صحيفة السوسنة الأردنية

موضة (موظة) مأخوذة من كلمة (موديل) الاجنبية المعروفة سواء بشكلها اللغوي او دلالتها المجتمعية.. فهي سلوك مبرمج من اختراع قوى السوق الرأسمالية التي تبحث لبضائعها عن زبائن جدد في كل مرة خاصة لدى القطاع المغرم بالتسوق مثل النساء..

وفي الحقيقة لم تعد هذه البضاعة حكرا على المولات والاسواق التجارية بل ادخلتها المطابخ السياسية الرأسمالية الى الاسواق السياسية وما يعرف بالمجتمع المدني.. وصار بامكان المشترين والمتسوقين ان يتمتعوا ببضائع جديدة, فالى جانب حقوق الانسان والبيئة وحرية الصحافة ومراكز الدراسات المهتمة بالنقابات وجرائم الشرف والاسلام السياسي وذاكرة العواصم والامازيغ والاقباط والاكراد.. الخ ثمة بضاعة جديدة فائقة الجودة وفعالة ضد البثور مثل منتجات البحر الميت, هي بضاعة السلوك المدني والمؤشرات الخاصة بالمجتمع المدني وما يتصل بها من اصدار دليل خاص للمواطنين يشبه (دليل الحائرين) وما على المغفلين سوى الذهاب الى هذه الورشة او الندوة للاستماع بشفافية وتأمين (النصاب) المطلوب لمسوقي هذه البضائع عند الممولين..

ولا بأس في ذلك فستظهر صورهم وهم يناقشون بشغف بالغ حالات ومؤشرات السلوك والمجتمع المدني في بلادهم.. وقد تشفع لهم هذه الصور بشطبهم من قوائم الارهاب الامريكية - اليهودية, فكل عربي وكل مسلم ارهابي الى ان يثبت العكس, حسب القوائم المذكورة..

وثمة خدمة اخرى, مجانية بالطبع هي ان الحائرين التواقين للوقوف على حالات السلوك والمجتمع المدني يستمتعون ايضا في تلك المولات والاسواق برفقة عدد مم نجوم الثقافة الذين آلوا على انفسهم صرف جزء من وقتهم لخدمة الحائرين بين بضائع المجتمع المدني وحقوق الانسان.. ولم يقوموا بذلك, طبعا, من اجل المال كما يزعم الحاسدون امثالي بل خدمة لوجه الله تعالى..

mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net

العرب اليوم