الملك يأمر بتثبيت الأئمة والوعاظ على جداول التشكيلات الحكومية

mainThumb

09-10-2007 12:00 AM

السوسنة - بترا - أعرب جلالة الملك عبدالله الثاني عن تقديره للدور الذي ينهض به الأئمة والوعاظ والواعظات في ترسيخ قيم التسامح والوسطية والاعتدال التي هي من صلب ديننا الحنيف.وشدد جلالته خلال لقائه اليوم عددا من الأئمة والوعاظ والواعظات على أهمية دورهم في إعداد جيل النشء المتعلم والواعي لأمور دينه والمتسلح بالعلم والمعرفة في مختلف ميادين الحياة.
وتكريما لدورهم المهم في بناء شخصية الإنسان المسلم الواعي بأمور دينه ودنياه، أمر جلالة الملك عبدالله الثاني بتثبيت الأئمة والوعاظ والمؤذنين وخدم المساجد العاملين ضمن المادة 305 على جداول التشكيلات الحكومية وصرف مكافأة مالية لهم هذا الشهر.
ويشار إلى ان عدد الأئمة والوعاظ والمؤذنين يبلغ نحو 5608 من بينهم 550 واعظة معظمهم موظفين على حساب صندوق الدعوة او على نظام المكافئات تتراوح رواتبهم الشهرية بين 100 إلى 125 دينارا شهريا.
وأكد جلالة الملك ضرورة الإسراع بتجهيز وتشغيل "معهد الملك عبدالله الثاني لإعداد وتأهيل الدعاة والوعاظ والأئمة وتدريبهم" لتمكين الائمة والوعاظ والدعاة والمرشدين من الاستفادة من البرامج التدريبية والتثقيفية التي تعزز بناء قيادات واعية منهم.
وكان جلالة الملك أمر العام الماضي لدى افتتاحه مشروع تطوير موقع أهل الكهف باعتماد القاعات الملحقة بالمسجد لتكون مقراً للمعهد.وقال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية عبد الفتاح صلاح أن المعهد سيباشر عمله بداية العام المقبل ليقدم دورات تدريبية وتأهيلية متخصصة في مختلف مجالات الدين وكذلك في حقول العلم والمعرفة.
وأكد صلاح أن مكرمة جلالة الملك بتحويل الأئمة والوعاظ والمرشدين على جدول التشكيلات الحكومية من شأنه أن يحل مشكلة كبيرة تعاني منها فئة لها دور أساسي في بناء ثقافة ووعي المجتمع, مستعرضا أبرز التحديات التي تواجه الأئمة والوعاظ والمتمثلة في تدني رواتبهم وتواضع مساكن اغلبهم.
وأشار إلى أن الوزارة اشترطت ضمن أسس بناء المساجد الجديدة ضرورة أن يكون مسكن الإمام ملائما تتوفر فيه أسباب الراحة والعيش الكريم.
وتركت المكرمة آثرا كبيرا في نفوس الأئمة والوعاظ والمرشدين الذين كانوا شرحوا لجلالة الملك خلال اللقاء تدني دخولهم الشهرية التي لا تكاد تلبي احتياجاتهم المعيشية.
وأكدوا أن هذا الإنصاف الهاشمي لهم هو تكريم لدور الأئمة والوعاظ الذين ينهضون بدور أساسي في بناء وعي المجتمع وتوجيهه.
وقال إمام مسجد صويلح طلال محمد الفاعوري..إن الأئمة والوعاظ هم جزء أساسي من لبنات بناء الوطن وهم يقومون بدورهم ويؤدون رسالتهم بكل أمانة وإخلاص لكنهم بحاجة إلى الإنصاف عبر تحسين أوضاعهم المعيشية خاصة ومعاملتهم بمثل ما يتم التعامل به مع بقية موظفي الوزارة.
واعتبر الامام الفاعوري أن الاهتمام الملكي وتأكيده على دعم وتمكين الأئمة والوعاظ من شانه أن يعزز من حالة الاستقرار لديهم خاصة وأنهم متفرغون للعمل على مدار 24 ساعة.
ولان العلم في الصغر كالنقش في الحجر مثلما يقول الداعية معتصم الجمعات فأن الوعاظ والمرشدين والأئمة يقع عليهم الدور الأساسي في ترسيخ قيم الدين السمحة في نفوس النشء وشرح حقيقة الإسلام لهم بطرق سهلة كما هو الإسلام سهل ويسر خال من التعقيدات.
وقال الداعية الجمعات..أن جلالة الملك الذي اخذ على عاتقه مهمة توضيح الصورة الحقيقية للإسلام يقف اليوم مجددا إلى جانبنا ويأمر بتحسين ظروفنا انطلاقا من إدراكه الكبير لأهمية دورنا في هذا المجال.
أما الواعظات فتطرقن إلى الحديث عن دورهن في المساهمة بتوعية النساء وتثقفيهم في مختلف القضايا الدينية والدنيوية فضلا عن مشاركتهن في المبادرات الوطنية مثل التوعية من مخاطر المخدرات والايدز.
وقالت الواعظة في مديرة الشؤون النسائية اعتدال داوود العبادي..إن جلالة الملك في هذا الشهر الفضيل وهذه الأيام المباركة أكرمنا بهذا التوجيه السامي الذي من شأنه أن يرفع عنا معاناة كبيرة في ظل تدني الرواتب مقارنة مع غلاء المعيشية وارتفاع الاسعار.
ويذكر أن جلالة الملك عبدالله الثاني دأب كل عام على التكفل بنفقة زواج مجموعة من الأئمة والوعاظ تكريما لدورهم الجليل في خدمة قضايا الإسلام والمسلمين.
من جانب اخر أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أهمية الدور الإستراتيجي لتركيا في معالجة قضايا منطقة الشرق الأوسط وتعزيز أمنها واستقرارها.
جاء ذلك خلال استقبال جلالته اليوم وزير الخارجية التركي علي باباجان الذي نقل لجلالته رسالة من الرئيس التركي عبدالله غوُل تتعلق بسبل تعزيز العلاقات الثنائية والتطورات الراهنة على الساحة الإقليمية.
وبين جلالته خلال اللقاء أهمية البناء على العلاقات التاريخية التي تجمع الأردن وتركيا في جميع المجالات.
وناقش جلالته ووزير الخارجية التركي الجهود التي يقوم بها الأردن وتركيا لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، وتم كذلك استعراض سبل دعم المساعي الدولية والأقليمية خلال المرحلة القادمة لضمان نجاح اللقاء الدولي للسلام.
وفي هذا الإطار، أكد جلالته أهمية أن يشكل اللقاء فرصة لتحقيق تقدم حقيقي وملموس في عملية السلام وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وأشاد جلالته بجهود القيادة التركية في تقريب وجهات النظر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتشجيعهم على المضي قدما في طريق السلام.
وتطرق اللقاء كذلك إلى تطورات الوضع في العراق إذ أشار جلالته إلى ضرورة تعاون دول الجوار العراقي ومنها الأردن وتركيا في مساعدة الحكومة والشعب العراقي لإخراج بلادهم من دائرة العنف التي تواجهها.
وعبر الرئيس غوُل في الرسالة، التي وجه خلالها لجلالته الدعوة لزيارة تركيا، عن الحرص التركي على تقوية العلاقات بين البلدين الشقيقين وتقوية العلاقات الاقتصادية الثنائية لتصل لمستوى العلاقات السياسية.
وبين أن توقيع اتفاقية تجارة حرة بين تركيا والأردن سيعزز مستوى التجارة البينية ويطور الاستثمارات المشتركة بين البلدين.
وأوضح الرئيس التركي في الرسالة أن تركيا والأردن يمثلان صوت الإعتدال والوسطية في الشرق الأوسط.  من ناحيته، قدم الوزير باباجان خلال اللقاء شرحا لجلالته حول موقف بلاده من مختلف التطورات الراهنة في المنطقة, مؤكدا أن المجتمع الدولي متفق على ضرورة أن يكون النجاح حليف اللقاء الدولي للسلام.
وأشاد المسؤول التركي بجهود جلالته في صنع السلام في المنطقة، مؤكدا أهمية أن تعمل تركيا والأردن سويا لإيجاد حوار إستراتيجي لإحلال السلام في الشرق الأوسط.
حضر اللقاء مدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض الله ووزير الخارجية عبدالاله الخطيب.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد