لما كان حب الوطن ، والإحساس بالانتماء له ، والاندماج فيه ، ومشاركة المجتمع همومه وشجونه وأماله وتطلعاته هو أرقى صور المواطنه وأكثرها اشراقاُ وجمالا .
ولما كانت الوطنية الحقة ،عطاء مستمراً ونضالا ً شعبياً متصلاً من أجل انتصار الحق ،وتحقيق الوجود ، وصون مصالح البلاد والعباد .ولما كانت قيم الرجولة والشجاعة وصدق الانتماء تفرض على الانسان ان يجهر في قول الحق وان يسعى لاصلاح الاعوجاج ومقاومة الباطل .ولما كان الإيمان بذلك كله والتبشير فيه وباكثر منه ،وشرحه وإيضاحه ، وزراعته في العقول والقلوب والعنايه الصادقه به يوما بعد يوم ، في مدرسة الوطنية والشجاعة والرجولة والكبرياء والإباء .
فإننا نقول ان انطلاق الحراك الشعبي الأردني هذه الأيام ، هو أولا دليل على عظمة وحيوية الشعب الأردني الحر ، والتاريخ شاهد على ان الشعوب الحية تصل إلى ما تريد، وهو كذلك دليل على عمق الأزمات التي تشهدها البلاد، فلا نخرج من أزمة حتى ندخل في أخرى ، ونحن اذ نجتهد في البحث عن مخرج من حالة التيه التي وصلنا لها نؤكد إننا كشعب أردني في المدينة والريف والبادية لم نكن يوما ضد الحكومة كسلطة تنفيذية مسؤولة عن ادارة جميع شؤون البلاد الداخلية والخارجية وفق المادة 45 من الدستور ، ولكننا ضد حكومة الملقي وضد كل حكومة تقاعست عن القيام بالدور المنوط بها ولم ترتقي الى مستوى تحديات المرحلة ، فاستسهلت جيوب أبناء شعبنا الذي يعاني الأمرين ، وهدرت حقوقنا وافقرت ابنائنا ، وغضت الطرف عن الفاسدين والمتنفذين، وهذه السياسة العقيمة المرفوضة جملة وتفصيلا هي المحرك والباعث الأول لحركة الاحتجاج في البلاد في الماضي والحاضر والمستقبل .
وفي الوقت الذي كان ينبغي على مجلس التطبيل (مجلس النواب ) ان يحكم أعضائه ضمائرهم ولا يتحملوا مسئولية الدفاع عن سياسات مرفوضة شعبيا ،وتفاقم الأزمة في البلاد، وان يكون المجلس الى جانب الشعب الضحيه يساعده ويعينه ويدافع عن حقوقه، رأينا المجلس يقف الى جانب الحكومه المعتدية على حقوق شعبنا ، يشد ازرها ويؤيد قرارتها الباطلة حتى يجوع ويفقر المزيد من أبناء شعبنا، من اجل ترويضهم وتهيئتهم لمشهد جديد يتم فيه تقديم المزيد من التنازلات على حساب مشروعهم الوطني وأجيالهم المستقبلية .
وبناء عليه ، ومن أجل تصحيح المسيرة ، وتغيير النهج في السياسة، وزرع الأمل في النفوس محل الإحباط الذي بات يسيطر على مشاعر الأغلبية ، ووضع الأمور في نصابها الصحيح ، ودرء الخطر عن الوطن ، فاننا نؤكد ان خروج الاردن من المحنة التي المت به ، و من اجل استعادة الثقة بين الشعب والقياده ومؤسسات الدولة ، ومن أجل احداث التغيير المطلوب التي تقتضيه المرحله، واحداث الاصلاح المنشود الذي يخرج الاردن من الازمة الحالية ، نؤكد على المبادئ التالية كنواة لبلورة برنامج للعمل الوطني في المرحلة القادمة، وهي مبادئ عامة نتوسم فيها الخير و تتشبث بها الغالبية الساحقة من أبناء شعبنا الذي نحرص على ان لا ينقسم ويتشظى، وعليه فإننا ندعو كافة القوى الوطنية للتكاتف والعمل على تطويرها كمشروع متكامل قابل للتنفيذ على ارض الواقع:
1- إقالة حكومة الملقي فوراً وعدم عودة أي من وزرائها إلى أي حكومة مستقبلية ، حيث ان الحكومة الحالية بكافة اعضاءها يتحملون ما آلت اليه الاوضاع من سؤ وتدهور على كافة المستويات ولايسجل لأي من اعضاءها أي انجاز يذكر .
2- تشكيل حكومة انقاذ وطني قادرة على تحمل مسؤوليات ألمرحله ، من شخصيات تتمتع برجاحة العقل وعمق التفكير قادرة على إنقاذ البلاد وإدارتها بحكمة، تكون درع الوطن الحصين ، سنداً وعوناً للوطن والمواطن لا عبئ عليهما ، تؤدي واجبها بأمانه ومسؤولية ورجولة .
3- اعتبار الإصلاح الدستوري ضرورة تاريخية ومصلحة وطنية انطلاقاً من المبادئ الديمقراطية الأمه مصدر السلطات ولا مسؤوليه دون مسائله .
4- إعادة النظر بالنهج الاقتصادي وتأكيد دور وواجب الدولة في المجال الاقتصادي بما يضمن توزيع عادل لكافة مكتسبات التنمية على كافة ارجاء البلاد .
5- اتخاذ قرار سياسي فاعل على أعلى المستويات بمكافحة الفساد واستعادة الثروات المنهوبة وتقديم كافة رؤوس الفاسدين للعدالة فلا حصانة لأي فاسد كان ، ووقف التعامل مع موضوع الفساد على استحياء.
6- تعزيز الهوية الوطنية الاردنيه والتأكيد على ان الاردن لم ولن يكون إلا للشعب الأردني الحر وذالك بمعزل عن كل أوهام السلام ، فعدونا الحقيقي والرئيسي هو العدو الصهيوني.
7-تجديد العقد الاجتماعي في الدولة ووقف كل أشكال التوريث السياسي ، ووقف استبعاد الاردنين من المشاركة في السلطة والثروة .
8- الابتعاد عن الحلول الامنية في مواجهة حركات الاحتجاج ووقف كل اشكال التدخل في الحياة المدنية والتضييق على الحريات الفردية والجماعية ، والتأكيد على مدنية الدولة الاردنية .
9- اصلاح التعليم في مختلف مستوياته، وتهيئة الظروف لكافة العاملين في قطاع التعليم ليقوموا بدورهم على اكمل وجه ،فلا نهضه ولا اصلاح ولاتنمية دون اصلاح التعليم .
10- وقف كل أشكال التجنيس والتوطين وتمكين اللاجئين على حساب المواطنين الاردنين الذين تحملوا الالاف المرات فوق طاقتهم وإمكاناتهم ،ولا يمكن ان يستمروا في دفع فاتورة تخلف المجتمع الدولي عن تحمل مسئولياته تجاه أزمات المنطقة.
اننا نعاهد ابناء شعبنا، عهداً قطعنا على انفسنا قوياً قوة الحق ، ان نعيش أحرار ، ونموت أحرار، ونعلن تمسكنا بهذا المبادئ العشر كبرنامج للعمل والنضال حتى تتحقق الاهداف والله يحفظ الاردن وأهله ، ويسدد خطانا على الخير وخدمة الوطن ، انه سميع مجيب .