في ظل سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاستفزاية الذي مضى على وجوده في البيت الابيض نحو عام تقريبا ، والتي ولدّت حالة من التوتر الزائد في مناطق الأزمات، مما دفع الكثير من دول العالم للتعبير عن امتعاضها من هذا الوضع صراحة ..
سياسة ترامب في البؤر الساخنة ابتداءً من الشرق الاوسط مروراً بجنوب آسيا الى كوريا الشمالية، واشتداد التنافس الاقتصادي والعسكري مع روسيا والصين مما يذكرنا بأجواء الحرب الباردة، أوجدت حالة من المخاض المتعسر الخطير، الذي ينتهي بموت الام او الطفل او كليهما او ينجوان معاً فالاحتمالات مفتوحة ونسبة الخطر موازية لنسب النجاة .
وفي هذا الصدد يقول وزير الخارجيّة الألماني زيجمار غابرييل :"لا يُوجد ثِقة في الحُكومة الأميركيّة تحت قِيادة ترامب.. وبِتنا لا نَعرِف كيف نُقيّم مَواقِفها.. هل بالأقوال.. أم الأفعال أم بالتَّغريدات؟".
بدأت الدعوات في القارة الاوروبية تتصاعد لتشكيل قوات مشتركة لحماية القارة والاعتماد على الذات بعيداً عن حليفها التقليدي الولايات المتحدة،خاصة خلال نقاشات مؤتمر ميونخ للامن، وهذا ما عبرت عنه صراحة المُستشارة الألمانيّة أنجيلا ميركل "إن الأيّام التي كُنّا نَعتمِد فيها على الآخرين ولّت إلى غَير رَجعة".
وفي منطقة الشرق الاوسط، تبرز تحالفات ايران التي باتت قوة عسكرية مؤثرة في المنطقة، مع الروس خاصة في سوريا، التي تعيش حربا معقدة، لا تقل تعقيداً عن كتلة من خيوط الصوف التي لا تعرف بدايتها من نهايتها وكلما تصل الى الحل يفتح لك خيط جديد يزيدها تعقيداً وتوتراً .
كما ان اعترافه بالقدس المحتلة للكيان الصهيوني استفز فيه العالم الاسلامي أجمع، وتحدى المواثيق الدولية وقرارات الامم المتحدة بهذا الشأن .. !.
وفي جنوب آسيا، يحاول ترامب الزج بالنفوذ الهندي على حساب الباكستاني في افغانستان لقطع الطريق الاقتصادي مع الصين،مما زاد الامور توترا ودفع بحليفه التاريخي باكستان الى التحالف مع الروس والصينيين والاتراك والايرانيين لمواجهة مشروعه الاستفزازي وحماية مصالحهم.
وفي كوريا الشمالية حدث ولا حرج، فالازمة عبارة عن فتيل ملتهب لا نعلم متى يصل الى الديناميت لتفجيره، وفي ظل وجود السياسة الاميركية الاستفزازية قد يكون الانفجار قريب ..!
وغيرها من البؤر التي زادها ترامب توتراً في قارات لعالم، الا انه كما في الخارج مستفز، فهو أيضا في الداخل يثير القلاقل والازمات التي كانت تعتبر يوما في الولايات المتحدة تتعلق بالامن القومي، فلم يتورع هذا الرئيس في اطلاق تصريحات عنصرية ضد مواطنيه السود مما أثار احتجاجات غضب العام الماضي في مدينة شارلوتسفيل، بولاية فرجينيا، وأحدث الانتقادات التي يواجهها طريقة تعامله مع مجزرة مدرسة راح ضحيتها 17 طالبا في كالفورنيا قبل أيام، اذ اتهم رجال مخابراته بانشغالهم بالتدخل الروسي في الانتخابات الاميركية على حساب الامن الداخلي، فيما خاطبت طالبة ناجية من المدرسة ترامب بالقول له " عار عليك" متهمة اياه بتلقي 30 مليون دولار في حملته الانتخابية من جمعية تعنى ببيع الاسلحة .. !.
سياسة ترامب الاستفزازية هل تستمر داخلياً وخارجياً ؟ ، ام ان التقاء مصالح طبقة الداخل مع الخارج للتخلص من عاشق حلبات المصارعة واعادته من البيت الابيض الى حلق رؤوس متحديه خاصة ان العالم ليس "حلبة" كما يظن .. الأيام أو الأشهر القادمة كثيرة بالمفاجآت، وقد يكون ملف التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية الطريق الذي سيغادر منه البيت الابيض، فالعالم جرب الحروب الطاحنة ولا يريد تكرارها ثانية ..!