الفاتحة على روح النظام

mainThumb

21-10-2018 10:45 AM

ليست لدى الاوربيين ولا الروس والصين مايمكن أن يقدموه لإيران لكي تقف على قدميها لمواجهة العقوبات الامريكية ولاسيما الدفعة الثانية منها والتي سيتم تفعيلها في 4 نوفمبر/تشرين الثاني القادم، في وقت تزداد الاوضاع الداخلية في إيران سوءا وتتصاعد حدة النشاطات الاحتجاجية مع تراجع غير مسبوق في الاداء الحككومي وهو مايدل لحد الان وبكل وضوح إن الاوضاع ستزداد سوءا.
 
الاحتجاجات الداخلية المستمرة بصورة غير عادية بعد إنتفاضة 28 ديسمبر/كانون الاول 2017، تثير مخاوف الاوساط الحاكمة في طهران كثيرا بسبب إتخاذها مسارا سياسيا إذ باتت ترتفع مطالب تنادي بالتغيير، وقطعا ليس التغيير هنا يقصد به التعويل على جناح الرئيس روحاني، فقد سبق وإن هتف المنتفضون بالموت لخامنئي والموت لروحاني على حد سواء بمعنى إنهم رفضوا النظام بقضه وقضيضه، ومن هنا فإن التغيير المقصود هو تغيير جذري وإنهاء النظام ببعده الديني المسيس.
 
المطالبة بالتغيير في إيران لم تبدأ على وقع العقوبات الامريكية بل إنها سبقتها ولكن الشعب الايراني سيتمسك بها أكثر ويصر عليها في ظلال العقوبات الامريكية التي يبدو إن النظام يريد أن يجعل من الشعب قربانا وضحية لها وينأى بالنظام بعيدا عنها، بل وإن الشعب صار يعرف أصل وأساس اسلوب اللعب للنظام إذ وعندما يصبح اللعب جديا وساخنا ويتيقن من إن الامور ستفلت من بين يديه ومن أجل المحافظة على النظام وضمان بقائه وإستمراره، فإنه يلجأ للرضوخ والاستسلام للطرف الآخر، وكما هو واضح فإن تفعيل الحزمة الثانية من العقوبات في 15 نوفمبر/تشرين الثاني القادم، سوف يفتح أبواب التهديدات الجدية ضد النظام، لأنه سيسعى لسد كل المجالات أمامه لتصدير النفط والذي هو عماد الحياة بالنسبة لهذا النظام.
 
مع إقتراب موعد تنفيذ الدفعة الثانية للعقوبات الامريكية والتي يرى المحللون السياسيون من إنها ستلقي بظلالها بقوة غير مسبوقة على النظام ككل وسيضعه أمام موقف ووضع صعب وبالغ التعقيد حيث تقل فيه خياراته لمواجهة التأثيرات والتداعيات الى حد الندرة، ولاريب من إن المعارضة المتربصة به بقوة والتي صار لها دورا وتأثيرا إعترف به المرشد الاعلى للنظام نفسه على أثر الانتفاضة الاخيرة كما إن القادة والمسٶولون الايرانيون ووسائل الاعلام تحذر بصورة مستمرة من منظمة مجاهدي خلق وإمكانية أن تأخذ بزمام الامور وتقلب الامور رأسا على عقب، ولذلك فإن أكثر شئ سيخشاه النظام بعد تنفيذ الدفعة الثانية من العقوبات هو إحتمال إندلاع الانتفاضة بصورة أقوى وأن تسيطر عليها المنظمة وتدفع بها بإتجاه قراءة الفاتحة على روح النظام! 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد