تموت الأفاعي من لدغات العقارب

mainThumb

15-06-2017 03:02 PM

يخطئ من يظن بأن الصراعات السياسية التي وصلت لقطع العلاقات في دول الخليج الإمارات والسعودية والبحرين ومعهم بعض الأنصار من جهة  وقطر من جهة أخرى  ، فان هذا الصراع لم يأت من فراغ أو بسبب دعم دولة قطر للإرهاب كما يقول خصومها الخليجيين  حيث لم يكونوا أقل من قطر في دعم التنظيمات المسلحة  في سوريا وليبيا والعراق ولبنان بهدف ضرب محور المقاومة لصالح المعسكر الآخر الصهيوني وعملائه ، فهذه الدول (النادي الخليجي )العربي  فيها غريب ومتهم ومحاصر ومهدد بالكفيل  ولي نعمته كما يقولون  .

 

لذلك الصراع بينهما يذكرني كعربي بالمثل المعروف ( تموت الأفاعي من لدغات العقارب ) وكان يردده أحد الملوك في تلك الدول كلما كان هناك خلاف بين الدول ذات التوجه القومي  مثل مصر عبد الناصر وسوريا والعراق وليبيا والجزائر ، و معنى هذا المثل أن أي توجه قومي عروبي هو ضد مصالح تلك الدول  وليس مهما أن تبقى ثرواتها لأعداء الأمة التي تنتسب إليها تلك الدويلات ولو بحكم الجغرافيا واللغة والتاريخ ، ولكن المهم بقاء تلك الأنظمة وبأي ثمن .
 
وفي فترة الحرب الباردة لم يسمح بأي خلاف بين تلك الدول بالأمر الأمريكي الامبريالي بل توحدوا كدولة واحدة بدعم أمريكا بحربها الباردة  ودعم حروبها بالوكالة في أفغانستان وأموال هذه الدول والمخابرات الأمريكية هي من صنع المجاهدين وطالبان وبعد ذلك القاعدة وصولا داعش والنصرة وإخوانهم اليوم ، كما توحدوا بدعم حرب الوردتين بين الجار العربي العراق والجار الإسلامي إيران كما اسمي تلك الحرب الإعلامي البارز والقطب الناصري المشهور فهد الريماوي في مقال شهير له ذاع صيته في ذلك الوقت في مطلع ثمانينات القرن الماضي في جريدة الدستور ، والتي كاد يغلقها مقال أبا المظفر لولا تدخل جمعة حماد رحمه الله وكان رئيسا لمجلس إدارة جريدة الدستور في ذلك الوقت ، كما توحدت هذه الدويلات بعد ذلك أيضا بدعم المشروع الأمريكي باحتلال العراق وليبيا وبداية ما أسمته أمريكا بالربيع العربي حيث كانت تلك الدول الخليجية بلا استثناء المحرك الأساسي لدعم التخريب والإرهاب الذي يسمونه ثورات  وكثيرا ما ارتد حتى على داعميه .
الغريب أن تلك الدول دعمت المشروع الأمريكي المعروف بالربيع العربي تحت عنوان الديمقراطية وحقوق الإنسان رغم أن هذه الدول لا يوجد دولة منها تحترم الحد الأدنى من الشفافية وحقوق الإنسان وحتى الانتخابات لو استثنيا من ذلك دولة الكويت رغم كل علاتها لكنها تبقى الأفضل خليجيا في نسبة الحريات العامة  والديمقراطية وحقوق الإنسان .
 
والملفت أكثر لخلافات هذه الدول اهتمام العالم خاصة الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة وهي تاجر شاطر في جمع الحسابات وكل دولة كبرى أصبحت تريد المساهمة في حل الخلافات وعرض الخدمات المطلوبة وهي ستنفذ بالأمر أصلا خاصة من التاجر الأمريكي  الشاطر في عرض خدماته أهمها صفقات السلاح الذي لن يساهم في معركة إلا ضد شعوب تلك الدول كلما انتفضت من اجل كرامتها .
 
لكن أقول للدول المقاطعة لقطر وليس دفاعا عن هذه الدولة ، ماذا لو تم تحالف المصالح التي ليس لها صاحب بين سوريا والعراق وإيران ولبنان من جهة وقطر وتركيا من الجانب الآخر فماذا أنتم فاعلون حينها  ، سيدكم الأمريكي سيكون محايدا بعض الشيء فهذا ليس مستحيلا في عالم السياسة وتقلباتها التي جعلت أمريكا والاتحاد السوفيتي ذات يوم حلفاء في الحرب العالمية الثانية ضد النازية والفاشية وقبل ذلك تحالف تركيا العثمانية وألمانيا وايطاليا في الحرب العالمية الأولى فهل كان ذلك من اجل دولة الخلافة المزعومة ،بل وجعلت اردوغان يشكل أقوى تحالف عسكري واقتصادي لتركيا مع الكيان الصهيوني  حين ذلك ماذا أنتم فاعلون والمأساة أن دولة عظيمة بحجم مصر تضع رأسها برأس دويلة قطر وتصبح الأخيرة خطرا يهدد أمن مصر القومي ، يا الهي إلى أين وصلنا ، مصر صاحبة الدور الكبير ومصر التاريخ التي دعمت كل حركات التحرر في العالم الثالث والوطن العربي تحديدا تصبح دولة بحجم قطر خطرا عليها .
 
لذلك الدور للدول المهمة في المنطقة إذا تقاعست أو انسحبت منه يصبح عبئا عليها ، لذلك الخلاف بين تلك الدويلات مهم جدا عربيا لأنه يفرز أقذر ما وصلت إليه تلك الدول من تبعية .
 
لذلك نعيد المثل القائل (تموت الأفاعي بلدغة العقارب ) رغم أننا دعاة وحدة لصالح الأمة وليس تجمعات لصالح أعدائها ولا عزاء للصامتين .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد