نعلم قصة النمرود (فرعون عصره) مع سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (البقرة: 258)) ونعلم أنه أراد أن يحرق سيدنا إبراهم ولكن الله أنجاه (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ (الأنبياء: 69))، وقد كانت نهاية هذا الظالم والكافر أن دخلت بعوضة من أنفه إلى دماغه بأمر الله وكان يُضْرَبُ في النعال على رأسه من قبل قومه حتى مات موته مهينة. كما ونعلم قصة فرعون مصر وقد إستعبد قومه وكان يقول لقومه أنا ربكم الأعلى وقد كان فاجراً طاغياً بما عنده من ملك وقوة ( قَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (يونس: 88))، (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ (النازعات: 24))، (وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (الزخرف: 51)). ونعلم كيف كانت نهاية فرعون وجنوده إذ أغرقوا جميعاً في البحر وأنجاه الله ببدنه ليكون عبره لمن خلفه من الطغاة (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِين، آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ، فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ(يونس: 90-92)).
وقد مر علينا فراعنة العصر الحديث ومنهم كان زعيمي من أكبر دول العالم الأب والإبن وقد ظلموا دول الشرق الأوسط وتسببوا في حرب الخليج الأولى والثانية ويا سبحان الله ويعيد التاريخ نفسه كيف تم إهانة النمرود بأمر الله من قبل قومه بأن ضربوه بالنعال على رأسه حتى مات. وأعاد التاريخ نفسه بأن أهين زعيم أكبر دولة من دول العالم من قبل أحد أفراد شعب الدولة التي ظلمت ودمرت وشرد شعبها حين ضربه أمام العالم أجمع بحذائه الفردتين على وجهه وهذا تصديق لقول الله تعالى (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (آل عمران: 178)) وقد أطال الله الحبل للظالمين كثيراً حتى يعذبهم عذاباً مهيناً وأي إهانة أكبر من أن يضرب الإنسان بالنعال وأي إنسان زعيم أكبر دول العالم من قبل مواطن عادي من شعب الدولة التي ظلمت ودمَّرت وأمام العالم بأسره على الفضائيات جميعاً. وكأن الفراعنة لا ينتهوا وتعاني منها الشعوب في كل الفترات وها نحن هذه الأيام نقابل فراعنة على مستوى بعض الدول العربية وتهان من قبل شعوبها في كل حين ولا ندري كيف ومتى ستكون نهايتهم.
ونواجه فراعنة على مستوى العالم ومنهم من يقول بما معناه: أنا رب العالم بأسره وقد أخذته العزة بالإثم بما عنده من قوة ومال ودعم من بعض الدول العظمى الأخرى ومن بعض من يملكون مثلث الرعب في العالم والذي تحدثنا عنه كثيراً وعناصره المال والعقول والقوة. وقد تناسى هذا الفرعون قوة الله العظمى وأنه لا رب في هذا الكون الإ الله ولا عظيم إلا الله ولا أحد يستطيع أن يقول لأي شيء كن فيكون إلا الله رب العالمين. فقد قال: أن علينا أن ندمر العالم الإسلامي ونقتل من المسلمين الملايين لأنهم لا يستحقون العيش في هذا العالم ... إلخ وذكر من المبررات التي لا يقبلها عقل ولا منطق. نريد أن نذكر هذا الفرعون الكبير الذي يرتعد من قول الله أكبر والذي تجاوز في كلامه ما قاله النمرود وفرعون مصر وغيرهم. فنقول له تذكر كيف مات النمرود وكيف مات فرعون مصر وكيف أهين زعيم أكبر دول العالم بالضرب بالنعال وكيف زالت من قبلك أمم أشد منكم قوة (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (الروم: 9))، (وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ، وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ(إبراهيم: 45 و 46))، (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُون، أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ، أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ(الأعراف: 97-99)). فنحن كمسلمين ومسالمين نتوكل على الله ونفوض أمورنا جميعا إلى الله ومن يكن الله حسبه فهو حسبه ونرضى بقضاء الله ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (الطلاق: 3)). ونختتم مقالتنا هذه بقول الله تعالى (وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَىٰ(طه: 79)).