يواصل الجيش السوري الذي يستعد لحسم معركة دير الزور في تضييق الخناق على من تبقى من مقاتلي داعش المتحصنين في أحياء صغيرة من المدينة، فالضربات التي وجهها الجيش لهذا لتنظيم داعش أجبرت العناصر الموجودة منه على التراجع والهروب، بذلك دخلت هذه المعركة مراحلها الأخيرة، في إطار ذلك إن تقدم الجيش السوري وحلفاؤه في مدينة دير الزور، شكّل ضربة قوية للدور الغربي في سورية، وضربة موجعة للتنظيم المتطرف الذي يتعرض لسلسلة من النكسات والهزائم كون هذه المعركة حاسمة بالنسبة للمنطقة بأسرها، بدليل توحّد محور المقاومة في جبهة واحدة، وإشتراك مقاتليه في هذه الحرب.
اليوم تتجه الأمور في سورية للاستقرار تدريجياً خاصة في ظل الضربات الموجعة التي يتلقاها الإرهابيون على يد قوات الجيش السوري فهناك خسائر فادحة لحقت بداعش والقوى المتطرفة الأخرى، وهو الأمر الذي دعا التنظيم للبحث عن مخرج من الحصار الشديد الذي يتعرض له حالياً، ومن مدينة دير الزور العصية هناك إنهيار كلي لداعش وحلفاؤها فكل يوم جديد يرتسم شيء من الهزيمة والإنكسار، حيث تصدت قوات الجيش السوري مدعومة من القوى الحليفة، هجوماً عنيفاً شنه مقاتلي التنظيم الإرهابي على طريق دير الزور - تدمر، محاولاً قطع الطريق بالقرب من منطقة الشولا بين دير الزور و السخنة، ونتيجة لصمود الجيش السورية وقدرته على المواجهة، تكبد الإرهابيون خسائر كبيرة بعد أن حرر الجيش عدداً من القرى والمدن السورية، بالمقابل يقوم التنظيم وأخواته بعمليات قتالية وهجمات معاكسة لإعادة السيطرة عليها او على القرى والمناطق المحاذية لها غير ان جميع محاولاته باءت بالفشل، فلم تعد معنويات داعش كالسابق فهو يتكبد الخسائر الفادحة بالأرواح والمعدات،وبذلك يكون قد حقق الجيش السوري مرحلة متقدمة بتقطيع أوصال الإرهاب في عمق مدينة دير الزور، ومكنته من إحكام السيطرة على كافة الطرق والمحاور للمدينة وإضعاف التنظيمات التكفيرية هناك.
في هذا السياق نفذ الجيش السوري عمليات دقيقة وخاطفة على تحصينات وتجمعات لتنظيم داعش على المحور الشمالي الشرقي لدير الزور، حيث سيطر خلالها على عدة نقاط باتجاه قرية حطلة فوقاني، كما خاض الجيش على الجزيرة النهرية في أطراف المدينة، اشتباكات عنيفة مع من تبقى من مسلحي التنظيم في حويجة صكر، مؤكداً إحكام سيطرته على أجزاء من طريق دير الزور-البصيرة الواقع على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، كما نفذت وحدات من الجيش عمليات عسكرية ضد تحصينات وأوكار داعش في قريتي الشيحة ورسم العقيدات شمال قرية الشنداخية بنحو 12 كم في ناحية جب الجراح بريف حمص الشرقي، وإنتهت هذه العمليات ببسط السيطرة على القريتين فكانت الصفعة قوية بعثرت ساسة الغرب وسماسرة أمريكا لتتخبط الأخيرة بهذا الإنتصار والصمود.
في سياق متصل يبدو أن معركة ير الزور قد أوشكت بالفعل على الحسم وذلك بإنتصار الجيش السوري على الجماعات المسلّحة والقوى المتطرفة، وأعتقد بأنّها قد تكون مسألة أيّام وليس آسابيع أو أشهر، لأن إستعادة دير الزور الغنية بالآبار النفطية والحدودية مع العراق تعتبر نهاية التنظيم وأدواته فى سورية، هذا ما جعله يتخبط في كل خطواته والتي كانت آخرها محاولته اليائسة في السيطرة على طريق دير الزور - تدمر، الذي يعتبر طريق الأمداد الرئيسي للمدينة من خلال محاولته الزج بالمفخخات والانتحاريين لإعادة السيطرة على هذا الطريق الإستراتيجي.
مجملاً....إن الكرة الآن في ملعب الجيش السوري، وباتت بيده أي مبادرة هجومية قادمة على الإرهابيين بإسناد حلفاؤه خاصة سلاح الجو الروسي في أغلب المحاور، وبذلك أثبت الجيش السوري قدرته على إلحاق الهزيمة بعصابات داعش ومن وراءها وتحطيم أسطورتهم الوهمية الخادعة، وما تحرير المدن السورية وتطهير أرضها من الدواعش إلا دليل على ذلك، وبذلك ردَّ الجيش السوري إعتباره، وأثبت للعالم أنه قادر على حماية سورية من الإرهاب، وأثبت أنه غير كل الجيوش وأن سورية لن تسقط ومن الصعب احتلال أي جزء منها، اليوم كلنا أمل .....أن يكون هذا العام عام الإنتصار والإزدهار، ونهاية الإرهاب بكافة أشكاله.
وأختم مقالتي بالقول.... إن القتل والترويع لن يغير حلم السوريين وتطلعاتهم إلى وطن مستقر آمن خال من التطرف، فالشعب السوري قادر على مواجهة مخططات الإرهاب والمؤامرات المشبوهة وإفشالها بوحدته الوطنية وبإرادته وجيشه العربي التي لن تستطيع اي قوة أو إرهاب أن تكسرها. وأن مكاسب الجيش السوري التي تحققت في مختلف المناطق هي مؤشر واضح بأن داعش قد بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة في سورية جراء شدة الضربات الموجعة التي يتلقاها هذا التنظيم في مختلف المناطق.