السوسنة - هبه خالد الفاخوري - نمر الصحراء عمر فخر الدين بن محمد ناهد بن عمر مسعود باشا أو فخري باشا , ولد في مدينة روسجوك العثمانية ( روسه ) عام 1868 , هو دبلوماسي تركي الجنسية , ولقبه الإنكليز بـالنمر التركي .
وعام 1888 م تخرج من المدرسة الحربية في الآستانة ، ثم التحق بدورات ملازمي الفرسان وأركان حرب , وعمل في أزرنجان في الجيش الرابع ، وكان متميزا في عمله ، عام 1908 م رقي إلى رتبة وكيل رئيس أركان الجيش الرابع ، وشارك في حرب البلقان ، وفي بداية الحرب العالمية الأولى أصبح في سورية وكيل لقائد الجيش الرابع المرابط ، وبعدها امر بالذهاب إلى المدينة المنورة للوقوف على أحوالها ، وعندما وصل كان الشريف حسين يعد لثورته على الخلافة العثمانية ، وقام برفع تقرير لقيادته بذلك ، وبعدها تم تثبته قائد لحملة الحجاز في المدينة المنورة في 17 / يوليو / 1916 م , وفي 28 / أبريل / 1917م أضيف له منصب محافظ المدينة المنورة وإدارة العمليات العسكرية التي كانت تقاوم قوات الشريف حسين وحلفائه , حتى سقوط تركيا بيد الحلفاء , وتم توقيع هدنة رودس في 30 / أكتوبر / 1918 م .
وكان آخر حاكم عثماني ولي على المدينة المنورة ما بين ( 1916- 1919 ) ، وكان يتبعه جيش يتكون من 70 ألف جندي مجهز بالأسلحة الخفيفة والمدفعية التقليدية ، وفي الثورة العربية الكبرى قام فخري باشا بتهجير جميع أهالي المدينة المنورة ، وأصبحت المدينة المنورة خالية من السكان تماماً ، وبقي فيها الجند فقط ، ثم حاصر الأشراف وحلفائهم من القبائل العربية المدينة المنورة لبضعة أشهر ، ولقد لعب القطار في سكة حديد الحجاز دور كبير في نقل المدنيين إلى بلدان آمنة ، وقام موظفوا الخط الحديدي بالتطوع لهذا العمل كخدمة إنسانية بلا مقابل ، وبعدها وصلت الأوامر من اسطنبول إلى فخري باشا بتسليم المدينة فرفض واستمر في المقاومة ما يقارب خمسة أشهر , ولكن اضطر بعد ذلك للاستسلام بضغط من قيادته وزملائه الذين تم تهديدهم .
وتم اعتقله في مصر ، ثم إلى مالطا لمدة ثلاث سنوات ، وعاد بعد ذلك إلى بلاده وتولى عدة مناصب سياسية وإدارية ( سفير تركيا في كابول ) , وكان بعض المؤرخين يصفونه بالغباء لامتلاكه جيش عظيم لم يقم باستغلاله في السيطرة على الحجاز برمته لو أراد .
وعندما اشتد الحصار في المدينة المنورة على فخري باشا من القوات العربية التي كانت بقيادة عبد الله بن الحسين والمعسكرة في بير درويش بالفريش ، قام بالذهاب إلى الفريش واستسلم لقوات الشريف عبد الله بن الشريف حسين , ولكن بعد استسلامه استقبله الشريف عبد الله بن الشريف حسين في بئر درويش ، استقبال رسمي ، حيث حرص على أن يرضى به كرامة الرجل وكبرياءه بالحفاوة البالغة والموافقة على كل شروطه دون أي مناقشة .
وعند عودة أهالي المدينة المنورة الذين تم تهجيرهم لم يكونوا قد عادوا بكاملهم ، لان بعضهم فضل البقاء هناك , أو فقد أو مات في دار هجرته , أو عجز على العودة إلى بلاده ، أو وجدوا بيوتهم مهتوكة , ومنهم من فقد أمواله ، فحقدوا كثيراً على فخري باشا الذي تسبب لهم بكثير من العناء .
وتوفي في 22 / نوفمبر / 1948م , عن عمر يناهز 79 - 80 عام في تركيا باسطنبول ودفن في مقبرة آشيان أسري , بناءً على طلبه في قلعة روملي حصار .