"أحداث ملعب القويسمة": أدعياء الرمزية يركبون الموجة والمصاب في الوجدان الوطني اكبر

mainThumb

11-12-2010 07:21 PM

نتنطع دائما بمفردات تماسك الجبهة الداخلية لكننا لا نملك الأدوات لتحقيق ذلك في دلالة على هشاشة وركاكة الجملة السياسية محليا.

 

ما حصل من أحداث مؤسفة في ملعب القويسمة الجمعة الماضية عقب مباراة" قطبي الكرة الأردنية" يكشف مدى ضعفنا في التعاطي سابقا مع ملف أحداث العنف الذي ليس كرويا طبعا وليس مؤدلجا أيضا  بل هو احتقان ولده ما ترسب في عقول  الكثيرين منا أن التمثيل السياسي  اختزل في ناد كروي سيكون فاتحة الانتصارات لأشياء ستأتي فيما بعد.. أن هو فاز في المباراة.

 

لماذا هذه الهرطقة ولماذا هذا الإسفاف ؟.

 

بتنا اليوم كأردنيين فاقدي الثقة في كل ما كنا نعتقد انه ثابت من ثوابتنا لأننا صرنا نشعر أن العامل القيمي يسقط أمام حقيقة النفوذ والمال و العلاقات ومن يملك هذه الأشياء يملك الدنيا بما فيها وعامل الأخلاق يأتي لاحقا  أو لا يأتي في المرتبة العاشرة في قائمة الاولويات.

 

تجسد هذا مع مرور الوقت من أحداث شهدتها الساحة المحلية من صراعات بين قوى النفوذ خاضت في المسكوت عنه و كادت  نيرانها أن تأكل الاخضر واليابس ، وصولا إلى  ما خلفته انتخابات المجلس النيابي السادس عشر التي ضربت عامل الشفافية والنزاهة في الصميم  – على الأقل   في عقول كثير من الأردنيين – بعد تلمس سيطرة المال السياسي في العملية الانتخابية .

 

صار الشعور عند الكثيرين أن الضرورة تقتضي منك أن تكون صاحب مال مدعوم بتحالف سياسي حتى تكون ذو نفوذ يجعل منك خيارا مرحليا ولو كنت لا تمثل إرادة شعبية حقيقية. ولو حاولت أن تركب على أزمات لخلق حالة شعبية موهومة بقدرتها على التأثير.

 

أمام هذا الوضع ،وعودة على أحداث "ملعب القويسمة" سمع دوي أصوات حاولت الركوب على موجة الأزمة التي خلفت نحو 150 مصابا لكن المصاب في الوجدان الوطني كان اكبر. في مسعى لملء فراغ غياب الرمز الوطني المؤثر في كلا الطرفين ولو قاد هذا من قبل "أدعياء الرمزية" إلى الخروج بتصريحات نارية تخدش الحياء الوطني وتضرب الجبهة الداخلية بزلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر.

 

ما سهل على هذه الفئة - "أدعياء الرمزية" - من الحضور في الساحة المحلية عاملان مهمان : الأول تمثل في تغييب  الرمز الوطني الحقيقي  المؤثر في الشارع والقادر على ضبط إيقاعه عند الحاجة استنادا إلى ارث إنساني واجتماعي ملتزم بضوابط العمل السياسي المؤمن بالثوابت.

 

 

 والثاني غياب الرؤية لدى مراكز صنع القرار في كيفية التعاطي مع هكذا ملفات تدلل عليه غياب البحث في الأسباب الحقيقية للازمة واللجوء إلى  تشكيل لجان تحقيق يفترض أنها تأتي في نهاية حل أي أزمة لمحاسبة المتسببين، كأننا أمام حالة تسكين موضعي للألم دون اجتراح حل له.  

 

إذن غابت الفكرة وأيضا غابت الأدوات لتنفيذ الفكرة فصرنا عاجزين عن التعاطي مع ملف العنف ايا كان شكله.. وسنظل في حالة ضياع والأنواء من حولنا طالما أن أهدافنا في اتخاذ القرار ليست وطنية خالصة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد