وجهت حركة طالبان الافغانية المقربة من تنظيم القاعدة الارهابي "لطمة" دموية كبيرة للرئيس الاميركي دونالد ترامب وحليفه الرئيس الافغاني ... ، من خلال تنفيذ عملية ارهابية كبيرة حصدت 95 قتيلاً ومئات الجرحى .
واضح ان حركة طالبان التي فشلت الولايات المتحدة الاميركية في القضاء عليها منذ اكثر من 15 عاماً، رغم احتلالها افغانستان، وتعيين نظام سياسي وامني موال لها،أرادت من هذه العملية الكبيرة ان تثبت لادارة ترامب انها ما زالت قوية ونافذة وتستطيع ان تصل الى كابول المحصنة .
كما أن العملية ستزيد من حدة التوتر بين واشنطن واسلام اباد، حيث تتهم أميركا باكستان بدعم تنظيم طالبان وحليفه حقاني من خلال التغاضي عن تصرفاتهم الارهابية وتوفير البنية التحتية، كما ان بعض قادة التنظيم يديرون استثمارات في باكستان، ويجهزون السلاح – وفق تقرير اميركي – لارساله الى افغانستان لمقاتلة الحكومة والقوات الاميركية .
ملف افغانستان الى يعود الى صدارة الاحداث العالمية من جديد، خاصة بعد بروز مؤشرات على اعادة لملمة تنظيم القاعدة واعادة انتاجه من جديد، ومساعيه لاعادة تشكيل فرع له في سوريا عبر القيادات الاردنية المتواجدة في صفوف جبهة النصرة.
واضح ان نجم طالبان والقاعدة بدأ يسطع مجدداً، الامر الذي يكشف عن نوايا أميركية جديدة في منطقة جنوب آسيا، وهو أمر ليس مخفي فقد تم التعبير عنه سياسياً في اميركا وغيرها عبر استراتيجية ترامب في المنطقة والتي تعطي دورا كبيراً للهند في افغانستان، الامر الذي يتعارض مع مصالح باكستان وروسيا وايران والصين وتركيا .
وتتخوف الصين وباكستان من الدور الهندي الكبير في افغانستان ان تحقق، بأنه سيضرب ويزعزع المناطق الجبلية في اقليم بلوشستان المحاذي لافغانستان من جنوب غرب باكستان والغني بالموارد المعدنية ويعتبر الممر الاقتصادي بين بكين واسلام اباد .
ويعتبر الممر الاقتصادي بين بكين واسلام اباد ، مشروع اقتصادي كبير جداً يهدف الى ربط مدينة كاشغر الصينية وميناء كوادر الباكستانية بكلفة تصل الى 46 مليار دولار .
ولتجنب الاثار الاقتصادية نتيجة ضغوط ترامب وعلى غير عادتها كحليف تقليدي ، لجأت باكستان الى تحالفات جديدة مع الصين وروسيا وايران وتركيا للوقوف في وجه المطامع الاميركية في المنطقة، الامر الذي اعتبر ردا قاسيا على ادارة ترامب التي هددت بقطع المساعدات عن اسلام اباد .
اذن، منطقة جنوب آسيا مقبلة على أحداث كبيرة وصراعات أكثر دموية، ان مضى ترامب باستراتيجيته الجديدة، ستكون حرباً طاحنة وبالوكالة تخوضها فصائل أفغانية ضد القوات الاميركية وحليفها الرئيس الافغاني .
ترامب الذي دعا الى "عمل حاسم" ضد طالبان بعد تبنيها تفجير كابول الذي يعتبر الاعنف منذ سنوات، وقال "الآن على كل البلدان ان تقوم بعمل حاسم ضد طالبان والبنية التحتية الارهابية التي تدعمها"، هل يستطيع ان يعيد احتلال افغانستان بالمفهوم العسكري الواسع،ويحشد قواته مجددا كما فعل أسلافه؟ ام ان واقع المنطقة تغير مع بروز تحالف قوي مناهض لاستراتيجيته تتقدمه روسيا والصين ..؟؟!.