همام سعيد : بيع المؤسسات يلزمنا العمل للتخفيف عن البلد و الناس

mainThumb

26-05-2008 12:00 AM

- نبيل غيشان - لم يكن فوز الدكتور همام سعيد بمنصب المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» مستغرباً داخل الجماعة التي تأسست قبل 60 سنة، فالزلزال الذي ضرب هذه الجماعة نتيجة الانتخابات البرلمانية الأخيرة وهبوط تمثيلهم الى النصف وهي أسوأ نتيجة منذ عام 1989، أعقبه هزات ارتدادية داخلية قلبت الموازين لمصلحة تيار الصقور على حساب تيار الحمائم، وقيل إن الحكومة وموقفها المتشدد من الإخوان بعد أن رشحوا شخصيات معتدلة كان له دور في تراجع حظوظ الحمائم وتقدم المتشددين.

والمراقب العام الجديد الدكتور همام سعيد، خير من يمثل تيار الصقور، لكن الحوار معه كان هادئاً وخالياً من المصطلحات واللهجة المتشددة، ورسالته عنوانها واضح ويخلو من الاستفزاز «لا نريد أن نطمئن أحداً كما لا نريد إخافة أحد». وفي ما يأتي وقائع الحوار:

> جاء انتخابكم بعد علاقة متوترة مع الحكومة، وهذه المرة الأولى التي يصل فيها تيار الصقور الى منصب المراقب العام، هل جاء فوزكم نتيجة موازين قوى داخلية جديدة؟

- نحن لا نستريح لتقسيم الجماعة بين الصقور وغيرهم فهذه تقسيمات تطلقها الصحافة ونحن لا نعترف بها لأنها غير موجودة لدينا والمؤسسة هي صاحبة القرار وانتخابي لم يأت نتيجة موازين قوى جديدة.

> وهل كان لموقف الحكومة المتشدد منكم دور في نجاحكم؟

- ربما لعبت الحكومة دوراً في الحالة العامة وكان قرار مجلس الشورى السابق بحل نفسه بمثابة رد فعل من قواعدنا نتيجة التزوير في الانتخابات النيابية والبلدية، وكأن قواعد الإخوان تقول لمجلس الشورى السابق إن قراركم بالمشاركة غير سليم خصوصاً أن نية الحكومة كانت مبيتة لتحجيمنا من خلال اللعب بنزاهة الانتخابات.

> ما هي الخيارات المتاحة لديكم إذا قاطعتم الانتخابات؟

- كان من الأولى المطالبة بإصلاحات دستورية قبل الانتخابات, لأننا جماعة إصلاحية لا نؤمن بالانقلابات والعنف.

> هل تغيرت أجندة الإخوان بوصولكم لقيادة الجماعة؟

- لا. الأجندة لم تتغير، لأن مجلس الشورى ومؤسسات الجماعة هي التي تضعها ولا تتغير البرامج بتغير الأشخاص.

> وجودكم في هذا المنصب ماذا سيضيف للجماعة؟

- من أولوياتي التركيز على الشأن الداخلي المحلي، خصوصاً في ظل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد والتي لم يسبق ان مرت علينا.

> هل هذا رد على الاتهامات الموجهة اليكم بأن أجندتكم غير أردنية؟

- لا طبعاً. الجماعة كانت دائماً قريبة من أحوال الناس، ومعاناتهم جزء من برنامجنا والمرحلة الحالية صعبة وتزامنت مع أزمة الأسعار وأزمة بيع المؤسسات وبيع أهم الأصول الثابتة، وهذا يلزمني بالعمل من اجل التخفيف على البلد وعلى الناس.

> والقضية الفلسطينية أين هي من اهتماماتكم؟

- ما يجعلني أركز على الداخل ان هناك فشلاً كبيراً لما يسمى «المفاوضات السلمية» ونحن نحاول تقليل الانعكاس السلبي على الساحة المحلية وأن لا يكون الحل على حساب الشعب الأردني ونخشى أن تكون القضية الفلسطينية في مراحلها الأخيرة وهذا يجعلني أركز اهتمامي على الداخل.

> إذاً، ما هو ترتيب الأولويات لديكم؟

– أولا نحن نرفض كل ما يسمى بخيار الوطن البديل ومن واجبنا دعم نهج المقاومة في فلسطين لأنه البديل الوحيد الذي يمنع إيصال الحال الأردنية الى بدائل خطيرة على حساب الشعب الأردني ووجود الجهاد في فلسطين يقضي على مقولة كونفيدرالية لمصلحة اليهود.

> وثاني الأولويات؟

- الحريات العامة ورفع سقفها ومنع التعدي عليها.

> لكنكم رفضتم قرار فك الارتباط مع الضفة الغربية عام 1988؟

- كنا ضد القرار عند صدوره لما له من آثار سلبية اقتصادية ونفسية على أهلنا في فلسطين وفك الارتباط قلل الدعم للفلسطينيين وألغى وظائف 125 ألف موظف فلسطيني كانوا يتقاضون رواتبهم من الموازنة الأردنية، ونرى ان أية حالة ارتباط بين الأردن والضفة الغربية تخفف من معاناة الناس تحت الاحتلال لذلك كنا ضد قرار فك الارتباط.

> والآن هل ما زلتم ترفضونه على رغم دخول «حماس» العملية السياسية؟

- إن قرار فك الارتباط جاء خلافاً لحال الوحدة التي اختارها الشعبان والى الآن لم يعالج فك الارتباط قانونياً ودستورياً ونحن مع الارتباط بين كل الشعوب العربية ونرفض الحدود المصطنعة بين الدول العربية.

> النظام الداخلي للجماعة يعطيك الحق في ترشيح أعضاء المكتب التنفيذي، لماذا لم ترشح امرأة؟

- للنساء تنظيمهن وللرجال تنظيمهم ولا يوجد علاقة تنظيمية بين الحالتين.

> هل يحق للمرأة المنتسبة للجماعة ان ترشح نفسها للمناصب الداخلية وان تشارك في عملية الانتخاب؟

- لها قطاعها وللرجال قطاعهم.

> هل يعطيها النظام الداخلي حق المشاركة في الانتخابات الداخلية؟

- لا. المرأة لا تشارك في الانتخابات.

> كان الاتهام للقيادة السابقة انها مهادنة للحكومة أكثر من اللازم، كيف ستتعاملون مع الحكومة؟

- الحكومة أحدثت أزمات كثيرة وهذا سينعكس على أبناء الشعب الأردني، كأزمة جمعية المركز الإسلامي الخيرية التي بناها «الإخوان» بعملهم وجهدهم وتبرعاتهم وتبرعات أنصارهم وقد اقترفت الحكومة بحقنا الكثير من الأخطاء.

> كيف ستردون على ذلك؟

- نحن جماعة راشدة سلكت سلوكاً راشداً خلال 60 سنة من حياتها، وعملت للبناء وللسلم الاجتماعي، ولا يوجد في أذهاننا ان نخيف أحداً، وإذا استمرت الحكومة في إنكار جهدنا في بناء جمعية المركز الإسلامي التي ما زالت تدار بجهود الإخوان وتبرعاتهم فإن المتبرعين سيتوقفون عن الدعم وتقديم المساعدة ويتوجهون الى مؤسسات وجمعيات أخرى، ونحذر الحكومة من ان تكون هي الجانية على الجمعية وعلى الفقراء.

> تقولون إن الانتخابات البلدية والنيابية مزورة، وسبق وانسحبتم من الأولى ورفضتم نتائج الثانية، وطالبتم المراقب العام الأسبق عبدالمجيد الذنيبات بالاستقالة من عضوية مجلس الأعيان، لكن نوابكم الستة ما زالوا في مجلس النواب؟

- قرار استقالة الأستاذ عبد المجيد الذنيبات اتخذته قيادة سابقة ولم نلغ قرارها وهو ما زال قائماً ولكن كيف سينفذ فهذا يحتاج الى دراسة وقرار قيادي نرجو أن يظهر قريباً.

> وهل تهددون بالانسحاب من مجلس النواب؟

- القيادة السابقة ميزت بين عضوية «الأعيان» و «النواب» فالأولى تعيين والثانية انتخاب شعبي، والمسألة مرهونة بالظروف.

> لكنكم تقولون إنها انتخابات مزورة؟

- قد يستخدم حق الاستقالة لكنه سيكون مرهوناً كتعبير كبير عن موقف مهم أو مفصلي تحتاج إليه البلاد.

> هل تعترفون بالدساتير الوضعية، مثل الدستور الأردني؟

- لا يوجد شئ نقبله على إطلاقه أو نرفضه على إطلاقه، وكأي حال دستورية نحن لا نرفضها بالمطلق بل نطالب بالتحسين والتعديل.

> هل تعتقد ان علاقتكم بالحكومة ستتحسن بوجودكم على رأس الجماعة؟

- المفروض ان تتحسن لأن ظروف البلد تقتضي تعاون الجميع.

> تشكيلة المكتب التنفيذي التي أعطت أكثرية من «الحمائم» اعتبرت رسالة تهدئة من طرفكم...؟

- تشكيلة المكتب جاءت نتيجة حال توافقية داخلية ونحن لم نوجه رسائل ولا نريد ان نطمئن أحداً لأن منهجنا ورسالتنا بالأصل مطمئنة وفي المقابل ليس في أذهاننا ان نخيف أحداً.

> تخشى الحكومة من ان تتحول الجماعة في عهدكم الى فرع لحركة «حماس» في الأردن؟

- «حماس» لها قرارها ولها استقلالها وجماعتنا غير مرتبطة بأي جهة خارجية ولا يوجد جهة خارجية لها سيطرة على قرار الجماعة وقرارنا يأتي من داخلنا وتتخذه قيادتنا.

> هل لحركة «حماس» نفوذ داخل الجماعة الأردنية؟

- ليس لأي فصيل إسلامي نفوذ في قرارنا الداخلي على رغم أننا نعتقد ان «حماس» همّ متقدم على كل همّ آخر لأنها تشكل حال مقاومة دفاعا عن الأمة كلها.

> ألا يوجد علاقة تنظيمية لكم مع «حماس»؟

- لا يوجد سلطة تأمرنا أو تأمرهم.

> كيف ترون قرار «حماس» بدخول اللعبة الديمقراطية الفلسطينية والمشاركة في الانتخابات وتشكيل الحكومة؟

- هذا قرار «حماس» وله ظروفه ولسنا بصدد الحكم عليه الآن، وقد أعطت مشاركتها حال جديدة من ممارسة دورها القيادي والريادي وحماية الحالة الجهادية والمقاومين من ان يكونوا خاضعين لسلطة مستجيبة لأوامر خارجية، ومجيء «حماس» الى الحكومة قدم لها نوعاً من الحماية.

> هل هذا تبرير للانقلاب أو الإجراء الذي قامت به «حماس» في غزة؟

- أنا لا أسميه انقلاباً و «حماس» سلطة والسلطة لا تنقلب على نفسها وإنما تؤدب الخارجين عليها وهناك خارجون على الحكومة والسلطة.

> لكن التأديب اخذ شكل الانفصال؟

- نحن لا نقر بهذا الانفصال، وندفع باتجاه العودة الى لحمة الشعب الفلسطيني.

> تسعى حركة «حماس» للتهدئة مع إسرائيل وتبادل الأسرى، هل تقرون هذا الموقف؟

- لا مجال للتنازل عن أي ثابت من ثوابت الأمة في القضية الفلسطينية، ولا مجال للاعتراف بدولة اليهود على ارض فلسطين ولا مجال لإنهاء الجهاد على أرض فلسطين، بل نطالب الأمة بأن تبقى في حال تأهب لتحرير فلسطين وان تكون فلسطين كاملة لأهلها وان يخرج من فلسطين من جاء إليها من اليهود الغرباء.

> نحن نتحدث عن ممارسات وإجراءات، فهل التهدئة تقع في باب الجهاد ؟

- إذا كان هناك «تكتيك موقت» أو تهدئة لمدة شهر أو شهرين ولا يمس بالثوابت فإن الأمر يدخل من باب «المناورة السياسية» وليس السياسة الاستراتيجية. وإذا رأت «حماس» أنها تحتاج الى فترة معينة من التهدئة لفك الحصار فهذا أمر مقبول والحصار العربي هو المسؤول عن حالة حصار غزة ولو كان هناك انفتاح على المحيط العربي لما احتاجت «حماس» لمثل هذه الأمور.

> وإذا وقعت اتفاقية لأمد غير محدود؟

- هذا أمر لا نقبله لأنه يناقض ثوابتنا.

> هل التهدئة مع إسرائيل جزء من الحالة الجهادية وهل هي مقبولة لديكم؟

- لست صاحب قرار في التهدئة وإن وجدت فهي حالة استثنائية تقدرها «حماس» وفق المعطيات والأمر الاستثنائي غير مقبول.

> هل الجهاد هو السبيل الوحيد لتحرير فلسطين وهل تعترفون بالحل السلمي؟

- طبعاً. وكل عدو لا علاج له إلا بالقتال والجهاد لإخراجه.

> يعيب «إخوان سورية» عليكم علاقتكم مع سورية، انسجاماً مع تحالف «حماس» مع دمشق. كيف هي علاقاتكم مع «إخوان سورية»؟

- لا يوجد إشكال بيننا ونحن نلح على حل مشكلة الإخوان في سورية ونقوم بأدوار في محاولة للحل ونقول يجب ان يعود «الإخوان» الى بلادهم ليكونوا ضمن حالة الممانعة التي يخوضها الشعب السوري الآن، ونرفض الاستعانة بالأجنبي على أي واقع عربي ونرفض أي تدخل أميركي لحل مشاكلنا.

> كيف تنظرون الى مشاركة «إخوان العراق» في العملية السياسية تحت الاحتلال؟

- نحن لسنا مع أي مشاركة سياسية تحت الاحتلال في العراق وضد مجيء الأميركيين ومع مقاومة المحتل الأجنبي ولا نوافق على أي مشاركة تحت الاحتلال.

> في تصريحات لكم حول الأزمة اللبنانية قلتم إنها ناتجة عن التدخل الأجنبي. من هي الأطراف التي تتدخل في لبنان؟

- الأميركيون المتدخل الرئيس، وهم يريدون حماية اليهود من سلاح حزب الله.

> من يلي الأميركيين؟

- إذا كان لإيران تدخل بدعم حزب الله فهذا أمر ليس جديداً.

> كيف ترون استعمال السلاح داخل لبنان؟

- لسنا مع توجيه سلاح «حزب الله» الى الداخل اللبناني ولسنا مع فرض سيطرة «حزب الله» او غيره على مجمل الساحة اللبنانية ويجب ألا يكون السلاح الموجه الى اليهود هو المستهدف.

> ما رأيكم في ممارسات تنظيم «القاعدة» والتفجيرات في المدن العربية (بغداد،الرياض، عمان...)؟

- المسلمون دماؤهم معصومة وأعراضهم محفوظة وأموالهم محترمة ولا نقر مثل هذه العمليات.

> ومواقف التكفير؟

- لسنا مع التكفير.

> أين تقفون من الخلاف بين النظام السوداني وجماعة «الإخوان المسلمين» بقيادة حسن الترابي؟

- النظام السوداني معتدى عليه، ونؤيده في مواجهة الأزمات المتكررة التي تقف وراءها أميركا لإسقاط النظام.

> لكن «إخوان» السودان بقيادة الترابي يقفون في معارضة النظام؟

- لمجموعة الترابي اجتهادات لا نوافقه عليها، ولا نقر للترابي تحالفه مع الآخرين لإسقاط النظام(دار الحياة)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد