التفاؤل بانتعاش الاقتصاد العالمي يرفع أسعار النفط فوق 90 دولاراً

mainThumb

04-12-2010 08:14 PM

تجاوبت أسعار النفط في الأسواق العالمية ليوم الجمعة مع المؤشرات الإيجابية بشأن التفاؤل الكبير بعودة الانتعاش إلى الاقتصاد العالمي وتخطي معضلة تبعات الأزمة المالية والمضي قدما في تحقيق التنمية، حيث صعدت أسعار خام برنت القياسي إلى ما فوق 90 دولارا للبرميل في الأسواق الأوروبية، وقد أدت هذه المؤشرات المشجعة إلى تحسن الطلب على النفط في معظم الدول الصناعية الكبرى وهو ما عزز من إقبال المستثمرين على المضاربة في عقود النفط الخام.


واندفعت صناديق آسيوية للتحوط إلى المتاجرة بعقود المواد البترولية المكررة وسط تفاؤل في عودة تنامي الطلب على هذا النوع من الوقود في ظل التحسن الملحوظ على أداء القطاعات الصناعية في الدول الآسيوية التي تعتبر الأقل تضرر من الأزمة المالية، رغم أنها تشهد تأرجحا حادا في مستويات أداء الناتج المحلي بسبب الخلل في التبادل التجارية مع بعض الدول الصناعية التي تلقت ضربات موجعة في اقتصادها منذ عام 2008م.


النفط الذي يعتبر أهم سلعة عالمية لكونه يقيس مستوى التحسن الذي يطرأ على التنمية شهد إقبالا من المستثمرين خلال اليومين الماضيين وبلغ أعلى مستوياته منذ 25 شهرا بعد حزمة من البيانات الاقتصادية المتفائلة ومنها تحسن معدلات التوظيف في الولايات المتحدة الأمريكية التي تشكل ثقلا اقتصاديا وصناعيا قويا لكونها أكبر مستهلك للطاقة بالعالم، وكذلك انحسار المخاوف بشان أزمة الديون السيادية في أوروبا والذي ساهم في تشجيع المستثمرين على الإقبال على الشراء، وهو تفاؤل صعد بمعظم الأسهم العالمية خلال تداولات الأمس وحقق مكاسب للمستثمرين.


وتأثرت أسعار النفط عند بداية التداولات الالكترونية الصباحية ليوم أمس الجمعة في انخفاض سعر الدولار أمام العملات الأجنبية وهو ما يقلق المنتجين للنفط إذ أن ذلك يتسبب في تآكل الأرباح ويقلل من الهوامش الربحية في الوقت التي ترى الدول المستهلكة أن وصول النفط إلى 90 دولارا للبرميل مرتفعا ولا يحقق دعم الانتعاش الاقتصاد الذي تحاول تعزيزه في مختلف القطاعات التنموية سعيا إلى تخطي تبعات الأزمة المالية المؤثرة.


وقفز سعر عقود خام ناميكس القياسي لشهر يناير بالسوق الأمريكية في التعاملات الالكترونية الصباحية ليتجاوز 88 دولارا للبرميل قبل أن يرتد إلى 87.53 دولارا للبرميل في ظل موجة من البيع الموقت بهدف جني الأرباح من قبل المستثمرين الذين يرغبون في استغلال الفرصة قبل صدور بيانات معدلات البطالة بالولايات المتحدة الأمريكية ومحاولة المضاربة على موجات التفاؤل بشأن تراجع نسبة البطالة كمؤشر على تحسن الأداء الاقتصادي.


ويعتقد جل المحللين الماليين بأن دخول فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية و انخفاض معدلات البرودة وتساقط الثلوج على معظم القارة الأوروبية خلال الأيام القليلة الماضية ساهم في ارتفاع معدلات الاستهلاك وخاصة من المواد البترولية المكررة ما دفع المنتجين إلى رفع الطاقة الإنتاجية للمصافي النفطية لمواجهة هذا النمو في الطلب وأدى ذلك إلى زيادة السحب من مخزونات النفط الخام لا سيما في الاحتياطيات العائمة والتي تراجعت بنسبة 1% خلال الشهرين الماضيين بحسب تقارير غير رسمية.


ومن جهة ثانية حامت أسعار الذهب أمس عند 1391.36 دولارا للأوقية فيما توقع مستثمرون في المعادن النفيسة أن تصعد أسعار الذهب إلى 1600 دولار للأوقية خلال العام القادم 2011م بدافع تراجع سعر صرف الدولار وكذلك ارتفاع الواردات الصينية من المعدن الأصفر والتي زادت بأكثر من خمسة أضعاف خلال العشرة أشهر الماضية. فيما يذهب محللون إلى أن الذهب سوف يعانق سعر 1400 دولار للأوقية في غضون الأسابيع القليلة القادمة.مباشر.نت



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد