ثلاثة أطفال يعيشون حرمانا ولا يسمعون وبحاجة الى تركيب قواقع الكترونية

mainThumb

24-05-2008 12:00 AM

- ماهر ابو طير - هذه المرة..

هذه المرة..تقودنا كل الدروب الى الجنوب ، حيث الكرك ، الجالسة في حضن الشمس ، وفي الطريق الى الجنوب ، تستفيق فيك كل الصور الغافية في عين النسيان ، حين يكون الجنوب اول الفتح ، واول الدولة ، وسرها الذي لايغيب ، تحت وطأة العاديات او الفقر ، ففيه رجال اوفياء ما بدلوا تبديلا.

هذه المرة تأخذك كل الدروب الى الجنوب ، حين يكون الفقر سيفا مزروعا في خاصرة الناس ، لم تزرعه الا الايام ، ووجوه اولئك الذين اشاحوا بوجوههم عن الناس ، حتى بات الجنوبي بين امرين ، اما القبض على الجمر ، من اجل وطنه ، واما القبض على الجمر من اجل وطنه ، فلا خيار اخر ، فتلك الرؤوس ، ليست ككل الرؤوس ، وتلك الوجوه الملثمة ، ماأخفت خلفها الا ذات سر قلبها..سر الوفاء للوطن ، مهما كانت تقلبات الدنيا ، ومصاعبها.

هذه المرة..

هذه المرة ، نولي وجوهنا نحو قبلة نرضاها ، نحو الجنوب ، حيث ذات الدرب يأخذك الى "الكعبة"والى القبلة التي نصلي اليها ، فتكون طريقنا الى هناك عبادة ، وسعينا سنة ، ونزولنا قيام ليل ، فكل الدروب تأخذك الى الجنوب ، وكل المواقيت ، تضبطها الدنيا على ساعة الجنوب ... ساعة الشمس والقمر ، حين لاتخونك هذه الكواكب ، حتى في عز انتثارها ، وخسوفها وكسوفها ، على حد سواء.

في الطريق الى الكرك

اطفال الجنوب ، قصة تستحق ان تروى ، فهناك في مدن الجنوب ، تغيب الطفولة ، والحرمان ، سيد المكان ، على الرغم من كل الخطط التي يتم وضعها ، وتلك الخطط التي سيتم وضعها ، والطفل الجنوبي ، مثل الزيتونة المباركة ، لا شرقية ولا غربية ، يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نار ، نور على نور.

ولان اطفال الجنوب ، في الطريق الى الكعبة ، فهم جزء من قبلتنا ، ودعاء الواحد فينا ، يأتي ناقصا ، مالم يتذكر ان الطفل الجنوبي هو "ابو الحروف"وبغيره لاتكون الحروف ، الا معكوسة ومقلوبة ، وعبر الطريق الى الجنوب ، كنت اسأل نفسي ، عن الفرق بين الوضوء والتيمم ، وعن الفرق عن الازدهار في عمان ، والازدهار في الكرك ، فما وجدت اجابات شافيات ، غير اني لمحت طيف جعفر بن ابي طالب ، يأتيني من المزار ، على صهوه فرسه وهو الملقب بـ (ابو المساكين) ليشق بسيفه النهر المالح ، وليفتح طريقا لكل فقير ومحتاج ، قائلا ..لا تخش غرقا ، من سر قد اوتيت سؤلك ياموسى ، ولقد مننا عليك مرة اخرى.

كانت الماساة هذه المرة صعبة وقاسية للغاية ، اذ تعيش عائلة في منزل بسيط جدا ، تم استئجاره في منطقة مجدولين - القصر ، مقابل ستين دينارا شهريا ، والعائلة مكونة من ثمانية افراد ، منهم ثلاثة اطفال لايسمعون وبحاجة الى زراعة قواقع الكترونية ، والاطفال هم تبارك وعمرها اربع سنوات ، عبدالرحمن وعمره عامان وبضعة شهور ، وهديل وعمرها تسع سنوات ، والاطفال الثلاث لايسمعون ، وهم بحاجة الى زراعة قواقع الكترونية ، والعائلة تعيش وسط ظروف مالية صعبة جدا ، فالاب بلا عمل ، وقد اجرى عملية لقلبه ومنذ ذلك الوقت بلا عمل ، والعائلة كانت تتلقى معونة من التنمية الاجتماعية الا انه تم قطعها تحت عنوان ان هناك معلومات ان الاب يشتغل ، مما دفع التنمية الى وقف الراتب ، وايا كانت المبررات ، فنتركها لمن اتخذ القرار ، وما يهمنا اليوم ، هو وضع العائلة الماساوي اقتصاديا واجتماعيا ، ووضع الاطفال الثلاث الذين لايسمعون ، ويعيشون في ظل ظروف من الحرمان والقسوة ، لايعلم بهم الا الله ، والعائلة غارقة في الديون ، والاب يحمل ديونا تقدر بألفي دينار ، وهو اليوم ، لا يجد قوت يومه ، حتى ايجار منزله يدفعه من يد بعض اقاربه.

تأثرت للغاية على وضع الاطفال الثلاث ذوي الوجوه الحسان ، وتأثرت حين عرفت ان الحرمان هو غطاء فراشهم ، حين يتوسدهم الفقر ويحتل عيونهم ، ولايترك لهم بهجة ولامسرة ، فأي حياة هي تلك يعيشها الاطفال وهم لايسمعون ، ولماذا لاتحل لدينا مشكلة القواقع الالكترونية بشكل جذري وعملي ، ولدينا الاف الاطفال الذي هم بحاجة الى قواقع من اجل استعادة السمع ، ومن اجل حل هذه المشكلة الكبيرة ، وقد قلت مرارا ان كلفة القوقعة المرتفعة بحاجة الى حل جذري تماما ، وطالبت مرارا بان يتم انشاء صندوق وطني للقواقع ، تتبرع له الدولة بمبلغ مالي ، ويتم دعمه عبر القطاع الخاص ، وان نضع الية محددة له من اجل الاستمرار ، اذ ليس معقولا ان يعاني الاف الاطفال في الاردن ، من مشكلة عدم السمع وحاجتهم لقواقع ، فيما نحن نتفرج عليهم ، او نعدهم ان الحل هو في المستقبل الواعد ، حتى كأنني اجزم ان الكل لايسمع وقد اصيب بالصمم ، فيما هؤلاء الاطفال هم الذي يسمعون حقا ، يسمعون بنور قلوبهم ، وببصيرة ربانية لاشبهة فيها ولاالتباس...ربما هي نعمة من الله ان لايسمع هؤلاء ، حتى تبقى ضمائرهم نقية ، ولاتلوث الايام ، ضمائرهم من اللغو والفساد وماخلفهما من قيم ومعان.

طفولة على خط النار

ملف القواقع الالكترونية ، بحاجة الى حل جذري ، فهذه اعاقات عملية وفعلية ، والطفل الذي يتم اهماله يتم ارساله الى المستقبل في ظل هذه الظروف الصعبة ، حين نخسره كانسان منتج وفاعل وعملي ، على الرغم انه بالامكان ان نحل مشكلته مبكرا ، حتى لو كانت كلفة القوقعة مرتفعة ، ولعل المرء يعجب بصراحة من هذا الاهمال الذي يلاقيه اطفال الناس ، والذي تلاقيه كثرة مهمشة ، دون سبب واضح ، سوى ان لاواسطة لهم ، ولايد متنفذة تأخذ بأيديهم نحو الحل ، ومثل تبارك وعبدالرحمن وهديل يسألون اليوم اصحاب القرار وكل ميسور عن حياتهم وعن حقوقهم ، وعن هذه الحياة التي يعيشونها ، والى اين يذهبون ، وباب من يطرقون .... ألن تنتهي ثقافة الرجاء والتوسل وكتابة الاستدعاء تلو الاستدعاء ، هل هذه الثقافة مفيدة ، ام انها ستنتج ضمائر غاضبة ، لاتنام في ليلها ولاتعيش نهارها....انها مأساة حقيقية وصعبة ومؤلمة جدا ، حين يعاني ثلاثة اطفال في احدى قرى الكرك من هذه الماساة ، ومثلهم ايضا يعاني الاف الاطفال ، في كل مناطق المملكة ، من الفقر والحرمان والمرض ، وقد كان الاولى بدلا من رسم الشعارات والتنظير ، الذي لم يعد يسمعه احد ، او يثق فيه احد ، ان يتم حل المشاكل جذريا ، واطلاق مبادرات لانقاذ الاف الاطفال من هذه المحن التي لايستحقونها ، بالاضافة الى الفقر الذي يعصف بالعائلات والاسر ، حين نصل الى مرحلة يتساوى فيها العامل مع العاطل ، فكلاهما لايعيش حياته كما يجب.

في تلك القرية المنسية ، في تلك القرية النائية ، يغفو ثلاثة اطفال في ظل مظلمة مؤلمة ، وفي ظل فقر ، ومنزل لايليق بالبشر ، الاب مريض وغارق في الديون ، والعائلة بحاجة الى من ينقذها ويساعدها ، على الاقل بانقاذ الاطفال الثلاثة ، وتركيب قواقع الكترونية لهم ، مساعدة العائلة في حياتها ماليا واجتماعيا ، وهي انموذج للحرمان والبلاء الحقيقي ، وهي دعوة مفتوحة اليوم ، نضعها بين كل الناس..كل قارئ ومهتم ومن فيه خير وكرامة ومروءة ، لانقاذ الاطفال الثلاثة ومساعدة العائلة ، بشكل جذري حقيقي ، من اجل ان لانبقى نكافح الفقر بالكلمات ، ولا المرض بكلمة ..الله يعينك ، فالله عز وجل امر بأخذ الاسباب والتوكل عليه ، لا على الاسباب ، فيما نحن نعيش على المسكنات ، التي ماعادت تنفع ، ولاتزيل الما ولاحيرة.

اللهم فاشهد اني قد بلغت

عنوان العائلة سيكون متاحا في حال الاتصال بـ (الدستور)عبر الايميل او الهاتف ، وينحصر دور الدستور باعطاء العنوان دون تدخل او وساطة في مجال المساعدات ، اذ لاتتلقى الصحيفة اي مساعدات ، ايا كان شكلها ، ولاتوصلها ، ولاتتدخل في هذا الاطار ، وينحصر دورنا بنشر المأساة وفردها بين يدي جند الله الكرماء لتقوم العلاقة مباشرة بين المتبرع او المهتم والمحتاج.

اللهم اشهد اني قد بلغت، اللهم اشهد اني قد بلغت، اللهم اشهد اني قد بلغت، (الدستور)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد