بعد الفكرة الرائدة بإنشاء كلية الأراضي الجافة في الجامعة الهاشمية والتي تحمل اسم سمو الأمير الحسن .. (أمير الفكر العربي) والتي تعد من الكليات الهامة والمطلوبة للأردن .. حيث تزيد مساحة الأراضي الجافة عن ٨٢ بالمئة من مساحة المملكة على أقل تقدير .. الأمر الذي يتطلب وضع خطط ريادية منتجة وفعالة ضمن مفهوم التنمية الشاملة للأراضي الجافة.
وبعد هذه التجربة للكلية، تبرز الكلية اليوم وكأنها عبء على الجامعة بسبب قلة الطلبة في الكلية الذين لم يتجاوز عددهم بعد ٤ سنوات عشرات الطلاب والذي هو بحجم شعبة صفية واحدة .. ولعل من أسباب المشكلة هو أولا عدم التطبيق الفعلي لرسالة وخصوصية الكلية وعدم القدرة على إعطاء هوية وأركان للكلية الجديدة وبدت وكأنها فرع من تخصصات كلية الموارد الطبيعية والبيئة.
حيث ان الكلية بحاجة الى كادر تدريسي بتخصصات محددة وليس مكربنة ومكررة عن كادر كلية الموارد الطبيعية والبيئة.
وعلاوة على ذلك لا بد من وضع خطط دراسية مناسبة بدلا من الخطط التي طرحت خطة واحدة لا تناسب التخصص .. بل إنها خطة يدرس موادها لعدد محدد من أعضاء الهيئة التدريسية في كلية الموارد .. فكيف يمكن ان يكون محتوى الخطة مواد غريبة الاسم والمحتوى ومكررة .. الخ، بالرغم من أن هناك أهداف محددة لكليات الأراضي الجافة.
توصف الأراضي الجافة بندرة المياه فيها مما يؤثر في النظم البيئية الطبيعية وتلك الخاضعة للإدارة على حدّ سواء، والذي سبب عائقا لإنتاج الحيوانات فضلاً عن المحاصيل والأخشاب والأعلاف ونباتات أخرى، ناهيك عن تأثير ندرة المياه في توفير الخدمات البيئية. ولعل الأراضي الجافة تشكلت عبر آلاف السنين حصيلة من الهطولات المتدنية حيث أنها تتسم بخصوبة متدنية.
يعَرّف برنامج الأمم المتحدة للبيئة الأراضي الجافة وفق مؤشر الجفاف، أي النسبة بين المعدل السنوي للهطولات والتبخر-النتح المحتمل. والأراضي الجافة هي الأراضي التي ينخفض فيها مؤشر الجفاف عن 0.65. كما تقسم الأراضي الجافة بحسب مؤشر الجفاف إلى أراضٍ قاحلة جداً وأراضٍ قاحلة وأراض شبه قاحلة وأراض جافة شبه رطبة. ونجد الأراضي الجافة في جلّ المناطق الأحيائية والمناطق المناخية في العالم. وهذا يؤثر على الأمن الغذائي للسكان ويسبب معاناة الأرض من الكوارث البشرية والطبيعية.
لقد ادى هذا الأمر الذي أدى إلى ضياع أهداف الكلية .. وأصبح الأمر أكثر تعقيدا عندما عين عمداء حيث أصبح عددهم ٣ خلال ٤ سنوات من عمر الكلية .. وليس فيهم متخصص في الأراضي الجافة ..
إن الكلية اليوم بحاجة إلى خبراء و مختصين في الأراضي الجافة من حيث التخطيط لاستغلال الأراضي والتحضر وجلب المشاريع المناسبة لنظامها المناخي على نمط جامعات عالمية مثل تخصصات التصحر والأراضي الجافة في صحراء نيفادا الأمريكية وغيرها علما أن ٥٠ بالمئة من مساحة الأراضي العالمية يصنف على أنه أراضي جافة. وهناك منظمات وهيئات عالمية .. مثل:
المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (المعروف اختصاراً بـ"أكساد") أسس عام 1968 بقرار من جامعة الدول العربية
و كذلك منظمة التحالف العالمي للأراضي الجافة، تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي لأكثر من ثلاثة مليارات إنسان يعيشون في الأراضي الجافة المنتشرة في العالم.
وثمة نقطة هامة ومفصلية وهي البحث عن طرائق لرفد الوطن بخريجين مختصين لهم مكان واضح ومحدد في سوق العمل ضمن مجالات دراسات الارضي الجافة والقاحلة والتي يتوزع العمل فيها على عدة مجالات متخصصة، مثل:
* دراسات الأراضي واستعمالاتها
* تنمية الموارد البشرية وتقليل خطر المجاعات
* الأمن الغذائي والمائي
* دراسات الثروة الحيوانية والنباتية
* دراسات اقتصاد الاراضي
* التخطيط الحضاري والثقافي
وللحقيقة والإنصاف والتاريخ الأكاديمي .. فان التقييم العلمي للكلية يؤكد أننا أمام كارثة أكاديمية لا بد من تداركها من حيث نوعية الأكاديميين سواءا الإداريين أو الكادر التعليمي والخطط (الخطة) المطروحة .. الأمر الذي يتطلب إيجاد حلول لتدفق الطلبة إليها من خلال رؤية و رسالة واضحة الاهداف.
ومن الجدير ذكره أن الأردن يمتلك رصيد كبير من الكوادر المتخصصة فعليا في الأراضي الجافة والتصحر
إن الهدف من هذه المقالة هو إيجاد حل جذري وسريع لوضع الكلية لكي تواكب تطلعات واحتياجات الاردن من الجامعة الهاشمية التي تسعى للتميز والارتقاء نحو الأفضل.
ويبقى الخطر الكامن الذي ممكن أن يظهر على الساحة الأكاديمية .. لماذا لم تنجح الكلية لغاية الآن بالشكل المناسب إداريا وأكاديميا ومن المسؤول عن مثل هذا التردي في مستوى الكلية .. !!؟؟