لائحة دعوى الاتجار بالبشر: وسطاء يعملون كفريق واحد لتضليل الفقراء

mainThumb

10-09-2008 12:00 AM

كتب - حسن الشوبكي - إعلانات في الصحف النيبالية قدمتها شركة moon light" " وعرضت من خلالها فرص عمل في عمان وتحديدا في فنادق الخمس نجوم ومنها فندق الرويال، وقدرت قيمة الرواتب لمن سيعمل في هذه الفنادق من النيباليين بما يتراوح بين ( 220 – 500 ) دولار، وهو ما يشكل اغراء لثلث الشعب النيبالي الذي يرزح تحت خط الفقر المدقع ولا يتجاوز نصيب الفرد من الناتج المحلي في بلاده أكثر من 1500 دولار سنويا.
هذا اول الخيط كما تشير لائحة الدعوى التي رفعت في محكمة اميركية على ايدي مجموعة من المحامين اليهود ضمن مكتب " كوهين ، ميلشتاين، وهاوزفيلد " ، علما ان هذا المكتب يتخصص في القضايا ذات الأطراف الجماعية والتي تضم مجموعات واسعة من ذوي الحقوق المدنية .
قصة الاتجار بالبشر على نحو درامي وخداعي محبوك بين اكثر من جهة ، فتلك شركة moon light تنفذ الامر وتقوم باغراء النيباليين في تلك الدولة الاسيوية ويدفع بعض العمال مبلغا يتراوح بين ( 1000 – 3500 ) دولار ثمنا للعمولات والرشاوي بغية الوصول الى الاردن للعمل في فنادقها ومساعدة الاهالي الذين يئنون تحت الفاقة والفقر والعوز، وتشير لائحة الدعوى التي جاءت في خمسين صفحة وحصلت " الغد " على نسخة منها ان مبلغ العمولات هذا يشكل راتب العامل النيبالي في بلاده لمدة لا تقل عن عشر سنوات .
وبعد ذلك ينتهي دور moon light ليبدأ دور شركة morning star التي تسلم هذه العمالة الى شركة " داوود وشركاه " الاردنية لتبدأ بعد ذلك فجيعة هؤلاء العمال من خلال مفاجأتهم بأن لا عمل لهم في الاردن وان طريق الموت مفتوحة امامهم من عمان الى بغداد للعمل في قاعدة الاسد التابعة لقوات الاحتلال الاميركي شمال محافظة الرمادي في العراق ، وبعد محاولات عدة للرجوع الى نيبال ، الا ان واقع الحال الصعب حتم عليهم المضي باجبار وإكراه من شركة داوود وشركاه في رحلة الموت كما جاء في لائحة الدعوى من خلال مقطورة "كرفان" في التاسع عشر من شهر اب لعام 2004 بعيدا عن أي مرافقة امنية ليبدأ عملهم في قاعدة الاسد العسكرية ، وجاء التنسيق مباشرا لنقل هؤلاء وتسليم جوازاتهم بين الشركة الاردنية " داوود وشركاه " وشركة KBR الاميركية ، وشركة KBR services التابعة للشركة الاميركية الاولى .
وتفيد لائحة الدعوى التي لم تترك تفصيلا الا وأوردته ان عمالا نيباليين وبنغاليين وفليبينيين كانوا يعملون في قاعدة الاسد العسكرية ويقومون باعمال شاقة باثمان قليلة ورخيصة جدا، وان معدل عملهم اليومي كان 12 ساعة وان لا عطلة لهم سوى في يوم واحد من الشهر ، وكانوا خلال هذا اليوم يذهبون للتسول بقصد تأمين علاج يقيهم الامراض التي المت بهم جراء الخدمة القاسية في معسكرات جيش الاحتلال الاميركي.
وتكشف التقارير المرافقة للائحة الدعوى المقدمة في كاليفورنيا ان الاردن يعد " طريق ترانزيت لتهريب العمالة من مناطق مختلفة الى العراق " واشارت اللائحة الى "ان العراق بلد يستقطب الايدي العاملة المهربة" وان معظم هذه العمالة تأتي من دول جنوب شرق اسيا الى الكويت والاردن ومن ثم يتم ارغام تلك العمالة على الذهاب الى العراق للعمل في معسكرات الاحتلال الاميركي بظروف غير انسانية ، اودت الى موتهم بشكل جماعي في نهاية الامر.
واكدت اللائحة ان الوسطاء بين المكاتب التي تقوم على تضليل هذه العمالة لاستحضار الالوف منها الى العراق " يعملون كفريق واحد لاستحضار الايدي العاملة ومن ثم اكراهها " وتقصد اللائحة بشكل واضح " مورننغ ستار وداوود وشركاه وكي بي ار وشركة البشارات وشركاه " وغيرها من الشركات التي تنشط في مجال الاتجار بالبشر ، وتشير اللائحة الى ان عدد الاتجار بالبشر قبل نحو سبع سنوات بلغ 800 الفا الا انه تضاعف في السنة الاخيرة .
وفي سياق المساءلة عما حدث ، يتساءل المتخصص القانوني المحامي غسان معمر عن حضور الحكومات الاردنية المتعاقبة من الناحية القانونية في فضيحة الاتجار بالبشر ، منتقدا ان تكون المملكة " محطة ترانزيت للفساد ونقل العمالة على نحو غير شرعي " فيما آليات متابعة وملاحقة الفساد تحتاج الى تأهيل اكبر وتكاد تغيب عن قصص الفساد الحقيقية التي تسيء الى سمعة البلاد .
واشار الى ان اكتشاف قضايا فساد من هذا الحجم تأتي بالعادة صدفة ، مجددا مطالبه بضرورة ايجاد نظم مؤسسية ضمن خطة الدولة لمحاربة الفساد وان لا تكتفي ببعض الاشكال والمؤسسات او التشريعات التي من المفترض ان تتابع موضوعات الفساد وقضاياه وتلاحقها اينما كانت .
الى ذلك، فإن ملف قضية العمال الاتجار بالبشر وما يمس سمعة المملكة في هذا المجال يجب ان لا يغلق وان يؤخذ – بحسب مراقبين – على محمل الجد وان يجري التحقيق بقوة وحزم في هذه القضية كائنا من كان وراء هذه القصة للوقوف على منتهكي القانون والسيادة الاردنية لمحاسبتهم وردع اشكال الفساد المشابهة لما ورد في لائحة الدعوى في الولايات المتحدة. نقلا عن الغد



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد