوفر السكن الصحي المناسب لأبناء الشوبك من العسكريين والمدنيين وذوي الدخل المحدود..بالإضافة إلى تأمين سكن وظيفي للعاملين في وزارتي الصحة والتربية والتعليم.

وخلال جلسة حوارية جمعت جلالة الملك مع ممثلين عن لواء الشوبك أكد جلالة الملك..أنه بصورة التحديات والصعوبات التي تواجه اللواء .  وقال.."سنعمل سويا من أجل التخفيف من هذه الصعوبات..واليوم افتتحنا جملة من المشاريع لكن ذلك لا يكفي..يوجد لدينا أفكار لتحسين واقع الشوبك اقتصاديا واجتماعيا".

وبين جلالة الملك.."أنه طلب من الحكومة تأجيل رفع أسعار الغاز والأعلاف في الفترة الحالية والتي تشكل عامل قلق بالنسبة لي و للمواطنين".

وشدد جلالته على أن العمل بمبادرة " سكن كريم لعيش كريم " يجري بمنتهى الجدية وسيشمل العديد من مناطق المملكه. ويشتمل مشروع المطل والذي يتخذ موقعا متميزا على إحدى روابي الشوبك على مواصفات وتصاميم تراعي الاستفادة من البيئة المحيطة وتقليل تكلفة البنية التحتية والاستفادة من الظروف البيئية والمناخية وتقليل اعتمادها على الطاقة باستخدام أنظمة عزل متطوره.

كما يضم حديقة وملاعب وأماكن للجلوس واستراحات ومسجدا وسوقا تجاريا ومركز تدريب ومدرجا مكشوفا وقاعات متعددة الأغراض ومقهى انترنت وساحة عامة ومواقف سيارات. وشاهد جلالته نموذجا لمسكن ريادي اعتمد نظام البناء الجاهز، ويجري دراسة إمكانية تعميم هذا النموذج على باقي مناطق ومحافظات المملكه.

وفي سياق حرص جلالة الملك على توفير سبل العيش الكريم لأبناء وبنات الوطن افتتح جلالته مصنع الألبسة الجاهزة والذي نفذ بمبادرة من جلالته لتوفير فرص عمل لفتيات الشوبك التي وصلت نسبة البطالة بينهن إلى حوالي 82 بالمائة .  ومع أن المشروع وفر فرص عمل لنحو 80 فتاة في مرحلته الأولى..إلا أن جلالة الملك أمر بتوسعة المصنع لمضاعفة عدد العاملات فيه.

وتخضع فتيات الشوبك اللاتي يعملن في المصنع إلى مرحلة تدريبية على مهنة الخياطة ويحصلن على راتب شهري مقداره 110 دنانير تدفعه وزارة العمل مناصفة مع المستثمر لمدة 18 شهرا لحين اتمام مرحلة التدريب..وتم إشراك الفتيات بالتأمين الصحي والضمان الاجتماعي .

وقال المدير التنفيذي لشركة الجمل ـ مالكة المصنع ـ بسام محادين..أن المصنع "هو أول مشروع استثماري واقتصادي في الشوبك يعكس التزام الشركة بمسؤوليتها الاجتماعية وتحملها جزءا من العملية التنموية في الوطن". وجاءت فكرة المشروع لتشجيع القطاع الخاص على العمل في المناطق النائية بهدف خلق نشاط اقتصادي يساهم في تحسين مستوى معيشة المواطنين من خلال خلق فرص عمل وأنشطة تجارية مرافقه.

وكان فريق من الديوان الملكي الهاشمي تولى مهمة التنسيق مع الجهات المعنية (وزارة العمل، المستثمر) لإنشاء مصنع للألبسة الجاهزة..بالإضافة إلى توفير قطعة الأرض وتسجيلها باسم صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية،وتحمل الديوان الملكي الهاشمي تكلفة بناء هنجر بمساحة 500 متر الذي يعتبر مشروعا رياديا سيتم تعميم فكرته على باقي مناطق المملكه.

وافتتح جلالة الملك مركز طبي الشوبك الذي أنشأته الخدمات الطبية الملكية بأمر من جلالته على قطعة أرض بمساحة (50) دونما ليضم قسما للإسعاف والطوارئ بسعة (6) أسرة وغرفة عمليات صغرى و 10 عيادات اختصاص من طب عام و جراحة وباطنية ونسائية وأطفال وعيادات أسنان ومختبرات وغرفة أشعة وصيدلية وقاعات انتظار.

وفي ضوء حاجة المواطنين لقسم ولادة متطور أمر جلالة الملك باستحداث قسم للولادة ضمن المركز الصحي ليقدم أفضل الخدمات لأبناء المنطقه.

وبأمر من جلالة الملك تم تأثيث المركز وتزويده بالأجهزة والمعدات الطبية اللازمة وزود بسيارة إسعاف حديثة ويتولى المركز تقديم خدماته للعسكريين والمدنيين على حد سواء. كما افتتح جلالته مدرسة سميح دروزه الأساسية والتي تم بناؤها بتبرع من السيد سميح دروزه في إطار المسؤولية الاجتماعية والمساهمة في عملية تطوير العملية التربوية وتحسين البيئة التعليميه.

ويعكس التبرع الذي قدمه دروزه الشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص وادراك مؤسسات القطاع الخاص لمسؤولياتها الاجتماعية تجاه المجتمع المحلي .

وكان جلالة الملك استبق زيارته إلى الشوبك بلقاء عدد من شباب اللواء في الديوان الملكي الهاشمي قبل شهر تقريبا والذين تحدثوا لجلالة الملك عن واقع الخدمات والمشاكل التي تواجه مسيرة لواء الشوبك التنمويه.  وتحدث أبناء اللواء خلال حوارهم مع جلالة الملك عن ابرز المشاكل والمعوقات التي تواجههم والتي تعيق تحسين واقعهم المعيشي.

ورغم أن اللواء يتمتع بتوفر عناصر جذب بيئية ومناخية وسياحية كثيرة إلا أن ذلك لم ينعكس مباشرة على المواطنين حسبما أكدوا لجلالة الملك . وأكدوا ضرورة أن يستفيد أبناء اللواء من وقوع منطقتهم بين مدينة البتراء الأثرية ومنطقة معان التنموية وقربها من مدينة العقبه.

وعبروا عن تقديرهم لجلالة الملك الذي أطلق مبادرات للحد من مشاكل الفقر والبطاله. وقال النائب وصفي الرواشده..أن أبناء الشوبك يتطلعون إلى مرحلة يتحولون فيها من متلقين للمساعدات إلى منتجين ومساهمين فاعلين في العمل التنموي .

وتحدث الرواشده عن الواقع الزراعي في اللواء ومشكلة استنزاف مياه حوض الجفر المائي بسبب الضخ الجائر.  وتقدر مساحة الأراضي المخصصة للسكن بحوالي 103 ألاف دونم تشكل 30% من المساحة الكلية للواء الذي يشتهر بزراعة التفاح والزراعة وهي النشاط الأكثر أهمية فيما يتعلق باقتصاديات اللواء.

أما رئيس بلدية الشوبك عبدالرحمن الطوره فأكد..أن اللواء بحاجة إلى تحسين نوعية الخدمات البلدية فيه وأن أبناءه يتطلعون إلى أن يصبح منطقة جاذبة بدلا من طاردة للسكان عبر الاستفادة من التنوع البيئي والسياحي.

وأشار طلال البدور إلى المشاكل الصحية القائمة في اللواء وحاجته إلى تحسين نوعية الخدمات الصحية فيها وإعادة تأهيل الطرق التي تربط اللواء بالمناطق المجاوره.  بدورها أبرزت بسمه الهباهبه حاجة المنطقة إلى توفير فرص عمل للنساء والتي وصلت نسبة البطالة بينهن إلى أكثر من 80 بالمائة وكذلك إنشاء ناد للأطفال ينمي مواهبهم ويطور من طريقة تفكيرهم .  وتطرق محمد العصيفات إلى مشاكل مربي المواشي..مؤكدا ضرورة توفير مصادر شرب لمربي المواشي والتوسع في منح الجامعات لأبناء الشوبك وإنشاء مدرسة عسكريه.  وبالرغم من توفر بيت للشباب تابع للمجلس الأعلى للشباب إلا إن اللواء يعاني غياب الأنشطة الشبابيه.

ووصف الدكتور عيد الدحيات الحوار الذي دار بين جلالة الملك وأبناء الشوبك بأنه مرحلة متقدمة في المشاركة الحقيقية في صنع القرار..مؤكدا أن حالة التلاحم بين جلالة الملك وشعبه الوفي هو سر امن واستقرار الأردن . وناقش الاجتماع سبل الاستفادة من المواقع الأثرية والسياحية في اللواء والتي يبلغ عددها حوالي (26) موقعا أثريا من أهمها قلعة الشوبك، والبرك الرومانية ومقام النبي يوشع، بالإضافة إلى وجود مياه معدنية/ مياه الدثنة ناهيك عن المرتفعات الجبلية التي يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 1500 متر.

يشار إلى أن 22 ألف سائح زاروا الشوبك لكن لم يستفد احد من وجودهم..وفقا لأهالي اللواء والذين أشاروا إلى ضعف البنية التحتية للمرافق السياحية وضعف الاهتمام أيضا بالمواقع السياحيه.  وكان محافظ معان محمد الرواشده أكد في كلمة ألقاها أمام جلالة الملك أهمية المبادرات الملكية والتي انتقلت من مرحلة التخطيط الى مرحلة التنفيذ وهو أمر لمسه المواطنون في مختلف مناطق المملكه.

وأكد..أن أبناء الشوبك ينظرون إلى زيارة جلالة الملك على اعتبارها محطة هامة في مسار التنمية والتحديث والتطوير في لوائهم .  وقال..ان ابناء الشوبك يثمنون ويقدرون عاليا جهود جلالة الملك في تنمية الاردن وتطويره

..مؤكدا انهم كما كل الاردنيين يتميزون بعلو الهمة ومضاء العزيمة وحب العمل والتي هي معالم الشخصية الاردنيه.  ورافق جلالة الملك في الزيارة رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور باسم عوض الله ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر سيادة الشريف فواز زبن عبدالله وسيادة الشريفة زين بنت ناصر مستشار وعضو مجلس الصندوق الهاشمي لتنمية البادية ووزراء العمل والتربية والتعليم والصحة والاشغال العامة والاسكان ورئيس لجنة متابعة المبادرات الملكية المستشار في الديوان الملكي الهاشمي يوسف العيسوي .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد