السوسنة - شروق الكلباني - تعاني الكثير من الأمهات من مشكلة فقدان الشهية لدى طفلها، هذه المشكلة تنتشر كثيرا في مجتمعاتنا وخصوصاً ما بين الأطفال من عمر الثانية الى السادسة، وتحاول الأم بكل قواها لجعل ابنها يقبل على الطعام من ذات نفسه، وتستعمل الأم في هذه المشكلة شتى أنواع المحاولات الترغيبية أو الترهيبية والتهديد ان عجزت عنتشجيعه على تناول الطعام، وقد تلجأ للأدوية وفاتح الشهية لكي تقلص من حجم هذه المشكلة ولكن دون جدوى .
وقد تساهم الأم دون أن تعلم في زيادة المشكلة لدى طفلها وذلك بالتركيز على مشكلته في البيت وأمام الناس وقد يصبح البيت بأكمله مشغولا بكيفية اطعام ابنهم، وربما يزيد هذا الأمر من حدة هذه المشكلة ولا يقلصها ويعود بنتائج سلبية على صحة الطفل النفسية وربما يصيبه ذلك بالاكتئاب الشديد.
أسباب فقدان الشهية
لربما تكون اسباب فقدان الشهية لدى الاطفال اسباب طبيعية وفسيولوجية وذلك لأن السعرات الحرارية التي يحتاجها الطفل ما بين العام الثاني والسادس تقل عند السنة الأولى من العمر.
ومن خلال الوزن والطول لدى الشكل الخارجي للأطفال بالنسبة للعمر يمكن معرفة ما إذا كانت هناك أية مشاكل لديه جراء فقدان الشهية وتأثيرها عليه، بالإضافة الى أن فقدان الشهية يمكن أن يكونحاد ومؤقت جراء وعكة صحية
ما أو التهاب فيروسي أو بكتيري وكذلك التهابات وتقرحات الفم والأسنان وخصوصا موعد التسنين لديهمأو بسببأمراض الجهاز التنفسي والهضمي وأمراض الكلى والكبد المزمنة بالإضافة الى العيوب الخلقية للقلب، بحسب اختلاف الأمراض وطبيعة تأثيرها على، وعادة ما تعود شهية الطفل الى مكانها بزوال المسبب.
وكذلك من أهم أسباب فقدان الشهية لدى الأطفال، الأسباب النفسية باختلاف أنواعها ونخص بالذكر عدم شعور الطفل بالسعادة أو ربط الطعام بحدث سيء معين لدى ذاكرة الطفل، أو في طريقة تعامل الأم والأهل مع ابنهم لتشجيعه على تناول الطعام، أو مدح شهية طفل آخر أمامه، بالإضافة الى كراهية الطفل لأصناف الطعام المقدمة له ، كذلك اصرار الأم على الطفل بأن يأكل أكثر من طاقته، وتشديد الأهل على آداب المائدة أمام الطفل والضيوف هذه كلها عوامل تزيد من فقدان الشهية لديه بشكل كبير ومن المحتمل أن تكون هي السبب الرئيسي للمشكلة.
علاج فقدان الشهية
إن من أهم الأمور التي يجب اتباعها لعلاج فقدان الشهية ضرورة إهمال هذا الموضوع وعدم التركيز عليه أمام الأطفال وعدم الحديث عنه معهم، ومراقبتهم عن بعد بحيث لا يصبح امر شهية الطفل هوجل اهتمامهم وحديثهم، كما يجب الابتعاد عن ارغام الطفل على الأكل او ترهيبه وتهديده واستبدال هذا التصرف بسؤاله هلأنت متأكد بأنك شبعت؟ وإذا كانت اجابته نعم فارفع الطعام من امامه، فبهذا التصرف سيشعر حتما ان أمر الطعام جديا وحازم، وعدم السعي بكل الوسائل لإرضائه قد يغير من طريقة تفكيره اتجاه طعامه لكن يجب مراعاةما يحب الطفل من اصناف الطعام وما يكره، بحيث تقدم له أمه اصنافه المحببة باعتدال وأنا يختار ما يحب منها ما دام مفيدا وغير مضرا.
كما يمكن السماح للطفل بالمساعدة في تحضير الطعام وذلك سيعزز من دوره وسيفتح شهيته لطعام قام هو بإعداده.
وتجدر الاشارة الى ان تقديم انواع مختلفة من الطعام للطفل في سن مبكر يساعد على تقبله للطعام فيما بعد بشكل سهل ويسير، ويستحسنألا يشرب الطفل الحليب بين الوجبات.
ويجب الانتباه لطريقة تقديم الطعام، فان تقديمه بطريقه جذابة وجميلة من حيث الالوان والاشكال كتقديم فطوره الصباحي بأشكال أفلام الكرتون التي يحبها، هذا الامر سيشجعه على حب الطعام وتناوله، فمثلا اذا كان لا يحب اللبنة يمكن اضافة الزعتر اليهاأو تقديمها مع الخضراوات، أو ان كان لا يحب الخضروات يمكن تقديمها على شكل الفطائر، كما يستحسن الا يتناول الطفل طعامه وحيدا بل مع الاخرين.
كما يمكن تشجيع تناول الطفل للأكل من خلال تعزيز ومدح الاهل اخوة الطفل واصدقائهعند الاكل ولكن دون نقده وتصغيره.
ويمكن للوالدين ترغيب الطفل وتشيعه على تناول الطعام عند تناولهم أي وجبه لهما الحديث عن مدى لذة الطعام ورائحتهوفائدته للعضلات والجسم.
وفي النهاية يجب أن تكون الطريقة والأسلوب التي يتعامل بها الأهل مع أطفالهم في كل مشاكل حياتهم ودودة ومحببة وغير متشددة وقاسية، ويجب أن يتحلى الأهل بالصبر وعدم الملل.