صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - على مدار السنوات القليلة الماضية، كان التطور في تقنيات زراعة الشعر بتقنية الاقتطاف fue بطيء بعض الشيء. يرجع هذا التراجع لقلة الأبحاث العلمية المتخصصة في هذا المجال واتجاه العلماء لتحسين الأدوات المستخدمة في عملية زراعة الشعر. إلا أن الدكتور يتكين باير لم يتوقف عن بحثه في إطار تطوير التقنيات الخاصة بالعملية نفسها وكيفية الوصول إلى الاستغلال الأمثل للشعر المتوفر في المنطقة المانحة لرأس المريض. 

 

أيضا استمر الطبيب في استعراض الأدوات الطبية الحديثة التي تساعد في تنفيذ العملية بما في ذلك أقلام الزراعة المباشرة أو أقلام تشوي، والأدوات الأخرى التي توفر الجهد وتساعد في تحقيق نتائج أكثر وضوحا. ربما يكون استخدام أقلام تشوي من الإجراءات التي تزيد من دقة تنفيذ غرس البصيلات في أماكنها الجديدة والحصول على زاوية توجيه مناسبة لنمو أسرع وأكثر طبيعية. لكن الأقلام وحدها لن تكون كافية لتنفيذ عملية زراعة شعر مثالية، فهي وسيلة مساعدة للجراح من أجل تنفيذ تقنيته الخاصة بصورة أفضل. 

 

استطاع دكتور يتكين باير تطبيق تقنيته الحديثة الخاصة بوحدات الاقتطاف الفائقة (SUG) وتنفيذها بدقة عالية باستخدام أقلام تشوي المساعدة في تحقيق غرس دقيق للبصيلات الجديدة في الأماكن التي تعاني من الشعر الخفيف أو المناطق الصلعاء. أيضا استطاع الطبيب دمج طريقة غرس البصيلات في القنوات المائلة الشبه منحرفة (OSL) بداخل التقنية الجديدة بواسطة أقلام تشوي للزراعة المباشرة. 

 

تستند التقنية الجديدة على إجراء عملية زراعة شعر متكاملة دون تعريض المنطقة المانحة للتجريف أو الخلل المستقبلي الناتج عن اقتطاف مجموعات من البصيلات وزرعها في المناطق التي تفتقر للشعر. في الطرق التقليدية يتم استخراج البصيلات من المنطقة المانحة بواسطة أداة معدنية دائرية الرأس، بحيث تلف حول البصيلة المستهدفة وتستخرجها من مكانها ثم يقوم الطبيب بفتح قنوات كي تستقر فيها البصيلات. 

 

أما في تقنية وحدات الاقتطاف الفائقة (SUG) باستخدام أقلام تشوي للزراعة المباشرة والقنوات المائلة، يقوم دكتور يتكين باير بعدة عمليات معقدة متتالية ويتم دمج العديد من الوسائل والتقنيات خلال جلسة علاجية واحدة. سوف نقوم بشرح هذه المراحل تفصيليا حتى تكون على دراية كاملة بكل صغيرة وكبيرة في نطاق العملية. ولكن أولا يجب أن نتعرف على طريقة عمل زراعة الشعر بتقنية وحدات الاقتطاف الفائقة (SUG) ولماذا تتميز عن باقي الطرق التقليدية. 

 

ما هي تقنية وحدات الاقتطاف الفائقة (SUG) لزراعة الشعر؟

 

في بداية الأمر، يجب أن نتعرف على جوانب عملية زراعة الشعر العادية وكيفية إجراءها بالطرق البسيطة قبل التطرق لتلك التقنية المميزة بالغة التعقيد، حتى نستطيع فهم خطوات العملية ومدى اختلاف هذه التقنية عن بقية التقنيات الكلاسيكية. أولا، يقوم الطبيب باختيار البصيلات التي سيقوم باستخراجها من المنطقة المانحة على أساس كثافة الشعر في هذه المناطق. ثم يبدأ في استخدام الأداة المعدنية لاستخراج هذه البصيلات. بعد استخراج البصيلات، يتم حفظها لحين الغرس. 

 

أثناء عملية غرس البصيلات، يستخدم الطبيب مشرط جراحي دقيق للغاية لفتح قنوات الشعر الجديد، ثم يقوم بغرس البصيلات فيه يدويا. وتسمى هذه التقنية زراعة الشعر بالاقتطاف، وهي الطريقة الكلاسيكية دون أي تدخل احترافي حديث عليها.

 

أما تقنية وحدات الاقتطاف الفائقة، فتعتبر أكثر الطرق المستحدثة على تقنية الاقتطاف القديمة. عادة يكون توزيع بصيلات الشعر في المنطقة المانحة والتي توجد غالبا في مؤخرة وجوانب فروة الرأس، توزيعا غير منتظم. أي تحت التكبير المجهري نجد مجموعات متنوعة من وحدات الشعر، على سبيل المثال: 

 

- وحدات فردية: وهي الوحدات التي يوجد بها شعر واحدة

 

- وحدات ثنائية: وهي التي تحتوي على عدد 2 شعرة فقط

 

- وحدات متعددة: الوحدات التي تحتوي على 3-5 شعرات

 

- وحدات فائقة: وهي وحدات متعددة متجاورة لا تفصلها مسافات ملحوظة.

 

تستهدف تقنيتنا الوحدات الفائقة في المنطقة المانحة للشعر، بحيث يحدد الطبيب جميع المناطق الكثيفة بالوحدات متعددة نمو الشعر المتجاورة على مسافات بينية بسيطة.  لا يكون هذا الاستهداف عشوائي، بل يستند على أسس علمية بالغة الدقة حتى يستطيع الطبيب تحديد الوحدات المناسبة. تتراوح المسافة البينية بين كل وحدة اقتطاف داخل الوحدة الفائقة الكبيرة بما يزيد عن 0.6 مم حتى تكون عملية استخراج الوحدات غير مؤثرة على الشكل النهائي للمنطقة المانحة. 

 

يقوم الطبيب بتحديد هذه الوحدات تحت قدرة تكبير مجهرية تبلغ 10x وذلك لتفادي حدوث القطوع العرضية التي تحدث في غالبية عمليات الاقتطاف العادية مما يؤثر على كفاءة نمو البصيلات مستقبلا. يستهدف الطبيب الوحدات ذات نمو من 2-3 شعرات داخل الوحدات الفائقة، وبذلك تكون عملية استخراج البصيلات كأنها لم تكن. 

بعد إتمام الحصول على عدد وحدات الاقتطاف المطلوبة لتغطية المناطق التي تعاني من الشعر الخفيف أو المناطق الصلعاء، تكون المناطق التي تم استخراج البصيلات منها غير ملحوظة بالمرة. هذه الخاصية هي من أهم ما يميز تقنية وحدات الاقتطاف الفائقة (SUG) حيث ترتكز على مهارة طبية عالية وقدرة على إخفاء البصيلات المستخرجة وعدم ملاحظتها بعد العملية. 

 

استخراج وحدات الاقتطاف الفائقة بأقلام تشوي

 

يبذل الطبيب جهدا مضنيا من أجل تحديد وحدات الاقتطاف الفائقة بتقنية (SUG)  حتى يأتي دور عملية الاستخراج من فروة الرأس. في غالبية الأحيان يستخدم الأطباء الأدوات المعدنية للحصول على البصيلات من المنطقة المانحة. ولكن في تقنية الوحدات الفائقة، يعتمد دكتور يتكين باير على أفضل وأدق الأدوات المساعدة لتحقيق الاستخراج الأمثل للبصيلات من المنطقة المانحة، والتي تم تحديدها مسبقا.  

 

لا يمكن مواصلة هذا العمل الجاد والتطور المستمر في مركزنا دون الاعتماد على وسائل مساعدة حديثة تكمل المنظومة المتطورة التي نعتمدها في تقنياتنا الفريدة. ربما نستطيع القول أن أقلام الزراعة من أهم هذه الوسائل وأحدثها على الإطلاق، ولعل أقلام تشوي تحديدا هي أفضل وأدق هذه الأقلام التي تستخرج الوحدات الفائقة في نطاق دقيق جدا يقدر بأجزاء من الملليمترات. 

فكرة عمل أقلام تشوي بسيطة، ولكنها تعمل بدقة متناهية خاصة عندما تكون التقنية المستخدمة فريدة من نوعها. تساعد أقلام تشوي على دمج عمليتين أساسيتين في المرحلة الأولى من زراعة الشعر والتي تختص باستخراج البصيلات من المنطقة المانحة. تقوم الأقلام بدمج عملية شق القنوات التي تخرج منها البصيلات، بالإضافة إلى استخراج البصيلة من مكانها. 

ربما يحتاج الطبيب إلى أداة دقيقة جدا نظرا لفصل وحدات الاقتطاف المتعددة المتجاورة في وحدات فائقة. تعتمد أقلام تشوي على رأس حاد دائري ودقيق، وتجويف طولي أسفل هذا الرأس لسحب البصيلات المستهدفة. يغرس الطبيب إبرة القلم بزاوية محددة حتى يحدث الشق المطلوب والمناسب، ثم يضغط على المقبس لأسفل لاستخراج البصيلة المستهدفة. 

 

عادة يستخدم الطبيب من 2-3 أقلام في العملية الواحدة بناء على عدد البصيلات التي يحتاجها المريض من أجل الحصول على الكثافة المطلوبة. هذه الأقلام يمكنها حصد وحدات الاقتطاف بمختلف أعدادها من وحدات فردية، ثنائية، أو متعددة. 

 

لماذا نستخدم أقلام تشوي في تقنية الوحدات الفائقة؟

 

لا يمكن أن نقدم لمرضانا تقنية هي الأحدث على مستوى العالم من حيث تطور الاقتطاف، ولا نحقق هذا السبق بواسطة أفضل الأدوات المساعدة. أقلام تشوي لا تعتبر فقط أداة في يد الجراح، بل هي وسيلة متقدمة تحتاج لمهارة عالية من أجل تحقيق الأهداف المخطط لها مسبقا. تقنيتنا الفريدة الخاصة باقتطاف وحدات فائقة من بين الوحدات المختلفة التي تنمو في المنطقة المانحة لفروة رأس. 

تساعدنا أقلام تشوي في الحصول على معدلات بقاء وحياة للبصيلات المحصودة أعلى من التي نحصل عليها في حالة استخدام الأدوات المعدنية الأخرى. ترجع هذه الزيادة في معدلات النمو إلى قدرة الأداة على استخراج البصيلات بشكل سليم دون تعريضها إلى القطع العرضي أو المساس بالأجزاء الحيوية الداخلية الكامنة أسفل طبقات الجلد العلوية. 

 

أقلام تشوي تساعد الجراح في استخلاص البصيلات المستهدفة من المنطقة المانحة دون الإضرار ببشرة الجلد العليا أو إحداث نزيف غزير. ترجع هذه الخاصية إلى قدرة القلم على فتح قناة صغيرة الحجم وتكون كافية فقط لاستخراج البصيلة من جذور الجلد. لا نستطيع أن ننكر دور ومهارة الجراح في استخدام القلم، لأن أي تردد أو خلل بسيط في يد الجراح سيكون له عواقب غير جيدة. لذلك تعتبر مهارة الجراح العامل الأساسي في نجاح استخدام القلم في العملية.

 

من أهم مميزات أقلام تشوي ف عملية زراعة الشعر بتقنية وحدات الاقتطاف الفائقة أنها تقلل من فرص حدوث الصدمات في منطقة فروة الرأس. بمعنى أخر، عند استخراج البصيلات من المنطقة المانحة، ربما يحدث التورم والالتهاب في المناطق التي تعرضت للتجريف، ولكن أقلام تشوي تقلل هذه الصدمات بسبب صغر السن المعدني الذي يتعامل مع سطح الجلد. هذا السن يسبب شقا متناهي في الصغر مما يجعل فرص حدوث المضاعفات والصدمات أقل بكثير مما تسببه الأدوات التقليدية.

 

عند استخدام أقلام تشوي بالشكل المطلوب من قبل جراح ماهر ومحترف، يساعد هذا الأمر في تقليل الوقت الافتراض للعملية. ترجع هذه الميزة إلى قدرة أقلام تشوي على دمج خطوتين أساسيتين من العملية في خطوة واحدة. أي أنها تدمج عملية شق الجلد لاستخراج البصيلات مع جمع البصيلات في خطوة واحدة سريعة.