جسد ٌ على قارعة ليل ٍ و رصيف مادبا !!

mainThumb

26-04-2008 12:00 AM

كتب - ماجد شاهين

أيّ ُ جسد ٍ ، هذا الملاصق لرصيف ٍ أو قارعة طريق ؟! هل فاض عن حاجة الشارع فلاذ بالرصيف ، أم لفظته أوقات النهار فآوى إلى عتمة وليل و جوى ؟؟ لم يكن هذا الكائن البشريّ في حاجة إلى ذاكرة لرصيف ٍ أو أسطورة يرويها عابر طريق ، لم يكن سوى آدميّ لفظته الشوارع والأزقة وأقصته الملاذات الآمنة ... فآثر?Z ، عن وعي أو جنون ، أن يسامر الرصيف ويحتضنه في غفلة من أعين الناس ، فكان انحيازه لطريق تؤويه و رصيف يضمّه بلا أكلاف أو فواتير أو طوابير انتظار !! تلك حكاية المشهد ، جسد ٌ يتمدد أو يتكدس ، وقد ينجعي ، على رصيف وتطيب لصاحبه إقامة منفردة بلا ناس ٍ أو ضجيج ، فيما صاحب الجسد ، يشعل النهار ، وفي العادة ، صخباً وتنقلاً وبحثاً عن مجرّد رصيف آخر لليلة ٍ هادئة !

تارة ً ينام على جنبه وكثيراً ما يستلقى على ظهره ، وقليلاً ما يخفي وجهه أو ملامحه .. إنّها رغبة الجسد وحرقة الروح ، فلا مأوى للحلمين سوى الرصيف ، ولا مكان للبوح أقرب من شارع فارغ عن آخره ... إنها قصة لا يصوغها متفرّج أو عابث ببقايا الكلام ، هذه أو تلك قصة أودت بورد الكلام واستحضرت شجناً و سؤالاً وبحثاً عن مآل !

قبل أن تلفظه المساكن والشوارع قبيل الليل ، يذرع " المنجعي " الأمكنة والحارات سعياً وراء مجاهيل النفس ، يلتقط هنا " علبة فارغة ، وهناك يحمل رغيف خبزه الجاف ّ ... يصرخ على هذا ويشتم ذاك ، وينثني في آخر الأمر إلى ليلة إضافية في كتاب الرصيف وعلى حوافّ الزوايا ! فما الذي دفع بهذا الجسد إلى عراء الشارع و قهر الرصيف ؟ هذا سؤال جارح وعاجل ، و إلى أن تنزاح ستارة عن هذا المشهد ، يظلّ الشقيّ مرتهناً للرصيف ولانفلات ٍ من وجع النهار بمداواة ٍ الجنون عبر رصيف أو جدار أو حاوية قمامة ينبشها لكي يعدّ على أصابع يديه سيرة الوقت وسيرة الجوع والماء والدواء وفائض المنازل ! madaba56@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد