صحيفة السوسنة الأردنية

اعلن جلالة الملك عبدالله الثاني الاحد عن تخصيص 6 ملايين دينار لتنفيذ مشاريع تنموية وصحية وتعليمية للنهوض بواقع محافظة الكرك التي يقطنها اكثر من 223 الف نسمة. وامر جلالة الملك خلال الزيارة التي بدأها بالصلاة في مسجد اضرحة شهداء معركة مؤتة الخالدة بتنفيذ مطالب ابناء الكرك والعمل على ايجاد مشاريع تسهم في الحد من مشكلتي الفقر والطبالة واللتين تعدان التحدي الابرز امام شباب وابناء المحافظة .

وقال جلالته خلال لقائه ممثلين عن المحافظة " أنا على علم بالتحديات والمشاكل التي تواجهكم وعلى اطلاع باحتياجات المحافظة وسنخصص 6 ملايين دينار لتنفيذ جزء من هذه الاحتياجات، "وسندرس مع الحكومة تنفيذ الاحتياجات الأخرى في موازنة العام الحالي والعام 2009." وأوعز جلالة الملك للحكومة ضرورة استكمال المخطط الشمولي لمدينة الكرك وتنفيذ مشروع تطوير وسط مدينة الكرك وتحسين البنية التحتية فيها مؤكدا جلالته ان وجود الخطط الواضحة من شأنه ان يسهم في وضوح وتقدم العملية التنموية في جميع مناطق المملكة.

ووجه جلالة الملك الحكومة الى التعاون مع القوات المسلحة في مجالي الخدمات الصحية والتعليمية بما ينعكس ايجابا على تحسين واقعها في محافظات المملكة . وكان جلالة الملك اطلع على واقع مدرسة المزار الجنوبي الاساسية واطلع على واقع الخدمات التعليمية ليوعز جلالته بتحسين واقع تلك المدرسة الى جانب العديد من مدارس الكرك. وفي صورة تجلت فيها رعاية القيادة لابنائها في شى مواقعهم واماكن تواجدهم حرص جلالة الملك على زيارة الفتاتين نايفة وفهيدة الخرشة اللتين تعانيان من اعاقات جسدية وظروف صحية صعبة.وجلس جلالته بجاورهما في منزلهما المتواضع وامر جلالته فور مشاهدته معاناتهما مع المرض ببناء بيت جديد لهما وتأمين من يرعاهما كما امر بمعالجتهما في مدينة الحسين الطبية. وخلال اللقاء مع ممثلي الكرك اكد رئيس الوزراء نادر الذهبي ان الحكومة ستباشر فورا بتنفيذ مباردات جلالة الملك في الكرك وسيلتقي خلال اسبوعين ممثلين عن المحافظة لترتيب اوليات واحتياجات الكرك .

واعلن الذهبي عن انشاء مصنع جديد قبل نهاية هذا العام تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك في منطقة فقوع والذي سيوفر نحو 700 فرصة عمل لفتيات المنطقة . وقال الذهبي " ان الحكومة لديها خارطة صحية كاملة حول أوضاع المستشفيات والمراكز الصحية وامكانياتها والخدمات التي تقدمها في جميع أرجاء المملكة .واكد ان الحكومة ستعمل على توفير الخدمة الصحية في كل التجمعات السكنية ليستفيد منها كل مواطن . وتركزت مطالب ابناء الكرك على الاستفادة من الميزات التفاضلية للمحافظة لتكون جاذبة للسكان وان ينعكس وجود المشاريع الكبرى والمؤسسات التي تنهض في المحافظة ايجابا على حياة المواطنين وأن يكون هناك ارتباطا مباشرا ما بين المخطط الشمولي للمحافظة مع المخطط الشمولي لمنطقة البحر الميت خاصة وان امتداد المحافظة جغرافياً يسمح بذلك.

من جهته قال العين فايز الطراونة "أن الاردن بأهله رغم انه يعيش في عصر النفط والتجارة والاحتكارات والاحتلالات سيبقى حرا والاردنيون احرارا، ويعلم القاصي والداني من مرضى النفوس بأننا الحلقة الاقوى والتاريخ اكبر شاهد على ذلك . واكد ان "درء العواصف الاقتصادية التي تهب علينا من خارج الحدود ومن حيث لا ندري مسؤولية جماعية بالمثابرة والشفافية والثقة والصبر وبالوقوف مع الذات لتمتين الاساس الذي يقوم عليه بنيانا الاقتصادي وليعلوا النباء ونواكب التغيير والتطور. واعتبر ان الاساس في ذلك يكمن في تحمل السلطات مسؤولياتها الدستورية والتنفيذية في الولاية العامة .. والتشريعية في التشريع والرقابة .. والقضائية في سيادة العدل بين الناس.واعرب عن الامل في ان تتوج جهود جلالة الملك في دعم الاشقاء الفلسطينيين باقامة الدولة المستقلة على ترابهم الوطني ليستقل الاشقاء ويحقق الاردن والعرب هدفهم الاستراتيجي السياسي الاهم وتطمئن القلوب الاردنية لمستقبلها السياسي".

من ناحيته قال رئيس مجلس النواب المهندس عبدالهادي المجالي ان الكرك ورغم انها من اقدم المحافظات الا انها اصبحت طاردة للسكان لعدم توفر الحد المناسب من المرافق والخدمات التي من شأنها تثبيت السكان. واشار الى انه ورغم وجود الشركات والمصانع الاستثمارية الكبرى لم تنعكس على مستوى معيشة ابناء الكرك ومستوى الخدمات مؤكدا ضرورة ان ينعكس هذا التواجد الاقتصادي بشكل فاعل على الناس. ودعا المجالي الى ان تكون الكرك منطقة تنمية زراعية لما تتمع به من توفر بيئة زراعية خصبة خاصة في مناطق الاغوار معربا عن الامل في ان يمتد التطور السياحي والاستثماري ليشمل ساحل البحر الميت الجنوبي.

واشار الى ان الكرك لا تزال تعاني من عدم اكتمال في الخدمات والمستشفيات والمرافق الترفيهية مشيرا الى ان الحكومة وعدت باعادة النظر بالبنية التحتية من كهرباء وماء وغيرها لكننا نتطلع الى الاسراع في ذلك. وتطرق رئيس بلدية الكرك الكبرى احمد الضمور الى واقع الخدمات البلدية في الكرك حيث اشار الى ان بلديات الكرك تعاني من مديونيات ترهقها وتجعلها عاجزة عن تقديم الخدمات كما يجب مثلما ان القطاع الخاص غير فاعل ولا يشارك في العملية التنموية . وبين ان شبكات المياه تعاني من التلف وان حصة المحافظة من المياه غير كافية، مشيرا الى مشكلة انقطاع الكهرباء في فصل الشتاء.ودعت مقررة تجمع لجان المرأة خديجة بيايضة الى دعم النساء والجمعيات النسائية وايجاد مرافق شبابية فاعلة في الكرك وتحسين واقع الخدمات الترفيهة.كما دعا المواطن عبدالرحمن العقاربة الشركات التي تعمل في الكرك ان تخصص جزءا

من ارباحها لمعالجة مشاكل الفقر والبطالة عوضا عن الاضرار البيئة التي تسببها .. مؤكدا ضرورة دعم الجمعيات الخيرية ومربي المواشي. واكد المواطن محمد الهويمل ان اهم مشاكل الزراعة هي غلاء كلف الانتاج والزراعة العشوائية وعدم وجود مستثمرين حقيقيين يسهمون في تطوير القطاع. وامام واقع الخدمات الصحية أعرب المحامي راتب النوايسة عن الامل في ان يتم تحويل مستشفى الكرك الى مسشتفى اقليمي لمحافظات الجنوب مشيرا الى ان مستشفى غور الصافي يعاني حاليا من نقص في الاطباء.. داعيا الى انشاء مركز طوارئ على الطريق الصحراي في ضوء تكرر الحوادث المرورية عليه وانشاء مستشفى خاص للاطفال يغطي اقليم الجنوب.ولم يخلو الاجتماع من الحديث عن الواقع الاقتصادي وسبل جذب الاستمار الى الكرك حيث بين الدكتور عبدالهادي القضاة ان الكرك بما تملكه من مرافق ومواقع وطبيعة جغرافية يمكن ان تكون عامل جذب سياحي وذلك بتوفير المرافق من فنادق وخدمات تشجع السائح على الاقامة.

واشار الى ضرورة مأسسة وتعزيز دور المجلس الاقتصادي والاستشاري في المحافظة للتعامل مع القطاعات الاهلية والاستثمارية بهذا الخصوص.وتحدث محمد الحمايدة عن الجانب التربوي حيث بين ان الكرك بحاجة الى انشاء ابنية مدرسية جديدة وصيانة العديد من المدارس القائمة مشيرا الى ضرورة شمول محافظة الكرك بمدارس الثقافة العسكرية. يشار الى ان الكرك التي تبلغ مساحتها 3504 كم2 تتوفر فيها 244 مدرسة وجامعة حكومية وكلية مجتمع واحدة فضلا عن 6 مستشفيات (3 حكومية، و 3 خاصة) بسعة 361 سريرا، و75 مركزا صحيا منها (6 شاملة، 37 أولية، 32 فرعيا).وتمتاز الكرك بوجود العديد من الأماكن السياحية وخاصة قلعة الكرك ومقامات الصحابة ومدينة صناعية مؤهلة هي مدينة الحسين بن عبدالله الثاني الصناعية وفيها جامعة مؤتة التي تضم ايضا الجناح العسكري الوحيد في المملكة مثلما تغطي مزارعها جزءا هاما من احتياجات المملكة من الخضروات والفواكه فضلا عن وجود العديد من الشركات الصناعية وخاصة البوتاس العربية، وشركة مناجم فوسفات الأبيض./ بترا/