السوسنة - أقيمت مساء السبت الموافق ٢٦ أوغسطس ٢٠١٧ في السابعة مساءً بمقر رابطة الكتاب الأردنيين/ فرع الزرقاء محاضرة علمية تفاعلية للمفكر الأديب المهندس الإلكتروني مجدي ممدوح الخبير في علم الخوارق بعنوان "الظواهر الباراسيكولوجية بأصنافها الثلاثة : التحريك النفسي، والظواهر الروحية، والإدراك فوق الحسي " وأدار اللقاء وشارك فيه الباحث بكر السباتين الأديب والخبير في البرمجة اللغوية والعصبية.
وفي معرض تقديمه للمحاضر قال سباتين الذي نشر له مؤخراً كتاباً عن البرمجة العصبية في ألمانيا، بأن الحديث عن علم الباروسايكوليجي سيضعنا في دائرة التشكيك بحسب مبدأ هانغ هوتسي الذي يقول بإنكار ما لا يدخل القالب والتحيّر للتكذيب، وهذا ينطبق حتى على الآراء السياسية وخاصة الغيبيات.
من هنا علينا أن نستمع بتركيز وموضوعية لهذا الفيض المعرفي المنتظر، متجردين من الأحكام المسبقة على المعرفة، فالاستماع بحد ذاته من مبادئ التدرب على البرمجة الذاتية.
وعرج سباتين في حديثه إلى أن علم الخوارق يهتم بالظواهر التي ترافق سلوكيات الفرد فلا يوجد لها تفسير فيزيائي منطقي كالواقعية والسببية والاتصالية والتربيع العكسي.
ثم أضاف بأن هذا العلم يتكون من: "الساي جاما" التي تهتم بظواهر مبهمة مثل التخاطر وتأثير العقل، والتنبؤ. أما المكون الآخر فهو "الساي كابا" التي تعنى بالتأثير الفيزيائي على الأشياء.
ونبه سباتين في سياق تقديمه للمحاضر إلى أن هذا العلم أهتم به أكبر العلماء في العالم منذ مطلع القرن الماضي، وعلى رأسهم ديفيد بوم، تلميذ إلبرت أينشتاين، والذي نبه إلى أن ظواهر الكون تتكون من "نظام عيني ظاهر" و"نظام ضمني شبحي متعالق"؛ أي أن "كل شيء يلتف على شيء آخر في الكون ويفسر من خلال هذه العلاقة" .
فيما وضع لها العالم الرياضي الإيرلندي جون بل منظوراً سداسي الشكل.
وأوضح سباتين في معرض تقديمه للمحاضر بأن نتائج هذا العلم تقاس رياضاً من خلال علم الاحتمال وقياس تكرار النتائج كما في تجربة حجر النرد.. فتكرار تجربة هذه الظاهرة على الموهوبين بنسبة 1- 20% (أي احتمال 1/6) يدرجها في إطار الصدفة.. وما فوق ذلك سيدخلها في حيز (مقلوب الصدفة)..
وأوضح سباتين بأن تجارب العالم جيمي فران التي تجاوزت ال 35000 تجربة حققت نسبة نجاح تساوي 40%.
وزيادة في تأكيد أهمية هذا العلم نوه سباتين إلى أن علم الخوارق كان قد استقطب اهتمام كبار العلماء من أمثال: جوزيف رادين، وليم جيميس، سغموند فرويد، وليم هنتنغتوم.. حتى صاحب النسبية أينشتاين الذي قال في معرض تقديمه لكتاب (الإرسال العقلي) الذي ألفه العالم النفسي ابتن سنكلير الذي يعد من أهم علماء الباراسيكولجي.. بأن هذا العلم سيدخل العالم في متاهات تقوده إلى الجنون لكنه سيفرض نفسه على اهتمام العلماء وعامة الناس في المستقبل القريب.
من جهته أدخلنا المحاضر مجدي ممدوح في تفاصيل الأسئلة العاصفة التي داهمت الحضور ليجد لها في محصلة الأمر محددات علمية لفهم ظاهرة علم الخوارق، منوهاً في سياق محاضرته التي جاءت بعنوان (الباراسيكوليجي..علم المستقبل) إلى أن علم الخوارق له محددات علمية واضحة المعالم، تدرجه باقتدار في إطار العلم التجريبي الذي قيمت نتائجه إحصائياً، منوهاً إلى تجارب جيمي فران في أمريكا حيث سجلت نتائج أبحاثه التطبيقية معدلات نجاح مذهلة، فاعترفت المؤسسات الأكاديمية الأمريكية بهذا العلم.
وتجدر الإشارة إلى أن المحاضر مجدي ممدوح اشتغل بالبحث الباراسيكوليجي في إطار مركز بحوث الباراسيكوليجي في بغداد.. والجمعية العراقية للباراسيكوليجي.. وشارك في مؤتمر مركز بحوث الباراسيكوليجية، حيث أفاض في محاضرته القيمة الحديث التفصيلي عن أشهر
الظواهر الباراسيكوليجية التي سجلها العلماء عبر العالم في تجاربهم العلمية، بأصنافها الثلاث، بدأها بظاهرة التحريك النفسي، حيث عرفها المحاضر على أنها علم ما وراء النفس أو علم النفس الموازي ويسمى أيضاً علم الخوارق وتبحث هذه الظاهرة في حالات الإدراك العقلي أو تأثيرات العقل على الأجسام الفيزيائية دون تماس مباشر معها أو اتصال عن طريق وسيلة معروفة. في الوقت الذي بينت فيه تجارب من قبل بعض الباراسايكلوجيين بأن هناك بعض القدرات الباراسايكلوجية موجودة بيننا، إلا أنه لم يتم الاعتراف بوجود هذه الأدلة من كثيرين.
ثم تطرق المحاضر مجدي ممدوح إلى الظواهر الروحية حيث أوضح بأنها عنت بظاهرة الأشباح، والحياة بعد الموت، والتناسخ، والإيمان بالشفاء، وهكذا دواليك. وقد صيغت التفسيرات لهذه الظواهر المختلفة بعبارات غامضة، مثل "قوى نفسية وروحية"... وهلم جرا.
وأنهى المحاضر ممدوح حديثه عن ظاهرة الإدراك فوق الحسي التي عرفها بأنها تلك المجموعة من التأثيرات الخارجية التي تنتقل بوسائط غير معروفة، ويتم استلامها في منطقة غير معروفة في الدماغ، لكنها تأتي مترجَمةً على شكل إحساسات خاصة. وهي على أنواع عدة، منها: التخاطُر والجلاء البصري.
ثم دعا المحاضر مجدي ممدوح في نهاية محاضرته إلى ضرورة اهتمام المثقفين بهذا العلم المستقبلي الهام، وتسجيل الملاحظات التجريبية بشأنه، وتحطيم حاجز الخوف من خوض غماره.
من جهته أشاد رئيس رابطة الكتاب الأردنيين فرع الزرقاء الأستاذ محمود أبو عواد بالمحاضرة العلمية التفاعلية التي تفاعل معها الحضور باهتمام منوهاً إلى أنها كانت من أنجح الندوات التي استضافها الفرع وثمن جهود المشاركين.